الخبر وما وراء الخبر

أي من الجرائم الصهيونية قد تحرك الساحة العربية؟!

2

ذمــار نـيـوز || مقالات ||

22 يوليو 2025مـ 27 محرم 1447هـ

بقلم// كوثر العزي

لو كان نداء أهالي غزة الجائعة والخائفة موسيقى صاخبة لرأيت السعودية ومصر في تسابق للرقص وهز الخصر  من أعالي منصات العُري والانخلاس وانحطاط القيم لرأيتهم يتمايلون رجالاً ونساء بعهر وذُل كأنهم شياطين ماجنة،لو كانت المنازل التي دمرت والخيام التي أحرقت في واشنطن أو تل أبيب لرأيت الإمارات والأردن في تحرك جاد للمساعدة بٍكل قوة وتفاني بالمساعدات الطبية وغيرها من الإغاثات الإنسانية ،لو كان الأطفال الموتى جوعًا وعطشًا  أطفال روسيا أو الدنمارك لرأيت منظمة حقوق الأطفال تُذرف دموع التماسيح وترفع ملفات وتناقش القضايا لرأيت منظمات الهلال الأحمر في كُل وسائل الإعلام العربية والغربية ،لكنها غزة ،إذًن العرب نيام، والشعوب في سبات ،والجيوش العربية مرقدة في الكنف اليهودي، والحكام عبيدًا ذلال، والشعوب باتت تعداد ،والكيان طال واستباح ،وجرمه قد بلغ النِصاب، فالعرب ساكتين إذًن السكوت من علامات الرضى بالنسبة للطغاة.

في ظل استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر ، تسقط الأقنعة يوما بعد يوم عن جرائم حرب مروعة تنتهك أبسط مبادئ حقوق الإنسان في قطاع غزة ، كما أن الكيان الصهيوني، الذي يدَّعي زورًا وبهتانًا بالتزامه بالمعايير الأخلاقية في هذه المعركة القائمة، مما يواصل ارتكاب مجازر ممنهجة ضد المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك المسعفون، ورجال الإطفاء، وعمال الإغاثة والنازحون في المدارس والمستشفيات ، حيثُ أنَّ الجرائم الصهيونية لاتقتصر على القتل المباشر بحق الشعب الفلسطيني فقط  ، بل تطول يدها القاتلة إلى تدمير كل مقومات الحياة في غزة ، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني الذي يوجب حماية المدنيين في النزاعات المسلحة والحُرب القاتلة بحق ذلك للأنسان ، كما يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ، ولاتفاقيات جنيف التي وضعت آنذاك  ،فالكيان الصهيوني لا يكتفي بارتكاب المجازر في الساحة الفلسطينية وحسب ، بل يتجاهل القوانين والمواثيق الدولية كافة التي تحكم سلوك الدول في أثناء الحروب ، فاتفاقيات جنيف 1949م  تنص بالقول وتصريحًا واضحًا بحماية المدنيين والعاملين في المجال الطبي والإنساني (المادة 3 المشتركة بين الاتفاقيات الأربع).  حظر الهجمات العشوائية التي لا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية (البروتوكول الإضافي الأول).  وجوب معاملة الجرحى والقتلى بكرامة، وعدم التمثيل بجثثهم (اتفاقية جنيف الأولى).

لكن الكيان الصهيوني ينتهك كل هذه البنود كافة ، حيث يقوم بـ استهداف سيارات الإسعاف والفرق الطبية عمدًا  منع وصول الفرق الطبية إلى المصابين جراء الغارات الصهيونية مما يشكل جريمة حرب بحد ذاتها ،نعم كشفت هذه الجرائم المُروعة الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني الذي لم يلتزم يومًا بالقوانين الدولية ، مستغلًّا الدعم الأمريكي والتخاذل الدولي العربي بحق هذه الشعب الذي يعتبر جزءاً من الأمة العربية والإسلامية  ،لذا فإن الصمت لم يعد خيارًا ياأمة محمد ، والاستنكارات تلك  والعبارات التي تحمل في طياتها مصطلحات براقة بالمطالبة السلمية بوقف الحرب لم تعد حالا ،  بل هو تواطؤ  مع الاحتلال في جرائمهم أنتم مشاركون في تلك المجازر ستسألون ستحاسبون سيقف الصغار خصماؤكم يوم القيامة.

لايجب أن يترك الشعب الفلسطيني وحيدًا في مواجهة آلة القتل الصهيونية ، فغزة اليوم ليست مجرد مدينة تحت القصف وأرض لتنهار عليها المنازل مُهدمو ، بل هي معركة الصهيونية ضد الإنسانية. الحق في وجه الباطل ،الذل في وجه العزة  ،ليست مسألة دينية وحسب بل إنسانية إنتمائية  ،والاحتلال مهما طال عمره، فإن مصيره إلى زوال، كما سقطت كل الأنظمة الاستعمارية من قبله، واستقراء التاريخ يؤكد أن الاحتلال الصهيوني لا يمثل استثناء تاريخيًّا على الإطلاق، بل هو إلى زوال، ولن يمثل إلا نقطة سوداء مخزية في تاريخ البشرية في كُل حقباة التاريخ السابقة والحاضرة ،فمن المعيب أن تسقط شعوب عربية بأكملها مع العدو الصهيوني ،تلك المجازر المهولة التي ترتكبها إسرائيل بشت الطُرق  وبأبشع الوسائل. كفيلة بأن تجعل الأمه تنهض تثور تجاهد بربكم اي من الجرائم الصهيونية قد تحرك الساحة العربية ،فالقتل بالقنابل وزخات الرصاص بالجوع بالحصار بالتعذيب بمالا يخطر ببال بشر ..