الخبر وما وراء الخبر

مسيرة كبرى بصنعاء إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام

14

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
20 يوليو 2025مـ – 25 محرم 1447هـ

أحيَا أحرارُ اليمن في العاصمة صنعاءَ، اليومَ الخميسَ، ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي -عليهما السلام- وذلك بخروج جماهيري مهيب في شارع المطار بصنعاء تحت شعار “بصيرة وجهاد”.

وتقدمت المسيرة مجموعةٌ من المسؤولين الحكوميين وقادة عسكريون وأمنيين بارزون، وفي هذه الفعالية الحاشدة، رفع المشاركون شعاراتٍ عبّرت عن أهميّة إحياء هذه الذكرى، مردّدين هُتافاتٍ تؤكّـدُ على الاستمرار في نهج الإمام زيد -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ-، ومستذكرين شجاعته وتضحياته في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ. كما تجلّت هُتافاتُ المشاركين في احتفائهم بعظمة ثورة الإمام زيد، مُشدّدين على ضرورة استلهام الدروس والعبر منها لتعزيز الصمود والثبات، واستمرار دعم الجبهات بالأموال والرجال حتى تحقيق النصر.

وأبرزت الحشودُ الجماهيرية الغفيرة أهميّةَ الاقتدَاء بالإمام زيد -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- واتباع المبادئ والقيم التي ناضلَ مِن أجلِها؛ نصرة للحق، والدفاع عن المستضعفين، ومقاومة الظالمين والطغاة.

واعتبر المشاركون في المسيرة أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد يمثل نقطة انطلاق تعبويّة للأُمَّـة، وتهدف إلى تعزيز الوحدة والتصدي لطواغيت العصر والمستبدين، مهما كانت التضحيات المطلوبة.

وأشاروا إلى أن الإمامَ زيدًا -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- رفع رايةَ الحق في وقت كانت فيه الأصواتُ مكمَّمةً ضد الظلم والباطل، مؤكّـدين أن ثورتَه تجسَّدت في معاني الجهاد والتضحية والسير في سبيل الله.

وفي كلمة حماسية ألهبت مشاعرَ الحشود الغفيرة أكّـد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين أن الإمام زيدًا كان إمامًا لهذه الأُمَّــة، وليس إمامًا لمذهب أَو مجموعة بعينها، مستعرضًا أقوالَ العلماء في زمنه وماذا قالوا عن الإمام زيد وكيف امتدحوه، وشهدوا له بالإيمان والكرم والشجاعة.

وَأَضَـافَ شرف الدين أن الإمام زيدًا -عليه السلام- عُرِفَ بأنه كان حليفًا للقرآن، حَيثُ تجسد هذا في قوله وفعله.

وتطرّق مفتي الديار اليمنية إلى الوضع في قطاع غزة، مؤكّـدًا أن كُـلَّ ما يتقاعِسُ عن الجهاد ويتجاهل لما يحدث لأهل غزة من جوع وعطش، ولا يظهر له أي تعاطف أَو دعم، فإنهم بلا شك يستحقون لعنةَ الله ورسوله والملائكة والناس أجمعين من الآن وحتى يوم القيامة.

وخَصَّ العلامة شرف الدين بالذكر العلماءَ الذين لا يعبِّرون عن موقفهم حيالَ ما أوجبه الله عليهم من تبليغ، لافتًا إلى أن صلاحَ علماء الأُمَّــة يقودُ إلى صلاح الأُمَّــة نفسها، معتبرًا أن من واجبهم أن يحثوا الناسَ على الجهاد في سبيل الله؛ لأن إخوانهم في غزة يواجهون الموتَ جوعًا وعطشًا، موجِّهًا رسالةً للعلماء بقوله: “ماذا سيمكنُكم القول أمام الله يوم القيامة؟ وكيف يمكن لعلماء الأزهر أن يلتقوا برَبِّهم وهم في صمت، وكذلك علماء الحرمين الشريفين، كيف سيتحملون المسؤولية أمام الله وهم يلتزمون الصمتَ إزاء تلك الجرائم البشعة في غزة، دون أن ينصحوا أَو يحذِّروا أَو يتخذوا أي موقف؟”.

وأشَارَ إلى أن “العدوّ الإسرائيلي لم يتجرأ على ارتكاب هذه الجرائم البشعة إلا بسَببِ صمت المسلمين وتخاذلهم، بالإضافة إلى العلماء الذين يفتون بعدمِ الجهاد في سبيل الله؛ مما يعني أن الله سيسأل هؤلاء العلماء عن تقاعسهم وعدم دعمهم لغزة”.

ولفت العلامة شرف الدين إلى الموقف اليمني المناصِر لغزة منذ بداية طوفان الأقصى، مُشيرًا إلى أن ذلك يتجلى في دعم الشعب اليمني لغزة من خلال الأقوال والأفعال، بما في ذلك الجهاد في سبيل الله، والمسيرات الجماهيرية، وإطلاق الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة في عمق كيان العدوّ في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

واستغرب مفتي الديار اليمنية من تقاعس الأُمَّــة في نصرة غزة، لافتًا إلى أن “الخلل هو في قادة الأُمَّــة العربية والإسلامية والذين هم بمثابة “نعاج” أمام العدوّ الإسرائيلي، لكن في حالة اليمن فالأمر مختلفٌ تمامًا؛ فالقائد أسد، والشعب أُسود، وكلهم أُسود في مواجهة العدوّ الإسرائيلي”.

ووجَّه العلامة شرف الدين عدةَ رسائلَ في ختام كلمته، منها رسالةٌ إلى العلماء بأن يتقوا الله وأن يتحَرّكوا في نصرة غزة، ورسالةً أُخرى إلى المجاهدين في غزة، بأن يثبتوا ويصبروا، قائلًا لهم: “أنتم رمزُ العزة والنصرة والثبات في هذه الأُمَّــة، وأحرارُ الأُمَّــة يستلهمون منكم معانيَ الثبات والإيمان الحقيقي”.

وواصل:” أنتم تجسِّدون معانيَ الصمود والعزيمة، وأنتم في قلب المعركة ضد العدوّ الأمريكي والصهيوني”، داعيًا الله أن يثبِّتَهمْ في مواجهة العدوّ الظالم، كما وجَّه دعوةً لليمن بالثبات على موقفه والاستمرار في دعم فلسطين بكل الوسائل الممكنة، ومنها دعمُ القوة الصاروخية والإنتاج الحربي.