الخبر وما وراء الخبر

العمليات المتصاعدة لمحور المقاومة.. ردع استراتيجي لمخطّطات العدو

3

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
9 يوليو 2025مـ – 14 محرم 1447هـ

تقرير || منصور البكالي

تعرَّض كيانُ العدوّ الإسرائيلي خلال الأيّام الماضية لضرباتٍ موجعة من قبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من خلال الكمائن التي حولت أجسادَ جيش الاحتلال إلى أشلاء محترقة، في تطور يثبتُ مدى قوة المقاومة الفلسطينية وحيويتها وقدرتها على مواجهة التحديات والتكيُّف مع مختلف الظروف.

وتأتي هذه العمليات النوعية في قطاع غزة، بالتوازي مع زيارة للمجرم نتنياهو إلى واشنطن، ومحاولته إقناعَ الإدارة الأمريكية بالمزيد من توسيع رقعة الحرب، وامتدادها في المنطقة برمتها، لكن الصفعات التي وجّهها المجاهدون في غزة سبَّبت إحراجًا كَبيرًا لنتنياهو، وجعلت في موقف ضعيف أمام داعميه ورعاته من البيت الأبيض.

وبموازاة ذلك، جاءت العمليات اليمنية النوعية في البحر الأحمر، وإغراق السفينة “ماجيك سيز” لتبرهن مدى قوة وفاعلية الموقف اليمني المساند لغزة، واحتفاظ بالكثير من أوراق القوة الموجعة لكيان العدوّ، فالبحر الأحمر ومضيق باب المندب ليس ورقة هامشية، وإنما هي الأصل في موازين القوة، ومن يسيطر على البحر الأحمر، فإنَّ بإمْكَانه السيطرة على تجارة العالم، ووضع حَــدٍّ للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية في هذا الممر المائي الهام، وقد أثبتت التجارب نجاحَ اليمن في هذا الجانب.

ومن لبنان، تأتي تصريحاتُ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، بشكل حاسم وواضح، لتؤكّـد بأن حزبَ الله اللبناني ليس هامشًا في محور المقاومة، وإنما هو في جهوزية عالية بعد إعادة الترميم لمواجهة كيان العدوّ ومموليه، وأن الصبر الاستراتيجي الذي يمارسهُ منذ أشهر، قد ينفد، ويتحول إلى بركان مشتعل في وجه الغاصبين الصهاينة.

يقول الشيخ نعيم قاسم: “سلاح المقاومة ليس السبب في بقاء حزب الله، بل هو ضمانة لاستقلال لبنان وقوته”، مؤكّـدًا أن أية ضغوط أمريكية-صهيونية على الحزب مرفوضة، وأن محور المقاومة سيبقى موحَّدًا ولن يخضع لإملاءات خارجية.

وفي سياق التصريحات المناهضة للكيان الصهيونية وأعداء محور المقاومة، يؤكّـد رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط على استمرار العمليات العسكرية اليمنية ضد الكيان الصهيوني وداعميه، مع الالتزام بحرية الملاحة لغيرِ المتورطين، داعيًا شركات الشحن لتنسيق عبورها عبر مركز عمليات إنساني، والابتعاد عن أصول العدوّ لتجنب الاستهداف.

ويضيف: “قواتنا المتعاظمة والمنضبطة ستواصلُ عملياتها؛ بهَدفِ وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة؛ ما يعكس بأن اليمن لن يتراجع عن موقفه الداعم لغزة، وأن المواجهة ستستمر وتتصاعد جوًّا وبحرًّا ما لم يتوقف العدوان والحصار على القطاع”.

معطياتٌ عملية في الميدان وثباتٌ في الخطاب يشي بمرحلة قادمة أوجع لكيان العدوّ الصهيوني وداعميه، وتضع المجتمع الدولي أمام أمر واقع يفرض قراءة مغايرة لم يكن يتوقعها كيان العدوّ في الحسبان، فتصعيد المقاومة يثبت معادلة ردع جديدة أمام الطغاة الأمريكيين والإسرائيليين، وَتصنع واقعًا جديدًا سيتبلور لا سِـيَّـما بعد انتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على كيان العدوّ وعلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأمام هذا المشهد، فإن الأوضاع لا تسير نحو التهدئة وإيقاف الحروب كما يروج لذلك المجرم ترامب، وإنما تقود المنطقة نحو المواجهة المفتوحة والتي قد تتجاوز حدود قطاع غزة ولبنان واليمن، ومع محاولة الأعداء تسويق الانتصار الزائف لهم على محور المقاومة، يثبت المحور بأن لديه أوراقَ ضغط لم يستخدمها بعد، وأنه عصيٌّ على الانكسار أَو الهزيمة، ومن أبرز هذه الخيارات تصعيد العمليات النوعية في البحر الأحمر من قبل القوات البحرية اليمنية، والانتقال من مرحلة استهداف السفن وإلحاق الضرر بها، إلى مرحلة الإغراق الكامل لها وعدم التهاون مع محاولاتها اختراق قرار الحظر اليمني بمنع مرور السفن في البحر الأحمر والتي تتجه إلى موانئ العدوّ الإسرائيلي في فلسطين المحتلّة.

ما يميز حركات المقاومة سواء في فلسطين أَو لبنان واليمن، أنها تمتلك قدرة عالية من الصمود، وعدم الاستسلام، فالمقاومة في فلسطين تواجه بثبات العدوّ الإسرائيلي لما يقارب العامين، وحزب الله اللبناني يتعافى سريعًا ويمتلك ترسانة عسكرية وخبرة قتالية كبيرة، ويمكنه الوصول إلى مرحلة استعادة الإمساك بزمام المبادرة، في المواجهة، في حال عادت الحرب، وتعزيز ثبات مقعده على طاولة الفرقاء الداخليين، وإسكات أصواتهم المطالبة بتنفيذ أجندة تخدم الأعداء.

وتؤكّـد المعطيات أن المواجهة في المنطقة لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، وفرض شروط جديدة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وتحُدُّ من العدوانية الصهيونية والنفوذ الأمريكي في الميدان والمحافل الدولية.