إيران تضع شروطاً واضحة لاستئناف التعاون مع الوكالة الدولية والمفاوضات مع واشنطن
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
13 يوليو 2025مـ – 18 محرم 1447هـ
أكّدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي أن استئناف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك العودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، مشروط بجملة من الثوابت الوطنية التي لا تقبل التنازل، مشيرة إلى أن هذه الشروط تمثل حقوقاً سيادية وليست مطالب تفاوضية.
وأوضح عراقجي أن من أبرز هذه الشروط: عدم التفاوض مطلقاً على حق إيران في تخصيب اليورانيوم، ورفض أي نقاش حول القدرات العسكرية للجمهورية الإسلامية، بالإضافة إلى ضرورة الحصول على ضمانات واضحة تمنع تحوّل المفاوضات إلى صراع عسكري، والتركيز فقط على سلمية البرنامج النووي مقابل رفع العقوبات الأمريكية.
وفي السياق ذاته، شدّد الكاتب والباحث اللبناني الدكتور محمد هزيمة، في مقابلة مع قناة “المسيرة”، على أن حقيقة الخلاف بين إيران والقوى الغربية ليست مرتبطة بجوهر البرنامج النووي فحسب، بل تتعلق بالدور الإقليمي والدولي الذي باتت تلعبه طهران، مشيراً إلى أن الغرب يخشى من امتلاك إيران لهذا المشروع حتى وإن كان سلمياً.
وأشار هزيمة إلى أن إيران، ومنذ توقيع اتفاق جنيف في العام 2013 ثم اتفاق باريس (JCPOA) في 2015، وصولاً إلى انسحاب واشنطن من الاتفاق في 2018، أثبتت قدرتها على فرض معادلات إقليمية ودولية جديدة، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية اليوم لم تعد في موقع الدفاع أو التفاوض من موقع ضعف، بل أصبحت رقماً أساسياً في صياغة التوازنات الإقليمية والدولية.
وأضاف: “من ينتصر في المعركة هو من يفرض شروطه، وإيران أثبتت أنها تملك من القوة والمكانة ما يجعلها قادرة على تحديد سقف التفاوض وشروطه، بعيداً عن الإملاءات الغربية، وخصوصاً الأمريكية”.
وأكّد هزيمة أن النظام العالمي الحالي بات عاجزاً عن أداء دوره كضابط لحياة الشعوب، في ظل الهيمنة الأمريكية، وأن الجمهورية الإسلامية تمثل حجر الزاوية في مشروع مقاومة هذه الهيمنة، لافتاً إلى أن دور إيران الإقليمي يتجاوز مجرد صدّ الهجمات الغربية، ليصل إلى مرحلة المبادرة وصناعة التوازنات، مشيراً إلى أن طهران باتت “الجبل” الذي يقف بوجه الموجات الأمريكية، بحسب تعبيره.
وتابع: “لو كانت الجمهورية الإسلامية قد انهزمت كما يروج الإعلام الأمريكي والإسرائيلي، فمن أين لها القدرة اليوم على فرض شروطها؟ الواقع يؤكد أن طهران خرجت من مرحلة تثبيت المعادلة إلى مرحلة تثبيت المكانة، وهي اليوم شريك في صياغة النظام العالمي الجديد، وليست مجرد طرف فيه”.
واعتبر هزيمة أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية باتت حاجة استراتيجية لكل الدول المناهضة للهيمنة الغربية، وهي لا تفاوض اليوم من موقع الضعف، بل من موقع القوة المستندة إلى شرعية شعبية ودستورية، وإلى تاريخ من الصمود والدفاع عن الشعوب المستضعفة، في وجه مشروع استثماري استكباري تقوده الولايات المتحدة.