القزويني: التشييع الجماهيري في إيران رد شعبي مدوٍ ويفتح صفحة انتقام استراتيجي
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
28 يونيو 2025مـ 3 محرم 1447هـ
أوضح الخبير في الشؤون الإيرانية، الكاتب والمحلل السياسي، صالح القزويني، أن مشهد التشييع الجماهيري الذي شهدته طهران كان بمثابة رد شعبي مدوٍ على محاولات كسر تماسك الشعب الإيراني وتفكيكه، والتي كانت تخطط لها الإدارة الأمريكية وكيان العدوّ الصهيوني.
وأضاف القزويني في حديثه لقناة “المسيرة” اليوم السبت، أن التوقعات الغربية، وعلى رأسها الأمريكية –الصهيونية، كانت تستند إلى أن الشعب الإيراني “سيقيد ويستسلم”، وأن التشييع لن يتجاوز حدود التقييم التقليدي. ولكنه اعتبر أن الحشود الغفيرة التي ملأت الساحات – رغم التباين السياسي بين مختلف المكونات السياسية– شكلت “توحّدًا حقيقيًّا ضد العدوان الأمريكي -الصهيوني”.
وأشار إلى أن هذه اللوحة الشعبية شملت كلّ أطياف المجتمع الإيراني، بما في ذلك المُعارضين للنظام، موضحاً أنه “وفقًا للحسابات الغربية، كان من المفترض أن يشهد الإيرانيون تذمرًا من النظام، لكن الواقع أثبت عكس ذلك تمامًا”.
ولفت القزويني إلى أن التشييع كان “أكثر من وداع للشهداء، بل تجديدًا للبيعة مع الثورة والدفاع عن الوطن”، مشيراً إلى أن إيران أثبتت أنها – وتحت قيد العقوبات والعدوان – قادرة على “دفع الصاع صاعين” وردع أي تهديد مستقبلي.
كما ذكر القزويني أن التصريحات الأمريكية المتناقضة – بين تهديد بالقصف وبين دعوة للتفاوض – تعكس الارتباك والاستنفاد السياسي الذي تواجهه واشنطن وكيان العدوّ الصهيوني أمام قوة الردع الإيراني المتنامية. وتابع موضحاً أن هذا التوحّد الشعبي في طهران يبعث بوضوح رسالة على أن محاولات الإدارة الأمريكية وكيان العدوّ الصهيوني لفرض انقسامات داخل إيران واختبار صمود شعبها خلال الحرب، فشلت في تحقيق أهدافها. بل على العكس، تحولت محاولات العزل إلى قوة موحّدة تعزز موقف الجمهورية الإسلامية كقوة صلبة لا تُكسر، ما يعيد رسم معادلات الردع في المنطقة.
“انكسار” أمريكي –صهيوني وقواعد ردع جديدة
اعتبر الخبير الإيراني صالح القزويني أن إعلان وقف إطلاق النار بين كيان العدوّ الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى جانب تصريح السماح لبيع النفط الإيراني للصين، يمثل “انكسارًا أمريكيًّا –صهيونيًّا” غير متوقع. فالعودة الموعودة إلى العقوبات وتردّد واشنطن أثّرا مباشرة على استقرار إيران، لكن طهران ردّت بحزم، مظهرة مدى صمود شعبها ووحدة نظامها.
ووفق القزويني، فإن قرار السماح للصين بشراء النفط، رغم العقوبات، وما تبع ذلك من وعود بعودة العقوبات، ظهر أنه “تناقض أمريكي –صهيوني واضح” ولحظة “انكسار” جعلت إيران تبدو في موقع قوة. هذا التناوب في الوعود أجهض الحسابات الغربية التي راهنت على شعب إيراني “متململ ومستعد للانعطاف بعد سنوات من العقوبات”. لكنه باء بالفشل، فاكتشف العالم أن الإيرانيين أكثر ارتباطًا بقيادتهم وبصدق قضيتهم.
وأشار القزويني أيضًا إلى أن تصريحات مرشد الثورة وقيادات الحرس الثوري أكّدت أن “ردّ الصاع صاعين” سينفّذ بكل ما أوتوا من قوة، سواء على صعيد حماية النفط أو الدفاع العسكري والسياسي، مهما كلف ذلك.
وبالتالي، فإن إيران تتجاوز “تجميد التعاون” مع الوكالة الدولية إلى اتخاذ خطوات ملموسة في السياسة الخارجية والردع العسكري، مما يعيد رسم قواعد التعامل حيالها.
واستطاعت إيران عبر هذه التطورات أن تثبت أن تماسك شعبها لن ينكسر، وأنها باتت في وضع يمكّنها من فرض “قواعد ردع جديدة” فاعلة ورداً في وجه كلّ تهديد أمريكي –صهيوني، والرسالة واضحة، من يقيس قوّتها قبل أن يفكّر في التحريض ضدها سيكون قد خسر الرهان مبكرًا.