الخبر وما وراء الخبر

مطار اللّد على حافة الإغلاق.. والإمارات تستثمر حصار الكيان

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

30 يونيو 2025مـ 5 محرم 1447هـ

أكّد الخبير في الشؤون الاقتصادية عماد عكوش، أن الإمارات تتحرك سريعًا للاستفادة من التغيرات الجيوسياسية والأمنية في المنطقة، لا سيَّما تلك المرتبطة بالحرب على غزة، والحصار المفروض على كيان العدوّ الإسرائيلي من قبل القوات اليمنية، والذي بات يؤثر بشكل مباشر على حركة الطيران المدني والتجاري عبر مطاراته.

وفي حديثه لقناة “المسيرة” أوضح عكوش أن الإمارات، تمتلك بنية تحتية ملاحية متقدمة، وقد أصبحت وجهة بديلة محتملة للرحلات الجوية التي كانت تمرّ عبر مطارات الاحتلال، خاصة مع اضطراب الأوضاع الأمنية وتزايد التهديدات من محور المقاومة.

وأوضح عكوش أن دبي اعتادت تاريخيًّا على تحويل الأزمات الإقليمية إلى فرص اقتصادية، مستشهدًا بفوائدها من حرب الخليج الأولى والثانية، وتحوّلها إلى مركز مالي وخدماتي ضخم بفضل التسهيلات الغربية والدور الوظيفي الذي لعبته في المنطقة.

وفي سياق متصل، شدّد على أن العلاقة الوثيقة بين الإمارات والكيان الإسرائيلي بعد اتفاقات التطبيع، تمنح أبو ظبي ميزة إضافية كمحطة ملاحية بديلة، خصوصًا في ظل التهديدات التي تواجه مطارات الاحتلال، ومنها مطار اللّد “بن غوريون”، الذي وصفه عكوش بأنه “أحد أهم الأهداف الحيوية التي قد تصبح خارج الخدمة في أية لحظة بسبب اتساع نطاق الصراع.

وكشف عن سيناريوهات صهيونية مدروسة تبحث في توسيع الاعتماد على مطارات بديلة، مثل تلك الواقعة في قبرص أو الأردن، لكن الإمارات تبقى الخيار الأكثر تطورًا من الناحية اللوجستية والأمنية، رغم ما تحمله هذه الشراكة من أبعاد سياسية حساسة.

وحذّر عكوش من أن استمرار الإمارات في تقديم خدمات لوجستية وملاحية لدولة الاحتلال، رغم المجازر بحق الفلسطينيين واللبنانيين واليمنيين، يمثل تورطًا أخلاقيًّا يتجاوز مجرد التعاون التجاري، مؤكدًا أن هذه الخطوات تضع أبو ظبي في صلب معادلة إقليمية محفوفة بالمخاطر.

وخلص إلى أنه في حال توسّع الحصار الجوي على الكيان؛ فإن كُلّ خياراته ستبقى مرهونة بالواقع الميداني في غزة واليمن، وقد يجد نفسه مضطرًا للاعتماد على مطارات خارج حدوده، في دول لم تُقصف بعد… لكنها ليست بعيدة عن مرمى النيران.