المشروع الصهيو أمريكي يراوحُ مكانه.. حربٌ واسعة بلا أفق
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
21 يوليو 2025مـ – 26 محرم 1447هـ
يمضي المخطّط الصهيوأمريكي قُـدُمًا نحوَ إشعال المزيد من الحرائق في المنطقة؛ فاللقاءات المكثّـفة بين مسؤولي الكيان الصهيوني والمسؤولين الأمريكيين لا تبشِّرُ بالخير.
وعقب القمة الأمريكية – الصهيونية التي عقدت مؤخّرًا في البيت الأبيض، تصاعدت وتيرة اللقاءات العسكرية بين مسؤولين في وزارة الحرب الأمريكية وممثلين عن كيان العدوّ الصهيوني، في مؤشر واضح على تنسيق غير مسبوق بين الطرفَين، لم يعد خافيًا أَو قابلًا للفصل في تخطيط وتنفيذ الاعتداءات على المنطقة.
وشكّل اللقاء الذي جمع وزير الحرب الإسرائيلي “يسرائيل كاتس”، ووزير الحرب الأمريكي “بيت هيجيسث” الجزءَ الظاهرَ من هذا التنسيق المشترك، في ظل استمرار مسار التصعيد العسكري في أكثر من جبهة.
ومع أن العنوان الظاهري للقاءات لا يزال يتمحور حول غزة، فإنَّ المعطياتِ تشير إلى أن أجندة الحلف الأمريكي – الصهيوني تتجاوزُ القطاع، لتشملَ اليمنَ والجمهورية الإسلامية في إيران، وكذلك حزب الله في لبنان.
وتأتي هذه التحَرّكات في وقت تتعثّر فيه الجهود التفاوضية للتوصل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وسط تصعيد ميداني مُستمرّ، وغياب لأية مؤشرات جدية نحو تهدئة أَو صفقة تبادل، بل إن الإشارات المتبادلة بين واشنطن وكَيان العدوّ الإسرائيلي تحمل رسائلَ تصعيدية تتناقض كليًّا مع طُرُوحات الحل السياسي، وتستمرُّ في الدفع نحو خيارات عسكرية أوسعَ، لم تحقّق نتائج تُذكر حتى الآن.
اللافت في الخطاب الأمريكي، هو محاولةُ تصوير ما يحدث على أنه “تغيير إيجابي في الشرق الأوسط” كما قال وزير الحرب الأمريكي، الذي اعتبر أن هذه التحولات تصب في تشكيل ما وصفه بـ”محيط أكثرَ أمانًا لإسرائيل”، إلا أن الواقع على الأرض يُكذّب هذا الطرح، فقد جاءت نتائج الحرب الممتدة من غزة إلى طهران، ومن بيروت إلى صنعاء، بعكس ما خطَّط له العدوّ؛ إذ لم تحصد سوى المزيد من الفشل السياسي والعسكري، والخسائر المتراكمة على أكثر من صعيد.
وخلال الجولات السابقة، فشل العدوان على اليمن، الذي راهنت عليه واشنطن وكيان العدوّ الإسرائيلي منذ أشهر، ولم يحقّق أهدافَه، كما فشلت رهانات العدوّ في اختبار القوة مع إيران، وخابت آماله في تحييد حزب الله أَو نزع سلاحه أَو إخراجه من المشهد اللبناني.
وفي قلب المعركة، لا يزالُ العدوُّ الصهيوني عالقًا في غزة، حَيثُ لم ينجحْ لا في القضاء على المقاومة ولا في إخضاع الشعب الفلسطيني.
الإبادةُ الجماعية والتجويع اللذان يمارسهما العدوّ في غزة، لم يفلحا في فرض أي تنازل من جانب المقاومة، بل زادت الخيارات العسكرية من تعقيد المفاوضات، وبات مشروع التهجير القسري – أَو ما تسمِّيه واشنطن والكيان المؤقت بـ “الحل الإنساني” – مطروحًا كأحد سيناريوهات الحسم، لكنه يصطدم بصمود غير مسبوق، وبإرادَة متجذّرة في الأرض.
وفي ظل هذا المشهد، تعمل واشنطن وفريق نتنياهو على استعراض التحالف العسكري كوسيلة لاحتواء الفشل، إلا أن هذا الاستعراض يبدو هشًّا في ظل التآكل المتسارعِ لمعنويات جنود الاحتلال وثقة الجبهة الداخلية الصهيونية.
وتؤكّـد المعارضة الصهيونية أن هذه الحرب تُدارُ تحت عباءة التواطؤ السياسي بين ترامب ونتنياهو، وأنه لا أفقَ واضح لأي “نصر”.
في المحصلة، لا يزالُ المشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة يراوحُ مكانه، ويخوضُ معركة بلا حسم، فيما يقف المقاومون في غزة، بصبرهم العنيد، خلفَ خطوطِ النار، يمنعون تنفيذَ أكبر مشروع تهجير جماعي يشهدُه العصر الحديث، ويؤكّـدون أن كُـلَّ وسائل الإبادة لن تنجحَ في اقتلاعِهم من أرضهم.