الخبر وما وراء الخبر

خبراء عسكريون لـ “المسيرة”: البحر الأحمر محور صراع جديد ومؤلم للأعداء

1

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
22 يونيو 2025مـ – 26 ذي الحجة 1446هـ

تقاريــر || محمد ناصر حتروش

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعزيز التوتر والفوضى في المنطقة بعد انخراطها المباشر في العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ويهدف الأمريكيون والصهاينة من خلال هذا العدوان إلى إبعاد إيران عن المشهد الإقليمي؛ كونها تمثل محورًا أَسَاسيًّا في مقاومة الهيمنة الغربية إلا أن استعداد طهران العالي، بالإضافة إلى إعلان اليمن جهوزيتَه لاستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر، سيحولان دون تحقيق هذا الهدف، كما يرى خبراء عسكريون.

وفي هذا السياق، يشير الخبير في الشؤون العسكرية العميد علي أبي رعد إلى أن القوات المسلحة اليمنية في جهوزية عالية للتصدي للعدو الأمريكي والإسرائيلي اللذين يسعيان لزعزعة استقرار محور المقاومة.

وفي حديثه لقناة “المسيرة” يؤكّـد العميد أبي رعد، أن تصريحات الرئيس مهدي المشاط، وبيان القوات المسلحة اليمنية، تؤكّـد أن اليمن لن يقف مكتوف الأيدي إزاء العدوان الأمريكي الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مُشيرًا إلى أن “الموقف اليمني اليوم يعكسُ انسجامًا كاملًا مع توجّـهات محور المقاومة، من طهران إلى غزة”.

وعلى الرغم من الحملات الإعلامية المضللة التي تتبناها أمريكا في صراعها ضد إيران تحت ذريعة تدمير المنشآت الإيرانية، إلا أن الهدف الحقيقي للولايات المتحدة والكيان الصهيوني من هذا العدوان يتجلى في محاولاتهما إسقاطَ النظام الإيراني الذي يعارض النفوذ الغربي.

وفي هذا الإطار، قامت دول الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، بنشر قواتها البحرية من المدمّـرات وحاملات الطائرات والسفن العسكرية إلى المنطقة؛ مما يعكس نواياها في مشاركة الكيان الصهيوني في عدوانه على إيران ليمثل إعلانُ الولايات المتحدة استهدافَ المنشآت النووية الإيرانية أحدَ جوانب المؤامرة الغربية الرامية إلى الإطاحة بإيران.

وحول هذا يؤكّـد أبي رعد أن “البحر الأحمر بات نقطة ارتكاز استراتيجية في هذه المعركة الإقليمية”، مُشيرًا إلى أن “سيطرة اليمن عليه تشكّل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية والغربية”.

ويقول: “من يظن أن اليمنيين غفلوا عما يجري في البحر الأحمر فهو واهمٌ ويعيشٌ في سراب، اليمن اليوم جزء فاعل من محور الردع، ويراقب كُـلّ التحَرّكات العسكرية والأمنية بدقة عالية”.

ويشير إلى أن ما جرى في البحر الأحمر خلالَ الأشهر الماضية كشف فشل الولايات المتحدة في فرض سيطرتها رغم استخدام أحدث تقنياتها العسكرية، لافتًا إلى أن حاملات الطائرات الأمريكية “لم تعد تمثّل أُسطورة” في نظر القوى المقاومة، بعد أن تعرضت لهزائمَ مباشرة ومؤلمة، دفعت الأمريكي للتفاوض غير المباشر ومحاولة الانسحاب دون إعلان الهزيمة.

وحول التحَرّكات العسكرية البريطانية في المنطقة ومساعيها في الاعتداء على إيران يلفت أبي رعد إلى أن “مشاركة لندن في العمليات البحرية قد تضعها أَيْـضًا ضمن دائرة الاستهداف”، مؤكّـدًا أن “أي تورط غربي إضافي سيقابل برَدٍّ مشروع وقانوني من القوات اليمنية، سواء دعمًا لإيران أَو للمقاومة الفلسطينية في غزة”.

ويرى أن المرحلة المقبلة مرشَّحةٌ لتصعيد نوعي، وأن القوات اليمنية “لا تتصرف برَدِّ فعل، بل وفق رؤية استراتيجية شاملة، يؤهِّلُها إلى تغيير قواعد الاشتباك على الساحة الإقليمية والدولية.

ويأتي إعلان القوات المسلحة اليمنية عن استهداف السفن والمدمّـرات والقطع الحربية الأمريكية في المنطقة بعد خوض جولتَين من المواجهات العسكرية الشرسة مع الولايات المتحدة، انتهت بانتصار يمني غير مسبوق وهزيمة ساحقة للأمريكيين لم يعرف التاريخ لها مثيلًا.

من جهته يرى الخبير في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان أن “اليمن حقّق تقدمًا في قدراته الاستخباراتية والعسكرية؛ مما مكَّنه من كسر الهيمنة البحرية الأمريكية في البحر الأحمر وفرض معادلات ردع جديدة تمتدُّ من باب المندب إلى البحر العربي”.

وفي حديثه لقناة “المسيرة” يؤكّـد شمسان أن “القوات اليمنية تتصرف وفق تخطيط عسكري استباقي مبنيٌّ على معلومات دقيقة؛ ما مكّنها من استهداف القطع البحرية الأمريكية، وأبرزها حاملة الطائرات “ترومان” التي خرجت من الخدمة نتيجة أضرار جسيمة لن تقلّ فترة إصلاحها عن ثلاث سنوات ونصف سنة، بحسب تقارير غربية”.

ويشير إلى أن الأنشطة الأمريكية في البحر الأحمر ليست وليدة اللحظة بل تُعتبر جزءًا من استراتيجية أوسعَ تهدف إلى استهداف محور المقاومة، وخَاصَّة إيران، لافتًا إلى أن القوات المسلحة اليمنية تنظر إلى هذه التحَرّكات كتهديدٍ مباشر يستلزم الاستجابة الفورية.

وتعتبر العملياتُ العسكرية اليمنية ضد المدمّـرات والسفن الأمريكية والإسرائيلية، فعّالة باعتراف العدوّ نفسه وتأتي في إطار “استراتيجية الأثر التراكمي” التي تعتمد على تصعيد مُستمرّ ومنظم؛ مما أسفر عن إنهاك القدرات الأمريكية.

ونقل شمسان عن مسؤولين عسكريين أمريكيين وغربيين اعترافَهم بهزيمة تكتيكية محرجة في اليمن، حَيثُ تم تسجيل أكثر من 78 اشتباكًا بحريًّا ضد القوات الأمريكية، فيما أُسقطت أكثر من طائرة مقاتلة خلال أَيَّـام قليلة، في واحدة من أعنف المواجهات البحرية منذ الحرب العالمية الثانية، حسب تعبيره.

ويختتم شمسان حديثَه بالتأكيد على أن “المعركة لم تنتهِ، بل تمهِّدُ لمعاركَ استراتيجية أوسعَ، وقد تشهد المرحلة المقبلة استهدافاتٍ إضافيةً لأهداف أمريكية وإسرائيلية في المنطقة، إذَا لم يتم كبح العدوان الهمجي على غزة وإيران”.