الخبر وما وراء الخبر

الفرح: الإمام زيد شخصية إسلامية جامعة.. والتعامل مع القرآن اليوم بات فنيًا لا منهجيًا

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

21 يوليو 2025مـ 26 محرم 1447هـ

في تحليل سياسي وفكري لكلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي التي ألقاها مساء الأحد بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام، أكد الأستاذ محمد الفرح، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، أن إحياء ذكرى الإمام زيد عليه السلام يرمز إلى شخصية إسلامية شاملة لا تخص طائفة معينة، بل تعكس مسارًا مقاومًا ضد الطغيان، وتبرز كنموذج مشرف من رموز الأمة الإسلامية الذين واجهوا الظلم الأموي بشجاعة ووعي.

وذكر الفرح في حديثه لقناة “المسيرة” أن الإمام زيد لم يكن مقترنًا بطائفة أو مذهب محدد، بل كان متمردًا من أجل كرامة الأمة ووحدتها.

وبيّن أن ما فعله بنو أمية من تحريف لمفاهيم الإسلام واستهداف للمقدسات والرموز الدينية لم يكن موجهًا ضد مذهب بعينه، بل كان هجومًا عامًا على الإسلام ومبادئه وقيمه.

وتناول محاولات تشويه التاريخ التي استهدفت الإمام زيد وبقية رموز آل البيت، مشيرًا إلى أن السرد التاريخي الذي وصل إلى المسلمين كتبه مؤرخون كانوا مرتبطين بالسلطة الأموية، بينما كانت الأقلام التي تحمل الحقائق الحقيقية مُلاحَقة ومُهمَّشة.

وبيّن أن هذا التحريف التاريخي لا يزال يترك بصماته حتى اليوم، حيث يتم تناول قضايا رئيسية في الأمة من منظور طائفي ومذهبي ضيق، رغم أن هؤلاء الرموز يمثلون الأمة بأكملها.

كما أكد أن التعصُّب المذهبي والانتماء الأعمى يمثّلان عائقًا كبيرًا يمنع الأمة من إدراك قضاياها الجوهرية، حيث يتم أحيانًا رفض الحق لمجرد أنه يُطرح من جهة معينة، لافتاً إلى أن السيد القائد وصف هذه العصبية بأنها ظاهرة جاهلية ما زالت تؤثر على واقع الأمة المعاصر.

في سياق حديثه عن الترابط التاريخي للصراع بين الحق والباطل، أوضح الفرح أن ما تمر به الأمة اليوم، بما في ذلك المواقف الداعمة لغزة، هو استمرار لخط الشهداء من الإمام زيد وصولاً إلى شهداء كربلاء وبدر وأحد، وهو مسار يستند إلى القرآن ومبادئه السامية.

وانتقد الوضع الحالي للعلاقة مع القرآن الكريم، معتبرًا أنها أصبحت سطحية وفنية، حيث تقتصر في كثير من الأحيان على تحسين الصوت وتلاوة الآيات، بينما تفتقر إلى العلاقة الجوهرية التي تعتمد على التأمل والاتباع العملي.

وأشار إلى أن العديد من المسلمين اليوم يفكرون في علاقتهم بالقرآن من خلال معايير ظاهرية، مما يفتقد الالتزام الحقيقي بمقاصده ومنهجه.

وبين أن القرآن الكريم لم يُنزل بهدف الحفظ والتلاوة فقط، بل ليكون مرجعًا في تشكيل الحياة، وصياغة المواقف، وتحديد السلوك على المستويين الفردي والجماعي.

وأكد أن غياب هذا الارتباط الحقيقي يمهد الطريق لبدائل مشوهة كالفكر الخرافي والسطحي والانحراف، مما يؤدي إلى فقدان الأمة لبوصلة التمييز بين الأصدقاء والأعداء.

وأشار إلى أن الحكم الأموي أسس لعصر تغييب القرآن كمصدر نظامي للحياة، وحافظوا عليه كشكل زائف من الزخرفة اللفظية دون تأثير حقيقي في الواقع، وهو ما يتكرر اليوم بصور مختلفة، حيث يتعامل الكثيرون مع الدين كأنه طقوس محدودة ومتقطعة عن جوهر الرسالة الإلهية التي جاءت لإقامة العدل، وتحرير الإنسان، وتزكية المجتمعات.

وشدد الفرح في حديثه على أن الإسلام لا يعتمد فقط على العبادات الشكلية، بل يتأسس على نظام متكامل يبدأ بالإيمان وينتهي بتحقيق العدالة. وأشار إلى أن التحديات والمواجهات التي نواجهها اليوم، وخاصة في فلسطين، تستدعي العودة بجدية وأمانة إلى القرآن الكريم، كونه مرجعاً شاملاً لكل قضايا الأمة ومشاكلها.