الخبر وما وراء الخبر

خبراء عسكريون: العدوّ الإسرائيلي يسيءُ التقدير وإيران تُظهِرُ التفوقَ الصاروخي الفتّاك

2

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
16 يونيو 2025مـ – 20 ذي الحجة 1446هـ

تقريــر ||محمد ناصر حتروش

تتوسَّع دائرةُ النار في المنطقة بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية فجر الجمعة، 13 يونيو الماضي، وما تلا ذلك من رَدٍّ إيراني مزلزل أوجَعَ العدوَّ الإسرائيلي في قلب مغتصَباته في فلسطين المحتلّة.

المشهد لم يعد مُجَـرّد تبادل ناري عابر، وإنما يحملُ في تفاصيله الكثيرَ من الاحتمالات والتوقعات التي لن تقفَ تداعياتها عند حدود إيران وكيان العدوّ الإسرائيلي، بل ستشملُ المنطقةَ برمتها، لا سِـيَّـما إذَا ما توسَّعت الحرب، واشتركت فيها العديد من الدول.

وتلجأ طهران حتى الآن إلى الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة في قصف مغتصَبات العدوّ في رسائل ردع أظهرت مدى فاعليتها وقدرتها على التأثير، في حين يلجأ كيان العدوّ إلى الطيران الحربي المتطور، ومنها الطائرات الشبحية والسلاح الأمريكي لاستهداف المواقع الإيرانية وتنفيذ الاغتيالات.

وفي هذا الشأن يرى الخبير والمحلل العسكري العميد مجيب شمسان أن “العدوانَ الإسرائيلي على إيران بُنِيَ على تقديرات خاطئة، حَيثُ اعتقد كيان العدوّ أن الضربة الأولى الخاطفة ستنجح في شل القيادة والسيطرة داخل إيران، وستفجر الداخل الإيراني عبر خلايا إرهابية وتحريض الشارع”.

ويضيف في حديثه لقناة “المسيرة” أن “الكيان المؤقت وبدعم استخباراتي ولوجستي غربي، كان يراهن على انهيار سريع في إيران، لكنه فوجئ بصلابة القيادة الإيرانية، وقدرتها على ملء الفراغ القيادي بسرعة، والرد الصاروخي المباشر، الذي بدأ بعد ساعات من العدوان، وتصاعد حتى موجته السادسة في اليوم الأول”.

ويشير شمسان إلى أن “إيران تمتلك أقوى ترسانة صاروخية في المنطقة، وتشمل صواريخ فرط صوتية ورُؤوسًا شديدة الانفجار يصل وزنها إلى 2000 كغم”، مبينًا أن ضربة واحدة بصاروخ إيراني فرط صوتي دمّـرت حيًّا كاملًا في “بات يام”، مخلّفة دمارًا في عدد من المباني؛ ما يكشف عن عجز منظومة الدفاع الإسرائيلية عن صد هذه النوعية من الصواريخ المتقدمة”.

ويلفت إلى أن “إيران اعتمدت سياسةَ التدرج في الردع، فلم تستخدم أقصى قدراتها منذ البداية، بل استهدفت منشآت محدّدة، ثم رفعت سقف التصعيد تدريجيًّا، لتبعث برسائلَ قوية بأن الرد سيكون مضاعفًا في حال تكرار العدوان”.

ومن بين الأهداف التي استهدفتها الضربات الإيرانية: محطات كهرباء، منشآت غاز، خزانات أمونيوم، مراكز أبحاث علمية، وشركات صناعات عسكرية مثل “رافائيل”، وهو ما اعتبره الخبير في الشؤون العسكرية شمسان عملية “استراتيجية دقيقة لبنك أهداف مدروس”.

وفي الوقت الذي أحدثت فيه الصواريخ الإيرانية أضرارًا جسيمة في المغتصبات الصهيونية يرى خبراء عسكريون أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تستخدم كُـلّ قدراتها العسكرية وإنما تقود المعركة بحكمة بالغة وصبر استراتيجي يؤهلها إلى تحقيق الانتصار.

ووفقًا لشمسان فَــإنَّ “مساحة الكيان الصغيرة (22 ألف كلم²) والتي جاءت كاحتلال لفلسطين، تجعلُه هشًّا في مواجهة الضربات الصاروخية الدقيقة”، لافتًا إلى أن “ضربة واحدة كفيلة بشل الحياة الاقتصادية والصناعية”.

ويرى أن “ما حدث في (الوعد الصادق 3) يُظهِر أن إيران تتعامل بعقلية عسكرية متقدمة وذات نفَس طويل”، معتقدًا أن “كيان العدوّ الإسرائيلي ارتكب حماقة عسكرية لم يسبق لها مثيلًا، ظنًا أنه قادر على تحييد إيران دون رد، لكنه اصطدم بواقع مختلف أثبت أن معادلة الردع قد تغيرت بالكامل، وأن “أي عدوان مستقبلي سيقابله رد أعنف وأكثر إيلامًا”.

ويتفق الخبير العسكري العقيد رشاد الوتيري مع ما يطرحه العميد مجيب شمسان حول ورطة الكيان الصهيوني وانصدامه بالرد الإيراني المزلزل، مؤكّـدًا أن هذا “الرد حوّل عاصمة الكيان إلى مدينة أشباح”.

وفي حديثه لقناة (المسيرة) يكشف الوتيري عن “مساعٍ أمريكية صهيونية للإطاحة بالنظام الإيراني، الذي لطالما كان حاملًا للقضايا الإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تهم الأُمَّــة العربية والإسلامية.

وبدلًا عن التضامن العربي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقديرًا وعرفانًا لمواقفها التاريخية تجاه العرب، نجد أن بعضَ الدول العربية تسعى لإسقاط الطائرات المسيرة الإيرانية التي تعبر أجواءها نحو الكيان؛ ما يعكس مدى الانحطاط والخيانة التي تسود تلك الأنظمة”.

وفيما يتعلَّقُ بهذه الجزئية، يشير العقيد الوتيري إلى أن “مواقفَ تلك الأنظمة تعتبر مخزية وخائنة لقضايا الأُمَّــة العربية والإسلامية”، محذرًا من أن “تعاونها مع الكيان الصهيوني سيؤثر عليها بشكل سلبي”.

وينوّه بأن “الرد الإيراني القوي على الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى تصاعد العمليات العسكرية اليمنية لدعم غزة، تساهم بشكل كبير في تعزيز الضغوط على الكيان الصهيوني؛ مَا يجعله في وضع محاصَر وفي زاوية ضيِّقة”.