الخبر وما وراء الخبر

باحث عراقي: لا استقلال للعراق دون كسر الهيمنة الأمريكية على قطاع الطاقة

3

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
23 يوليو 2025مـ – 28 محرم 1447هـ

أوضح الكاتب والباحث العراقي الدكتور وسام عزيز، أن الولايات المتحدة الأمريكية تفرض هيمنة شاملة على قطاع الطاقة والاقتصاد في العراق منذ الاحتلال عام 2003، مشيراً إلى أن هذه الهيمنة تتم عبر أدوات سياسية وأمنية واقتصادية، أبرزها الشركات متعددة الجنسيات التي تعمل على إضعاف الشركات الوطنية وفرض تبعية مستمرة لبغداد تجاه واشنطن.

وفي حديثه لقناة “المسيرة” اليوم الأربعاء، أكّد الدكتور وسام أن الهجمات التي طالت منشآت نفطية شمال العراق مؤخراً، تأتي في إطار استراتيجية أمريكية لإرباك الوضع الداخلي، وربط الفوضى بأطراف المقاومة أو محور الجمهورية الإسلامية، وذلك بهدف شيطنة المقاومة وإظهارها كتهديد أمني واقتصادي.

وقال: “أمريكا تسيطر على قطاع النفط العراقي منذ أكثر من 23 عاماً، وتحاول الآن أن تضرب الاستقرار من جديد، من خلال فرض عقود جديدة مع شركات تابعة لها، على حساب الكفاءات المحلية”.

وأضاف الباحث العراقي أن الهيمنة الأمريكية في العراق لم تعد تقتصر على البعد العسكري، بل أصبحت اقتصادية بالدرجة الأولى، حيث ترتبط مفاصل الدولة العراقية، بما في ذلك سوق الدولار والتعاملات المالية مع الخزانة الأمريكية، ارتباطاً وثيقاً بالقرار الأميركي.

وتابع قائلاً: “الاقتصاد هو مفتاح السيطرة. واشنطن تسعى لتحويل العراق إلى سوق مفتوح لمنتجاتها واستثماراتها، وتدير ملف الطاقة بما يخدم مصالحها، ويُقصي أي توجه سيادي نحو شركاء آخرين كالصين، أو حتى محاولات تنمية ذاتية”.

وفي هذا السياق، بيّن الدكتور وسام أن الحكومات العراقية المتعاقبة، بما فيها الحكومة الحالية، لا تملك القدرة الحقيقية على كسر هذه الهيمنة، مشيراً إلى أن محاولات محدودة، كالتي بدأها رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، تمت محاربتها داخلياً وخارجياً.

وأوضح أن إخراج القوات الأمريكية من العراق يواجه عقبات داخلية وخارجية، رغم أن أغلبية القوى السياسية والشعبية، خاصة في الوسط الشيعي، تطالب بإنهاء هذا الوجود.

وقال: “المقاومة العراقية قدّمت التضحيات منذ 2003، ولا تزال تمتلك الأدوات اللازمة لإخراج الاحتلال، سواء عبر المسيّرات أو الضربات الدقيقة، لكن القرار السياسي للأسف لا يزال ضعيفاً، وغير قادر على إدارة ملف إخراج القوات الأمريكية بالشكل الجاد”.

وأكّد أن الولايات المتحدة لا تفهم سوى لغة القوة، مشيراً إلى أن “الضربات النوعية التي نفذتها فصائل المقاومة العراقية هي التي أجبرت واشنطن في السابق على الانسحاب، وقد تجبرها مجدداً”.

وتطرق إلى الدور الأمريكي في التأثير على المجتمع العراقي، عبر ما وصفه بـ “سياسة التنويم المغناطيسي” وتوظيف منظمات المجتمع المدني لنشر مفاهيم غربية وتمييع القيم الوطنية والدينية.

وأوضح أن برامج أمريكية مثل “مشروع ألف” تهدف إلى تجنيد النخب الطلابية العراقية وتدريبهم داخل الولايات المتحدة ليصبحوا أدوات في خدمة المشروع الأمريكي، من خلال تقديمهم كقادة رأي ومنظّرين للتطبيع والانفتاح المفرط.

وخلص الدكتور وسام عزيز في حديثه بالقول: “الشيطان يعدنا الفقر، كما يقول القرآن الكريم… لذلك يجب أن نتمسك بمقاومتنا، وأن نواجه الهيمنة الأمريكية، سواء في السياسة أو في الاقتصاد أو في الميدان العسكري، ولا خيار أمامنا إلا التحرر الكامل من التبعية، وبناء عراق مستقل، سيد، وقادر على إدارة ثرواته”.