الخبر وما وراء الخبر

“ومن يتولهم منكم فإنه منهم”.. باحث أكاديمي يفكك تحالف التطبيع

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

3 يوليو 2025مـ 8 محرم 1447هـ

أكّد الأكاديمي والباحث السياسي عبد الملك عيسى، أن المعركة الدائرة اليوم بين قوى المقاومة والكيان الصهيوني ليست مجرد مواجهة عسكرية أو سياسية، بل هي صراع وجودي على أساس العقيدة الإسلامية، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة يسعيان إلى فرض نموذج “الإسلام الأمريكي” الذي يُفرّغ الدين من جوهره المقاوم ويريد إسلاماً تابعاً، لا يطالب لا بجهاد ولا بسيادة ولا باستقلال.

وفي حديثه لقناة “المسيرة” أوضح عيسى أن جذوة المقاومة لدى الشعوب في اليمن، ولبنان، وفلسطين، وإيران، تستند إلى عقيدة إسلامية سليمة، ترفض التطبيع والخضوع وتؤمن بالتحرر والكرامة، وهو ما يجعلها مستهدفة من قبل المحور الصهيوأمريكي، الذي يسعى لإسكات هذا الصوت وخلق أنظمة تابعة، لا تحمل من الإسلام إلا اسمه.

وتساءل، من الذي دفع سرايا القدس، وحزب الله، والجيش اليمني، وحماس، وحركة الجهاد الإسلامي إلى ميدان المواجهة؟ إنها العقيدة الإسلامية الخالصة، لا تعليمات أمريكية ولا مصالح سياسية، هذه الحركات لم تأتِ من فراغ، بل من وعي إيماني يستند إلى القرآن والسنة.

ولفت إلى أن ما يخشاه الأمريكيون والصهاينة هو هذا الوعي القرآني الذي بدأت بعض الشعوب تتيقن من حقيقته؛ بفعل الخطاب المتقدم لقيادات مثل السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي يقدم فهماً متقدماً للقرآن، يرفع من وعي الأمة ويفضح تناقضات المشروع الصهيوني.

وانتقد عيسى مواقف بعض الزعامات التي قال إنها “تفصّل الإسلام على المقاس الأمريكي”، وذكر بالاسم: عبد الفتاح السيسي، وعبد الله الثاني، وأبو محمد الجولاني، مشيراً إلى أن هؤلاء يقودون أنظمة لا تريد “إسلاماً حقيقياً”، بل نموذجاً مهادناً لا يُحرج (تل أبيب) ولا يعارض واشنطن.

ولفت إلى ما وصفه بـ “تحولات خطيرة” لدى بعض الحركات التي كانت تتبنى في السابق خطاباً جهادياً، لكنها ما لبثت أن تحولت إلى أدوات بيد العدوّ، مضيفاً أن “أبو محمد الجولاني كان يستشهد بحديث النبي ﷺ حول إخراج اليهود من جزيرة العرب، لكنه اليوم يجلس في غرف مغلقة يتفاوض مع الصهاينة”.

وأكّد أن العقيدة الإسلامية المقاومة هي المستهدفة الأولى؛ لأن الصهاينة لا يقبلون إسلاماً يدعو للحرية والاستقلال، بل يريدون إسلاماً يبرر الاحتلال ويغطي على الجرائم، وعلّق: “الصهاينة لا يخافون من البنادق، بل من العقيدة التي تحركها”.