أبي رعد: احتجاجات أهالي الجنود تكشف عمق الأزمة داخل الكيان الإسرائيلي
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
16 يوليو 2025مـ 21 محرم 1447هـ
أكّد الخبير في الشؤون العسكرية العميد علي أبي رعد، أن جنود الكيان الصهيوني يعيشون حالة من الانهيار النفسي والتفكك التنظيمي، في ظل الضغوط المتزايدة من الداخل والخارج، مشيرًا إلى أن تقارير الإعلام العبري والقنوات العبرية، وعلى رأسها القناة 12، تعكس حالة من الارتباك العميق في صفوف العدوّ الإسرائيلي المشاركين في العمليات داخل قطاع غزة.
وفي حديثه لقناة “المسيرة” أوضح أبي رعد أن تمديد الخدمة الإلزامية للجنود الصهاينة للمرة الرابعة لمدة أربعة أشهر، ضمن القرار رقم 77، فاقم من الضغط النفسي عليهم، ما دفع بالكثير منهم إلى التمترس داخل الآليات المدرعة وعدم الجرأة على الخروج منها، وهو ما يمنح المقاومة الفلسطينية فرصة استهداف تلك الآليات عن قرب، كما حدث مؤخرًا مع تدمير دبابة “ميركافا” ومقتل طاقمها بصاروخ من نوع “آر بي جي”.
وأشار إلى أن جنود الاحتلال في الوحدات الخاصة مثل “لواء نحال” و”النخبة ناحال”، وحتى وحدة الكوماندوس البحرية “شييطت 13″، أبدوا استياءهم من الزجّ بهم في معارك مشاة لا يمتلكون التدريب الكافي لخوضها، ما يعكس أيضًا حالة من التخبط لدى قيادة جيش الاحتلال، ويظهر بوضوح في الخلافات المتصاعدة بين رئيس هيئة الأركان المجرم هرتسي هليفي وحكومة الكيان بشأن ما يُسمى بـ “المدينة الإنسانية”.
وذكر أنه عندما تخرج عائلات الجنود إلى الشوارع مطالبة بعودة أبنائها أحياء، وتُحمّل الحكومة مسؤولية حياتهم، وتصل الأمور إلى أن يخاطب جنرال متقاعد وزيرًا بالقول: “اذهب أنت وابنك إلى القتال”؛ فإننا نكون أمام جيش مهزوم معنويًّا قبل أن يُهزم ميدانيًّا.
وتحدث أبي رعد عن الأهمية الاستراتيجية لموقع اليمن الجغرافي، مؤكدًا أن اليمن يُعد دولة شاطئية ذات موقع بحري استثنائي، يطل على مضيق باب المندب، البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، وهو ما يجعل من هذا المضيق أداة جيوسياسية بيد اليمن، قادرة على التأثير المباشر في ممرات التجارة العالمية وحركة الإمداد العسكري الأمريكي والبريطاني، وحتى حركة السفن الإسرائيلية.
ووفقًا لأبي رعد فإن اليمن بعكس ما كان عليه الحال في العقود السابقة بات يعرف كيف يستثمر موقعه الساحلي والجزر البحرية بين باب المندب والبحر الأحمر، لتأمين شواطئه وفرض قواعد اشتباك بحرية فعالة، أثبتت نجاحها خلال الشهور الماضية.
ونوّه أبي رعد إلى أن اليمنيين استطاعوا تحويل بعض صواريخهم من طراز أرض -أرض إلى صواريخ أرض -بحر، قادرة على ضرب أهداف متحركة في عرض البحر، مشدّدًا على أن هذا النوع من التطوير التقني يُعد تحولًا نوعيًّا في قدرات اليمن البحرية، ومصدر تهديد حقيقي لكل من يحاول التسلل أو استخدام البحر الأحمر لدعم الاحتلال الإسرائيلي أو حلفائه.
وخلص إلى أن من يملك البحر، يملك مفاتيح التأثير في 71 % من سطح الأرض، واليمن اليوم يؤكد هذه الحقيقة، ويُغلق البحر الأحمر وباب المندب في وجه كل المعتدين، بعد أن كان عبر التاريخ ممراً للغزاة.