الخبر وما وراء الخبر

اللواء غراب: اليمن رأس حربة المواجهة.. ومعركتنا دفاع عن الأمة

14

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

19 يوليو 2025مـ 24 محرم 1447هـ

أكد الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي اللواء خالد غراب أن اليمن لا تزال حتى اليوم تشكل الجبهة الوحيدة في محور المقاومة التي تواصل دعمها العملي والمتصاعد للشعب الفلسطيني في غزة، رغم المتغيرات الإقليمية والدولية، والضغوط التي مورست على عدة أطراف في المنطقة.

وفي حديثه لقناة “المسيرة”، اليوم السبت، أوضح اللواء غراب أن “القرار اليمني من البداية كان واضحًا وثابتًا”، هو الاستمرار في إسناد المقاومة الفلسطينية حتى يتوقف العدوان الصهيوني ويتم رفع الحصار عن غزة، مشددًا على أن هذا الالتزام غير قابل للتأثر بأي تهديدات أو تطورات دولية.

وأشار إلى أن ما يجري اليوم على الأرض يعكس إيمان اليمن العميق بأن معركة غزة هي معركة الأمة كلها، وأنه “لا مجال للتقاعس أو التخاذل”، لافتًا إلى أن الدعم اليمني العسكري في البحر وعمق الكيان الصهيوني يعكس إرادة شعب وجيش موحد حول خيار الجهاد والمقاومة.

ضربات يمنية استراتيجية وفاعلية متنامية

وعن تأثير العمليات اليمنية، أوضح اللواء غراب أن الضربات على مطار اللد (بن غوريون) أحدثت أثرًا نفسيًا واستراتيجيًا بالغًا داخل الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن صفارات الإنذار دوّت في أكثر من 250 مغتصبة بما فيها يافا والقدس المحتلتين، وتوقفت الملاحة الجوية لساعات، مما أربك حركة الطيران الدولية وأثار حالة من الهلع في صفوف المستوطنين.

وأضاف أن الضربات اليمنية باتت منتظمة وفعّالة، وباتت تعتمد على تكتيك مدروس، من حيث الأهداف والتوقيت، وهو ما دفع حتى وسائل الإعلام الصهيونية للاعتراف بخطورة هذه العمليات، خاصة مع دخول القوات المسلحة اليمنية إلى مرحلة الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيّرة الدقيقة.

وحول إغلاق ميناء إيلات (أم الرشراش)، أشار اللواء غراب إلى أن التصريحات الإسرائيلية التي حاولت التخفيف من وقعه، لم تستطع إنكار الحقيقة: الإغلاق جاء نتيجة مباشرة للضربات اليمنية، وهو ما وصفه الخبراء الإسرائيليون أنفسهم بـ”الصفعة الكبيرة” على يد صنعاء.

وأوضح أن قرار اليمن الواضح بعدم السماح بمرور السفن المتجهة إلى موانئ العدو، بدأ يؤتي ثماره، مؤكدًا أن الضربات البحرية، خصوصًا في يومي 7 و9 يوليو، والتي استهدفت سفينتين في غضون ساعات قليلة، كانت رسالة حاسمة على الجدية والقدرة.

أوضح غراب أن إغلاق الميناء وتهديد الملاحة نحو الموانئ الأخرى كـ حيفا وأسدود، بدأ ينعكس فعليًا على الوضع الاقتصادي داخل الكيان، حيث ارتفعت أسعار الطاقة والغذاء، وتضاعفت كُلف التأمين، ما جعل الكيان يبدأ فعليًا في تجرع مرارة الحصار، بعدما اعتاد فرضه على غيره.

وذكر أن الشركات الأوروبية، وعلى رأسها اليونانية، باتت تتحمل خسائر باهظة، وواجهت انتقادات داخلية حادة بسبب مشاركتها في دعم الملاحة نحو إسرائيل، ما جعل عددًا من البرلمانات الأوروبية تفتح تحقيقات في تلك السياسات.

وقال اللواء غراب إن اليمن تقاتل نيابة عن كل الأحرار في الأمة، ولا تفعل ذلك فقط من أجل غزة، بل تدافع عن مستقبل العرب والمسلمين الذين تقاعس كثير منهم عن نصرة القضية، و”أصبح بعضهم يبرر العدوان أو يصمت عليه”.

وخاطب المشككين بفعالية العمليات اليمنية بالقول: “العدو يعترف، والإعلام الصهيوني يقرّ، والتقارير الاستخباراتية تؤكد أن اليمن تمثل تهديدًا ناريًا واقتصاديًا ونفسيًا متصاعدًا، رغم أكثر من 14 ألف طلعة أمريكية وأوروبية على أراضيها”.

وختم اللواء غراب بالتأكيد على أن المفاجآت اليمنية لم تنتهِ بعد، وأن القادم سيكون أكثر تأثيرًا وفاعلية، وأن صنعاء تعد لمرحلة متقدمة من التصعيد العسكري، ستغير معادلة الصراع في المنطقة بأكملها.