الخبر وما وراء الخبر

رئيس مركز شمس للدراسات الاستراتيجية: التصعيد في السويداء مخطط يمنح كيان العدو الذريعة للتوغل

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

14 يوليو 2025مـ 19 محرم 1447هـ

أكّد رئيس مركز شمس للدراسات الاستراتيجية المتقدمة، الدكتور محمد الشيخ، أن المشهد السوري بات اليوم مكشوفًا بالكامل أمام مشروع كيان العدوّ الصهيوني، وسط صمت وتواطؤ من قبل ما أسماه بـ “حكومة الأمر الواقع في دمشق”، محذرًا من أن الجنوب السوري بات مستباحًا، وأن ما يجري من تحركات ميدانية يعكس تماهياً خطيراً مع الأجندة الأمنية الصهيونية.

وفي حديثه لقناة “المسيرة”، اليوم الاثنين، شدّد الدكتور الشيخ على أن رد كيان العدوّ الصهيوني على الورقة اللبنانية لا يحمل أي خير للمنطقة، بل يأتي في إطار محاولات ضرب سلاح المقاومة وتجريدها من شرعية الدفاع عن الأرض والعقيدة، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون ضامنًا نزيهًا لأي اتفاق؛ كونها الطرف المنحاز تاريخيًّا لمصلحة العدوّ.

وأضاف: “أي طرح أو اتفاق لا يحظى بموافقة المقاومة والثنائي الوطني الذي يشكل العمود الفقري للمواجهة في لبنان، هو محاولة لتجاوز تضحيات الشعوب ومقاومتها، ولا يمكن أن ينتج عنه سوى مزيد من الوصاية والتفريط”.

وحذر الدكتور الشيخ من خطورة الاتهامات الأخيرة الموجهة زورًا لحزب الله، في سياق حملة تشويه مدروسة تتقاطع مع مصلحة كيان العدوّ الصهيوني، مشيرًا إلى أن الزج باسم الحزب في قضايا أمنية داخلية بسوريا يمثل تمهيدًا لحملة أوسع تهدف إلى استهدافه ميدانيًّا وسياسيًّا، وهو ما تُرجم مؤخرًا بتحركات عدائية واضحة في الجنوب السوري.

ويتزامن هذا التحريض، بحسب الدكتور الشيخ، مع تصعيد صهيوني جديد، يتمثل في تنفيذ ثلاث عمليات توغل خلال 24 ساعة في ريف القنيطرة، كما يترافق مع حرائق مفتعلة طالت آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، وأعقبتها إقامة قواعد عسكرية جديدة، في ظل صمت رسمي مريب يثير الريبة والقلق.

ولفت إلى أن اللقاءات الأمنية بين ما يسمى “الحكومة الجديدة في دمشق” وكيان العدوّ الصهيوني في أذربيجان تهدف إلى إضفاء الشرعية على هذا التوغل، من خلال اتفاق أمني يشترط “تجريد الجنوب السوري من السلاح” تحت ذريعة محاربة إيران والمقاومة، وهو ما يتماهى مع تصريحات المدعو الشرع، الذي وصف إيران وحزب الله بـ “الأعداء المشتركين”.

وحول الاشتباكات الدامية التي شهدتها محافظة السويداء خلال الأيام الماضية، اعتبر الدكتور الشيخ أن التصعيد هناك ليس بريئًا، بل هو جزء من مخطط لإشعال الجنوب السوري، بما يمنح كيان العدوّ الذريعة للتوغل تحت ستار “حماية طائفة الموحدين الدروز”، مؤكدًا أن دماء أبناء الطائفة تُستغل في لعبة سياسية قذرة، يديرها العدوّ من بعيد.

وقال: “ما يجري في السويداء هي مؤامرة مزدوجة، طرفها الأول كيان العدوّ، والطرف الثاني حكومة الأمر الواقع التي تسعى لتجميل دورها تحت عنوان بسط السيطرة، بينما الهدف هو تسهيل التوغل الصهيوني وإثارة الفتنة المذهبية”.

من جهته، رأى الكاتب والصحفي اللبناني حسن حردان، أن تصريحات المبعوث الأمريكي حول “بلاد الشام التاريخية” تُعد تهديدًا مبطنًا للبنان إذا رفض الخضوع للمطالب الأمريكية بشأن نزع سلاح المقاومة.

وأكّد في حديثة لقناة “المسيرة” أن واشنطن تستخدم ما يسمى بـ “النظام السوري الجديد” كعصا تهديد، وتلوّح بإعادة ضم لبنان إلى سوريا كوسيلة ابتزاز.

وأوضح أن الصمت المطبق من بعض القوى اللبنانية، وعلى رأسها ما يسمى “مجموعة الصيادين”، على هذه التصريحات الخطيرة، يفضح حجم التواطؤ والانصياع للإملاءات الأمريكية.

وحذر حردان من تكرار مجازر الشمال السوري في الجنوب، وتحديدًا في السويداء، في ظل استمرار اللقاءات الأمنية بين دمشق وكيان العدوّ في باكو، مطالبًا بتشكيل جبهة عربية موحدة في وجه المشروع الصهيوني التقسيمي.