الخبر وما وراء الخبر

اليمن يتصدر مواجهة العدوّ الصهيوني ببُعد عقائدي واقتصادي

3

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
9 يوليو 2025مـ – 14 محرم 1447هـ

أوضح الخبير والباحث في الشؤون العسكرية الاستراتيجية، الدكتور علي حمية، أن ما يشهده العالم اليوم هو “تحالفٌ إرهاب عالمي” يساند كيان العدوّ الصهيوني في عدوانه المتواصل على غزة، وفي مواجهة كُـلّ من يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في المنطقة.

وأشَارَ د. حمية في حديثه لقناة “المسيرة” اليوم الأربعاء، إلى الدور المحوري الذي تلعبه الجمهورية اليمنية، واصفًا إياها بأنها من الدول العربية الوحيدة التي قرّرت مواجهة هذا التحالف، وبدأت دعمَها الفعلي لغزة منذ ما يقاربُ عشرين شهرًا من التصعيد والمواجهة.

وقال: “العملياتُ اليمنية بدأت باحتجاز السفن، ثم تطوّرت إلى تنفيذ إنزالات بحرية، تلاها استهداف مباشر للسفن، سواء عبر القصف أَو التحذير. واليوم، تشهد الساحة تطورًا لافتًا تمثل في إغراق سفينتَي “ماجك سيز”، و”إترنتي سي”، وهما ضمن سفن تجارية تمر عبر البحر الأحمر وترفع أعلامًا مختلفة كاليونان وليبيريا، في محاولة للتمويه والتهرب من الرقابة”.

وَأَضَـافَ “لكن اليمن أثبت امتلاكَه معلوماتٍ دقيقة عن هُوية هذه السفن ومحتوياتها، حتى أنه وجّه نداءً لها باستخدام رموز الاتصال البحري؛ ما يدُلُّ على امتلاكه قدرةً استخباراتية عالية في هذا المجال”.

وأردف أن “شركات النقل باتت مرتبكة وعاجزة عن مواصلة عملياتها غير الشرعية الداعمة لكيان العدوّ الصهيوني؛ نتيجة الدقة التي تتمتع بها الضربات اليمنية، والتي باتت تستخدم أسلحة متطورة تشمل الزوارقَ المسيّرة، الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة الهجومية، بالإضافة إلى زوارق سريعة تنفذ هجمات مباشرة على أهداف بحرية محدّدة”.

وأكّـد أن “اليمن مُستمرّ في هذا التصعيد، ويستطيع مواصلة عملياته طالما يمتلك التفوق الاستخباراتي والقدرة على التمويه وإخفاء تحَرّكاته عن أعين العدوّ الصهيوني والحلفاء الغربيين، خُصُوصًا القوات البريطانية والأمريكية الموجودة في البحر الأحمر”.

و”يضيفُ اليمن بُعدًا جديدًا لهذه المواجهة، يتمثل في خنق كيان العدوّ اقتصاديًّا، عبر تعطيل حركة الملاحة نحو موانئ حيفا وأم الرشراش المسمى صهيونيًا بـ (إيلات)، وضرب أهداف استراتيجية كالمطارات؛ ما جعل العدوّ في حالة من الاختناق الاقتصادي والعسكري المتزايد”، بحسب حمية.

ولفت إلى أن “كيان العدوّ الصهيوني يحاول استخدامَ “النبوءات التوراتية” لتبرير وجوده، بينما يواجهه اليمن ومحور المقاومة بحربٍ عقائدية مضادة تثبت زيف تلك النبوءات، وتؤكّـد أن معركة الوجود لا تُحسم فقط بالسلاح، بل بالإيمان والموقف الثابت”، قائلًا: “نخوض معركة قيم وعقيدة… نؤمن إما بالنصر أَو بالشهادة”.

وحول الوضع في لبنان، أشار الخبير حمية إلى أن “العدوّ الصهيوني أعلن عن عملية برية محدودة في جنوب لبنان، قد تتسع لاحقًا، لكنه استبعد أن يكون لهذا التصعيد تأثير حاسم، خُصُوصًا في ظل جهوزية المقاومة الإسلامية في لبنان”.

وأكّـد أن “المقاومة أعطت الوقت الكافي للمسار الدبلوماسي من خلال القرار 1701، رغم أن العدوّ خرقه أكثر من 4000 مرة، دون أن تقوم الدولة اللبنانية بأي ردع فعلي”.

وَأَضَـافَ أن “التهديدات الإسرائيلية باستخدام “بروتوكولات هانيبال، وعربات جدعان، وشمشون” ما هي إلا محاولات تهويل، تهدف إلى فرض شروط تفاوضية بالقوة، وهو ما لن يمر مع محور المقاومة الذي لا يمكن أن يُنتزع منه ما لا يريد أن يقدمه”.

وجزم د. حمية بأن “كيان العدوّ الصهيوني لم يعد كما كان قبل بداية الحرب، وتلقى ضربات استراتيجية كبيرة، خَاصَّةً بعد الرد الإيراني؛ ما دفعه لاستخدامِ أساليب الحرب النفسية لتصوير نفسه كقوة ما زالت تمتلكُ زمامَ المبادرة، في حين أن الواقع يؤكّـد العكس”.