الخبر وما وراء الخبر

باحث استراتيجي: “مؤسّسات” متورِّطة في مخطّط يستهدفُ الوجودَ الفلسطيني في غزة

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

29 يونيو 2025مـ 4 محرم 1447هـ

أوضح الباحث الاستراتيجي وليد محمد علي أن المؤسّسات الدولية العاملة في قطاع غزة متورطة ضمن مخطّط متكامل للقضاء على الشعب الفلسطيني، ليس فقط في الحاضر، بل في المستقبل أَيْـضًا، عبر استهداف الأجنة والأطفال كجُزءٍ من استراتيجية استئصالِ الوجود الفلسطيني برمته.

وكشف الدكتور علي في حديث لقناة “المسيرة” اليوم الأحد، أبعادَ مشروع خطير يسعى كيان العدوّ الصهيوني لتمريرِه تحت غطاءات مختلفة، تمتدُّ من غزة إلى العالم العربي برمته.

وقال: إن “المخطّط الصهيوني لا يتوقف عند حدود غزة، بل يهدفُ إلى استئصال الشعب الفلسطيني جسديًّا وثقافيًّا؛ امتدادًا لما تحدَّث عنه قادة صهاينة مثل “جولدا مائير” الذين بشّروا بزوالِ الشعب الفلسطيني”.

وَأَضَـافَ أن “كيان العدوّ لا يرى في أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية بشرًا، بل أدوات أَو عوائق أمام مشروعه التوسعي الذي ينطلق من احتلال فلسطين، ويهدف إلى السيطرة على المنطقة بأسرها”.

وأشَارَ إلى أن هذا الكيان لا يعترف بحلفاء أَو أصدقاء، حتى بين أُولئك الذين يقدمون له الدعم، بل يوظِّفهم لخدمةِ مشروعه، ثم يتخلَّى عنهم عند أول منعطف، مبينًا أن ما يُطلَق عليه “السلام” أَو “التحالفات” في نظر كيان العدوّ الصهيوني ما هي إلا وسائلَ مرحليةٍ نحو التمكين والهيمنة على المنطقة.

وفي السياق ذاته، رأى أن “الحرب المُستمرّة على غزة ليست منفصلة عن معاركَ أُخرى شُنِّت في الإقليم، من سوريا إلى اليمن وإيران، وكلها تهدف إلى استنزاف قوى الأُمَّــة وضرب نماذج المقاومة”.

واستشرف أن اليمنَ في حال نهضته وتمكّنه من موارده، يُعد تهديدًا استراتيجيًا حقيقيًّا للمشروع الصهيوني في المنطقة؛ ولهذا كان هدفًا مباشرًا ضمن شبكة العدوان.

كما تطرق الباحث الفلسطيني إلى الدور الأمريكي في تغذية هذا المشروع، موضحًا أن الإدارات الأمريكية، سواء بقيادة ترامب أَو غيره، تسعى دائمًا إلى إيجاد اتّفاقات تخدم كيان العدوّ وتكرّس سيطرته، تحت شعارات زائفة مثل “وقف إطلاق النار” أَو “الدولة الفلسطينية”، التي تُعرَضُ كمنجزات لهم، بينما تُستخدَمُ لتصفية القضية.

وحول الأوضاع داخل كيان العدوّ، لفت إلى أن “الأزمات السياسية والأمنية الداخلية التي يعيشُها – لا سِـيَّـما مع نتنياهو – قد تدفعُه إلى تصعيد خارجي للهروب من الانهيار الداخلي”، مستغلًا في ذلك الدعم الإقليمي والدولي المُستمرّ، وغياب ردع فعّال من جانب الأُمَّــة.

في ظل استمرار العدوان على غزة وتواطؤ بعض الأنظمة العربية، يرى الدكتور علي أن كلفة مقاومة المشروع الصهيوني، مهما بلغت، تظل أقل بكثير من كلفة الخضوع له.

وأكّـد أن المعركة اليوم ليست فقط على أرض فلسطين، بل على مستقبل الأُمَّــة بأسرها، مشدّدًا على أن اليقظة، والوحدة، ودعم قوى المقاومة في مختلف الساحات – من غزة إلى اليمن – هو السبيل الوحيد لإفشال هذا المشروع الإجرامي الشامل.