الخبر وما وراء الخبر

القزويني: كيان العدو الصهيوني خطط لانقلاب في إيران وفوجئ برد عسكري وشعبي أربك حساباته

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

14 يوليو 2025مـ 19 محرم 1447هـ

أوضح المحلل السياسي والخبير في الشأن الإيراني الدكتور صالح القزويني، أن الهجوم الجوي الذي نفذه كيان العدوّ الصهيوني على اجتماع أمني رفيع غرب طهران، لم يكن مجرد عملية اغتيال، بل جزء من مخطط واسع لإحداث انقلاب سياسي وأمني في إيران، عبر تصفية كبار القيادات وإثارة الشارع ضد النظام.

وفي حديثه لقناة “المسيرة”، اليوم الاثنين، أكّد القزويني أن الكيان الصهيوني باغت الجمهورية الإسلامية في توقيت حساس، مستغلاً ثغرات استخباراتية وأخرى تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن العدو لم يكتفِ بزرع العملاء، بل اعتمد على تقنيات رصد متطورة لتحديد مواقع القيادات العليا.

وبيّن أن الهجوم الصهيوني استهدف شلّ القدرات العسكرية الإيرانية واغتيال شخصيات بارزة؛ بهدف خلق فراغ قيادي يرافقه تحريك الشارع الإيراني نحو فوضى داخلية، ما يشبه سيناريو “انقلاب ناعم” تم التخطيط له بعناية.

ورغم المباغتة، أكّد القزويني أن طهران استوعبت الصدمة سريعاً، بفضل حكمة القيادة العليا التي سارعت إلى ملء الفراغ وتثبيت الاستقرار، ثم الرد عسكرياً بشكل صاعق أربك العدو، لافتاً إلى أن إيران أطلقت في الليلة الأولى وحدها 150 صاروخاً و350 طائرة مسيّرة نحو مواقع تابعة لكيان العدوّ، وهو ما لم يكن في حسابات الأخير.

وأشار إلى أن الكيان فوجئ أيضاً بردة الفعل الشعبية التي وقفت خلف النظام الإيراني بقوة، على عكس ما كان يراهن عليه من انتفاضة داخلية، وهو ما ساهم في فشل المخطط بالكامل.

وفيما اعتبر أن وجود العملاء داخل إيران أمر طبيعي في صراع مفتوح بهذا الحجم، شدد القزويني على أن العنصر الأخطر كان في استغلال العدوّ للذكاء الاصطناعي لرصد وتحليل مواقع حساسة، وهو ما وصفه بالثغرة التقنية التي يجري العمل على معالجتها الآن بشكل جدي.

وقال: إن إيران باشرت عقب الهجوم بحملة استخباراتية واسعة لتفكيك شبكات التجسس، موضحاً أن فشل كيان العدوّ في الاستمرار بالتصعيد وطلبه وساطات دولية لوقف إطلاق النار، يعكس حجم الصدمة التي تلقاها.

وحول تحركات طهران الدبلوماسية، بيّن القزويني أن مشاركة وزير الخارجية الإيراني في اجتماع منظمة شنغهاي بالصين، يعكس نهج إيران الثابت في الجمع بين الميدان والدبلوماسية، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية لا تهمل العمل السياسي بالتوازي مع استعدادها الكامل للرد العسكري.

وخلص القزويني في حديثه بالتأكيد على أن “كيان العدوّ الصهيوني فوجئ بقدرة إيران على امتصاص الضربة والرد عليها بسرعة وحزم”، معتبراً أن ما حدث يمثل درساً للعدو بأن الجمهورية الإسلامية لا تُؤخذ على حين غرة، وأن استهداف سيادتها لن يمر دون رد.