حمية: اليمن ينتقل من الرد العسكري إلى الردع الاستراتيجي الكامل
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
8 يوليو 2025مـ 13 محرم 1447هـ
أفاد الباحث في الشؤون الاستراتيجية على حمية بأن المشهد العسكري في المنطقة لم يعد مجرد تفاعل بين هجوم وردّ، بل دخل في مرحلة جديدة من الردع الاستراتيجي الشامل، تقوده قوى محور المقاومة، وعلى رأسها اليمن، باستخدام كامل القدرات العسكرية.
وفي حديثه لقناة “المسيرة” أوضح حمية أن اليمن لم يعد يكتفي بردود تكتيكية أو رمزية، بل بات يستخدم قدرات متراكمة ومتطورة في كل عملية، بما يشمل صناعات عسكرية محلية ومتجددة، وهو ما أشار إليه المتحدث العسكري العميد يحيى سريع في أكثر من مناسبة، خاصة في مجال الدفاعات الجوية.
وأشار إلى أن كل عملية تنفذها صنعاء تحمل طابعًا متقدمًا من الناحية التقنية والعسكرية، وتكشف عن نضج استراتيجي وقدرة على إدارة معركة طويلة النفس، وهو ما جعلها فاعلًا لا يمكن تجاوزه في معادلة ردع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي تحليله لتزامن الرد اليمني مع الرد الإيراني الأخير على استهداف أراضيها، أكّد حمية أن محور المقاومة أظهر تنسيقًا عالي المستوى؛ إذ إن العمليات اليمنية استمرت في ظرب الأهداف الحساسة داخل كيان العدوّ الإسرائيلي رغم الضغوط الأمريكية ومحاولات وقف إطلاق النار، ما يعكس استقلالية القرار اليمني وإصراره على رفع الحصار عن غزة كشرط غير قابل للتفاوض.
وأشار إلى أن الاعتراف الأمريكي بتدمير أكثر من نصف القدرات الاستراتيجية للكيان بعد الضربة الإيرانية، يُعد مؤشرًا على تراجع الهيمنة العسكرية الصهيونية أمام الضربات الدقيقة والمنسقة.
وذكر أن محور المقاومة لا يكتفي بالصمود، بل يعمل على ترميم وإعادة بناء قوته الهجومية في إشارة منه إلى المقاومة في غزة، حيث تُواصل حماس عملياتها التي أسفرت خلال الأسابيع الماضية عن مقتل أكثر من 30 جنديًّا صهيونيًّا في عمليات مركّبة ودقيقة، بينما في لبنان، عاد حزب الله إلى الواجهة بثبات، مستعيدًا المبادرة، وسط فشل زيارة المبعوث الأمريكي باراك الذي خرج “بخفي حُنين”، بعد أن صرح بنيّته “نزع سلاح حزب الله”، لكنه لم يخرج حتى بـبيان رمزي.
ولفت إلى أن الميدان اللبناني أظهر صلابة القرار، ورفضًا لأي مساس بالمعادلة الدفاعية، موضحًا أن حزب الله أدار المواجهة دبلوماسيًّا وميدانيًّا بثقة، وفرض معادلته بالقوة الهادئة.
ووفقًا لحمية فإننا أمام مرحلة مختلفة كليًّا؛ كوننا لا نشهد ردود فعل، بل نعيش واقعًا جديدًا يُعيد كتابة معادلات الاشتباك من جديد، ويُجبر العدو على مراجعة حساباته كافة من الجنوب اللبناني إلى شواطئ البحر الأحمر.