بعد فشلها في اليمن حاملة الطائرات الأمريكية “كارل فينسون” تدخل بحر الصين الجنوبي
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
18 يوليو 2025مـ – 23 محرم 1447هـ
أعلن موقع “USNI News” التابع لمعهد البحرية الأمريكية أن حاملة الطائرات “يو إس إس كارل فينسون” دخلت بحر الصين الجنوبي، بعد هروبها المذل من البحر العربي في مواجهة القوات المسلحة اليمنية، وإعلان الرئيس الأمريكي العدوان على الجمهورية اليمنية، في خطوة تمثل تحولًا استراتيجيًا في انتشار القوات الأمريكية نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وسط تصاعد التوترات مع الصين.
وترافق دخول الحاملة إلى المياه المتنازع عليها مع ارتفاع وتيرة التحذيرات الصينية من “الاستفزازات الأمريكية”، خاصة في ظل الحضور المتزايد للقطع البحرية والطائرات العسكرية التابعة للولايات المتحدة قرب جزر باراسيل وسبراتلي، والتي تعتبرها بكين “خطًا أحمر” يتعلق بسيادتها القومية.
تزامنًا مع هذا التحرك، تواصل واشنطن تعزيز تحالفاتها الإقليمية في مواجهة بكين، حيث أجرت مؤخرًا تدريبات عسكرية مشتركة مع اليابان والفلبين وأستراليا، تركزت حول “الردع البحري” وتُعد اليابان من أبرز الداعمين لهذه الاستراتيجية، إذ ترى في التوسع الصيني تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، خصوصًا بعد تزايد تحليق الطائرات الصينية قرب جزر سينكاكو المتنازع عليها.
أما أستراليا، فقد صعّدت من مستوى شراكتها العسكرية مع الولايات المتحدة ضمن تحالف “أوكوس” الثلاثي (AUKUS)، الذي يشمل أيضًا بريطانيا، والذي يهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية في مواجهة الصين، بما في ذلك تزويد كانبيرا بغواصات نووية.
وتبدي الفلبين، تحت قيادة الرئيس فرديناند ماركوس الابن، انفتاحًا غير مسبوق على التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، ووافقت على توسيع الوجود الأمريكي في عدد من القواعد العسكرية، وهو ما أثار قلق بكين التي تتهم مانيلا بـ”الانجرار وراء المؤامرات الأمريكية”.
صفعة مرتقبة للهيمنة البحرية الأمريكية
يمثل بحر الصين الجنوبي اليوم أحد أخطر بؤر التوتر الجيوسياسي في العالم، حيث تتقاطع المصالح الصينية مع طموحات أمريكا الاستعمارية التوسعية، فبينما تسعى واشنطن إلى استعادة الردع والهيمنة التي غرقت في البحر الأحمر امام مواجهة صنعاء، ترى بكين في ذلك غطاءً لمحاولة تطويقها عسكريًا واستراتيجيًا، من ناحية ومن ناحية أخرى فرصة لتلقين أمريكا صفعة مدوية كفيلة بأنهاء أحلامها وهيمنتها.
ويدفع هذا التصعيد إلى احتمال نشوب مواجهات محدودة في البحر أو الجو، خاصة في ظل تحليق الطائرات وتسيير الدوريات المتقابلة، وقد تشكل حادثة غير محسوبة شرارة لصدام أوسع، خصوصًا في غياب قنوات فعّالة للتهدئة العسكرية المباشرة بين الطرفين.
في ضوء ذلك، يبدو أن واشنطن تعيد ترتيب أولوياتها العسكرية من المنطقة العربية إلى آسيا، مدفوعة بتصاعد التنافس مع الصين على النفوذ العالمي، ومع بروز تحالفات جديدة وتوسع نطاق المناورات، يتزايد خطر عسكرة المنطقة وتكريسها كساحة صراع مستقبلي مفتوح بين القوتين العظميين.
دخول “كارل فينسون” إلى بحر الصين الجنوبي ليس مجرد تحرك روتيني، بل يمثل جزءًا من استراتيجية أمريكية أوسع لمحاصرة الصعود الصيني عسكريًا واقتصاديًا، في المقابل، قد ترد بكين بخيارات غير تقليدية، سياسية أو عسكرية، ما يجعل المشهد مرشحًا لمزيد من التأزم والانقسام في النظام الدولي.
وسبق للحاملة “كارل فينسون” أن هزمت أمام الردع اليمني في البحرين العربي والاحمر ما يضع التساؤلات عن أثرها في مواجهة الصين.