الطل: ثورة الإمام زيد بصيرة وجهاد لإنقاذ الأمة من الذل والتخاذل
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
21 يوليو 2025مـ 26 محرم 1447هـ
في قراءته لكلمة السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي _يحفظه الله_ التي ألقاها بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي _عليهما السلام_ أكد الكاتب والناشط الثقافي الدكتور قيس الطل أن ثورة الإمام زيد تمثّل نموذجًا حيًّا للوعي، والبصيرة، والجهاد العملي، لمقاومة التخاذل والذل الذي تعاني منه الأمة اليوم.
وأوضح الدكتور الطل خلال تغطيته على قناة المسيرة، أمس، أن الأمة بحاجة ماسة إلى دراسة تاريخ أهل البيت بشكل عام، بدءًا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم الإمام علي، والإمام الحسن، والإمام الحسين، وكل أعلام الهدى، مؤكدًا على ضرورة إدخال سِيَرهم في المناهج الدراسية، وفي خطب الجمعة، والمنابر الثقافية والإعلامية، باعتبارهم رموزًا للأمة ومصادر لمبادئها الأصيلة.
وأضاف أن الإمام زيد ثار من أجل القرآن، والمقدسات، والكرامة، وهي نفس الأسباب التي توجب اليوم الوقوف مع غزة وأهلها، في وجه الاحتلال والإجرام.
وشدد على أن الأمة، رغم ما تواجهه من استهداف في دمائها وأعراضها، إلا أنها ما زالت تفتقر إلى البصيرة التي نادى بها الإمام زيد حين قال: “البصيرة، البصيرة ثم الجهاد”.
وتابع الدكتور الطل أن من أبرز المعالم التي أضاءها السيد القائد في خطابه كانت التأكيد على ارتباط الإمام زيد بالقرآن الكريم، قائلاً: “والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت”، موضحًا أن الأمة اليوم لا تعاني من إنكار القرآن، بل من ارتباط شكلي به، يتجلى في الطقوس لا في الفهم والاتباع، وأن الإمام زيد كان حليفًا للقرآن، في مواقفه، وتضحيته، ومبادئه.
وأشار إلى أن من مظاهر التراجع والانهيار في الأمة هو غياب الوعي والجهاد، وتفشي التخاذل رغم وضوح الإجرام، واعتبر ذلك نتيجة للحرب الناعمة التي تستهدف وعي الأمة، سواء عبر الإفساد أو التضليل، إلى جانب تغييب فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأكد الطل أن العودة إلى سيرة الإمام زيد تمكّن الأمة من تشخيص اختلالاتها، وتحديد العلاج الذي يتمثل في الوعي، والجهاد، والتضحية.
ولفت إلى قول الإمام زيد: “الحمد لله الذي أكمل لي ديني”، عندما رأى رايات الجهاد فوق رأسه، مشيرًا إلى أن اكتمال الدين لا يتم إلا بالجهاد في سبيل الله، كما تؤكده آيات القرآن الكريم.
وانتقد الدكتور الطل صمت الكثير من علماء الأمة تجاه ما يجري في غزة، معتبرًا أن مسؤوليتهم الدينية تقتضي منهم قيادة معركة الوعي، وتحريض المؤمنين على القتال كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
واستشهد برسالة الإمام زيد إلى العلماء، والتي قال فيها: “والله لو بينتم للناس ما تعلمون، ودعوتموهم إلى الحق الذي تعرفون، لتُضعضع بنيان الجبارين، وتهدم أساس الظالمين. ولكنكم أدهنتم في دين الله، واشتريتم بآيات الله ثمنًا قليلًا”.
وأضاف أن من الأسباب الجوهرية لانحطاط الأمة هو حب الدنيا، مستشهدًا بقول الإمام زيد: “من أحب الحياة عاش ذليلًا”، معتبرًا أن الذل الذي تعيشه الأمة اليوم ناتج عن الركون لشهوات الدنيا، وأن هذا هو ما يدفع أنظمة كالسعودية والإمارات وقطر إلى التبعية لواشنطن وتل أبيب، والتآمر على غزة، بينما يتفرج النظام المصري والأردني على أطفال يموتون جوعًا دون أن يفتحوا لهم معبرًا أو يقدّموا دواء.
وخلص الطل حديثه بالتأكيد على ضرورة حمل روح الإمام زيد، الذي قال: “والله لوددت أن يدي مُلصقة بالثريا، ثم أقع حيث أقع، وأُقطّع قطعةً قطعة، ويُصلح الله بي أمر أمة جدي رسول الله”، داعيًا الجميع إلى التحرك على أساس تلك الروحية، ومواجهة الواقع المرير، والتضحية من أجل عزة الأمة وكرامتها، حتى وإن تحوّل الإنسان إلى ذرات مبعثرة في الهواء، على حد تعبيره.