الخبر وما وراء الخبر

هل انتصرت إيران فعلاً على “إسرائيل” ؟

1

ذمــار نـيـوز || تحليلات ||
24 يونيو 2025مـ – 28 ذي الحجة 1446هـ

بعد اثني عشر يوماً من العدوان الاسرائيلي والرد الإيراني انتهت المواجهة ووافقت “إسرائيل ” على وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الامريكي دونالد ترامب فجر اليوم ليدخل الاتفاق حيز التنفيذ  فعلياً ظهراً يومنا هذا ” الثلاثاء ” .

والسؤال الذي يُطرح  اليوم هو من الذي انتصر في هذه الحرب ؟  لابد قراءة هذه الحرب من بدايتها الى نهايتها لمعرفة نتائجها .

إعلان العدوان على إيران

بينما الولايات المتحدة الأمريكية تمارس الخداع والايحاء بأن الضربة “الاسرائيلية” لإيران مستبعدة باعتبار ما يجري من مفاوضات حول برنامجها النووي  أعلن جيش الاحتلال  في الـ 13 من يونيو الجاري بدء عملية ما أسماها عملية “الأسد الصاعد ” ضد إيران والتي بداءها باغتيال عدد من القيادات العسكرية الايرانية واستهداف منشئات نووية ومواقع عسكرية إيرانية ، وعقب إعلان جيش الاحتلال “الاسرائيلي”  خرج رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي ” بنيامين نتنياهو ” ليعلن أن هذه العملية لن تنتهي حتى يتم تدمير برنامج إيران النووي وقدراتها الصاروخية ، ومع تصريحات “نتنياهو” ونتيجة ما حققته “إسرائيل “في الضربة الاولى تعدى الحديث في “إسرائيل “عن تدمير النووي والقدرات الصاروخية الايرانية إلى تغيير النظام في إيران .

قلب الطاولة

استطاعت إيران امتصاص الضربة الاولى وقلبت المعادلة وأعلنت في اليوم التالي عملية الوعد الصادق 3  للرد على كيان الاسرائيلي وبدأت بقصف كيان الاحتلال الاسرائيلي بالصواريخ وبشكل لم يكن متوقعاً لـ “إسرائيل ” التي تزلزلت مدنها ومستوطناتها وطال الدمار كل قواعدها ومناطقها الحساسة  نتيجة سقوط الصواريخ الايرانية .

تغير الحسابات

منذ الأيام الاولى من للرد الايراني تغيرت الحسابات في “إسرائيل ” باعتبار أن الفرق شاسع بين ما يحققه جيش الاحتلال الاسرائيلي من إنجازات وبين الثمن الباهض الذي تدفعه “إسرائيل ” في ظل مؤشرات على انهيار وشيك للجبهة الداخلية “الاسرائيلية” نتيجة النقص الكبير في مخزون الصواريخ الاعتراضية  والعجز في اعتراض الصواريخ الايرانية الدقيقة ، حيث بات كيان الاحتلال يعيش وضعاً حرجاً  أكدته حجم الخسائر التي كشف عنها الاعلام العبري اليوم .

ووفق تقارير الاعلام العبري اليوم فأن الحرب مع إيران تكبد “إسرائيل” قرابة 5 مليارات دولار يومياً .

وحسب الاعلام العبري يُقدَّر الإنفاق لتغطية احتياجات صندوق تعويضات الأضرار فقط بنحو 5 مليارات شيكل نحو 1.44 مليار دولار ، ويتوقع عجزاً حكومياً يتجاوز 6% العام الجاري، مقارنة بالسقف الذي حدّدته الحكومة البالغ 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي .

وذكر الاعلام العبري أن صناديق التعويضات “الإسرائيلية” تلقت 38.700 طلب تعويض منذ بدء الحرب مع إيران .. مشيراً الى تضرر مئات الوحدات السكنية والمباني ناهيك عن الدمار الهائل في البنية التحتية وخسائر القطاع العسكري .

وفي ظل هذه الخسائر والتي هي أقل بكثير من الحقيقة باعتبار ما يفرضه كيان الاحتلال من رقابة وتعتيم على خسائره وعدم السماح الا بما يسمح هو بنشره ، كان لابد لـ ” إسرائيل ” أن تخرج من هذه الحرب .

هل حققت “إسرائيل” أهداف الحرب ؟

رغم إعلان رئيس وزراء كيان الاحتلال “بنيامين نتنياهو ” بأن الحرب على إيران حققت أهدافها إلا أن التقديرات في “إسرائيل” قدرت أن الهجمات على إيران أخرت إمكانية تطوير طهران لسلاح نووي لمدة سنتين أو ثلاث على الأقل، وهذا ما أكده وزير المالية في كيان الاحتلال جدعون ساعر في لقاء له مع صحيفة ” بيلد ” الالمانية .

ومع العجز “الاسرائيلي ” في تدمير قدرات إيران النووية كان من الصعب عليها أن تنهي هذه الحرب ، كما كان من الصعب عليها إكمال هذه الحرب والصمود أمام الصواريخ الايرانية ، ولهذا كان لابد من إيجاد مخرج يظهر أن “إسرائيل” انتصرت في هذه الحرب وحققت أهدافها ، ومن أجل هذا جاءت الضربة الامريكية للمنشئات النووية الايرانية التي كانت وفق محللين استعراضية أكثر مما هي تدميرية ، حيث تؤكد المؤشرات أن قدرات إيران النووية لم تدمر كما يصرح “ترامب” و” نتنياهو” ، ومازالت إيران تمتلك القدرة على إعادة ترميم قدراتها النووية بالرغم ما لحق بها من خسائر .. إضافة الى أن “إسرائيل ” وقفت عاجزة تماماً عن التأثير في قدرات إيران الصاروخية ، والدليل قدرة إيران  الكبيرة جداً على إطلاق الصواريخ حتى أخر لحظة قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ، والضربة التي وجهتها إيران لقاعدة العديد الامريكية الموجودة في قطر رداً على الاستهداف الامريكي لمنشئاتها النووية .

لماذا انتصرت إيران؟

الحقيقة هي أن إيران لم تكن من بدأت هذه الحرب ، وكانت منذ بدايتها تؤكد على أن وقف ردها مرهون بوقف العدوان الاسرائيلي عليها ، وهو ما تحقق أخيراً حيث فرضت طهران إرادتها وقبل كيان الاحتلال الاسرائيلي بوقف إطلاق النار ، دون أن يحقق أهداف عدوانه على إيران ، وهذا يعد وفق الحسابات العسكرية انتصار لإيران ، رغم ما خسرته من قادة عسكريين وما لحق بمنشئاتها النووية من أضرار.

ماذا لو عادت “إسرائيل” ؟

بعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ يبدوا موقف إيران واضحاً حيث أكد الرئيس الايراني مسعود بزشكيان، إن إيران لن تخرق وقف إطلاق النار ما لم تخرقه “إسرائيل” في إشارة واضحة الى إن إلتزام طهران بالاتفاق مرهون بإلتزام “إسرائيل ” .