الخبر وما وراء الخبر

من وحي عاشوراء

3

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
29 يونيو 2025مـ – 4 محرم 1447هـ

بقلم// نصر الرويشان

عاشوراء ليست مجرد ذكرى , والعاشر من محرم  ليس يوم كسائر الأيام , وليس حدث عابر كغيره من الأحداث , فالحسين سبط رسول الله وبضعة منه بطهره ونقاءه وزكاءه وعظيم مكارم أخلاقه وإيمانه وإخلاصه وتقواه وورعه وزهده وإحسانه وجهاده وشجاعته وغزير علمه وحكمته جعله الله قيمه إنسانيه يدركها كل إنسان صاحب لب وعقل وبصيره ورشد ومعرفه وإيمان هو من  يدرك تلك القيمه الإنسانيه من واقع الإحتياج الحقيقي للهدايه والنجاة من الضلال للسير في طريق الله المستقيم ولنتخلص من كل شر وخطر محيط بنا  وعدو لدود  متربص بنا  لإغوائنا هو الشيطان الرجيم همه وهدفه أن نضل ونهلك فنكون من الخاسرين والهالكين حطبا” ووقودا” لجهنم فنستحق عذابه ونخلد بها لأبد الآبدين ولنحرم من نعيم وسعاده أبديه حقيقيه هي الجزاء لمن كان تقيا فائزا” برضوانه وجنتة جنة الخلد التي وعد المتقون .

عاشوراء حملت كل مشاعر الأسى وبالغ الحزن وعظيم المصاب , هي تعبر وتصف بشاعة وفضاعة الجرم وإستفحال الشر , بل أنه اليوم الذي قتلت ووأدت فيه الإنسانيه وتجردت من قيمها ومعانيها , فتخلت البشريه والأمه عن نبيها , وأنكرت دينها وتعامت عن القرآن وخالفت توجيهات خالقها وأنصاعت للشيطان ومشت في طريقه وتتبعت خطواته فأنحدرت ووقعت في الضلال والغوايه حين تجرأت على خالقها وعصت وطغت وأمتدت أياديها الآثمه لقتل الإمام  الحسين بن علي بن أبي طالب سبط الرسول  وبن البتول فاطمة الزهراء فكانت جريمة ومذبحة لم يشهد التاريخ لها مثيل ,  وكانت سببا” للإنحراف  والضلال والتيه والخسران .

لقد خسرت الأمه بذلك الفعل الشنيع كل القيم والمثل والفضائل والمكارم فضلت وزاغت وأنحرفت وتاهت فأستحقت مقت الله وغضبه وتولى أمرها أهل الباطل والظلال من الظالمين والطغاة المجرمين الفاسدين المستكبرين فقبعت الأمه المفرطه المتخاذله عن نصرة الحق المتمثل في مولانا الإمام ( الحسين بن علي)  حياة كلها  ذل وهوان تعاني القهر والألم والظلم والجور والحرمان جراء ذلك التفريط والتخاذل عن نصرته الذي كان يمثل نصرة لله ولنبيه ولدينه وعملا” بما أمر به في قرآنه والإنتهاء عما نهى عنه فأستفحل الباطل وتمكن من أمة الإسلام.

لم تستفق الأمه بعد من سباتها ولم تستفد وتأخذ العظه والعبره من ذلك الخطأ الفادح الفضيع الذي أرتكبته في كربلاء يوم العاشر من محرم حين تجرأت وأمتدت تلك الأيادي الظالمة المجرمه لقتل سبط رسول الله وسيد شباب الجنه مولانا  الحسين بن علي عليه السلام , فنالها ما نالها من ظلم وجور وذل وهوان وضلال وتيه لجرأتها في إزهاق الروح الطاهره وقتل النفس الزكيه والنيل من الجسد الطاهر  فخسرت أيما خسران فأستحقت الغضب والمقت من الله فخزي في الدنيا وعذاب بالآخره .

ولا زالت الأمه لا تعي قدر ذرية نبينا محمد وعظيم منزلتهم وما حباهم الله من مجد وفضل وحكمه ورعايه  وبما أختصهم به من هداية الأمه وأوكل إليهم ذلك ليكونوا هم حملة الرسالة وورثة الكتاب وجعلهم أعلاما” للهدى  وسفنا” للنجاة ومصابيح للدجى وكهوفا” للتقى , إنهم بحق أدلة الرشاد لهداية العباد إلى عبادة رب العباد للفوز بخير المعاد .

ولنكن على يقين أن تمسكنا بالقرآن والعتره فيه هدايتنا فننجوا من الزيغ و الضلال ويمنحنا الله التوفيق ويفوز برضوانه وجنته ومن أعرض وأستكبر فسيزيغ ويضل ويسلب التوفيق ويهلك فيستحق غضبه ومقته ومصيره إلى النار وبئس المصير .

السلام على النبي المصطفى
السلام على علي المرتضى
السلام على فاطمة الزهراء
السلام على الإمامين الزكيين
الحسن والحسين
السلام على زيد حليف القرآن
السلام على آل محمد وعترته الطاهره ونجوم الأرض من بني عبدالمطلب خيار من خيار من خيار
اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد .