واقع الأمة بين الولاء والنصر أو العداء والخذلان
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
16 يونيو 2025مـ – 20 ذي الحجة 1446هـ
بقلم د./ تقية فضائل
إننا نعيش في هذا الزمان شواهد تحقق دعوة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم – للإمام علي -عليه السلام- “اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ” ورسول الله لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
والله ورسوله أعلم بمصلحة الأمة وأن الخير كل الخير في تولي الإمام علي لأنه النموذج الإيماني الأسمى الذي ارتضاه الله بعد رسوله، وهو من نهل من رسول الله كل مواصفات القائد القرآني التي تخوله لقيادة الأمة والحفاظ على الدين ومواجهة أعداء الله .
ومن مصاديق تحقق هذه الدعوة الصمود و الانتصارات العظيمة لمدة عشر سنوات لأنصار الله بقيادة السيد عبدالملك بن بدر الدين- حفظه الله- على التحالف الكوني لقوى الشر والنفاق ومرتزقتهم وعملائهم، ثم انتصارهم على قوى الاستكبار العالمي في البحار وضربهم الصهيوني في عقر داره ، فحينما كان الجميع يتفرج على إخواننا في غزة يقتلون ويقصفون ويجوعون ويسامون أصناف العذاب والإذلال ، شمر أولياء الإمام علي في اليمن سواعدهم وقاموا بما استطاعوا إليه سبيلا ولم يأبهوا بقلة الناصر و العدة والعتاد وكثرة الأعداء وهيمنتهم والتفاف المنافقين من كل الأطياف حولهم ، ولكن القيادة القرآنية مع المؤمنين من رجال الله السائرين على نهج رسول الله والإمام علي واثقون كل الثقة بالله وبنصره وتأييده وأن أعداء الله في موقف صعب جدا لأن الله يتوعدهم دائما بالخزي في الدنيا و الخلود في الجحيم في الآخرة.
ورأينا حزب الله الموالي للإمام علي بقيادة السيد حسن نصر الله الذين أيدهم الله فحافظوا على استقلال لبنان ودحروا اليهود الغاصبين _ وهم صاغرون _من الأراضي اللبنانية، وعندما استنجدهم أهل غزة لم يتخلوا عنهم وناصروهم وضربوا العدو الصهيوني بما استطاعوا ودمروا مستوطناته، وروعوا قطعان المستوطنين .
والآن نرى إيران ونظامها الموالي للإمام علي يصبون صواريخهم ومسيراتهم على أعداء الله ، ويدمرون كيانهم الهش كما لم يحدث من قبل أبدا ،ولو استمرت إيران في هجومها عليهم فمما لا شك فيه أن الكيان إلى زوال بإذن الله.
في الجانب الآخر من لم يتولوا الإمام عليا بل تولوا من ليسوا كالإمام علي في شيء ، ومنهم من عادى الإمام عليا عداء ظاهرا نجد. هؤلاء تتحقق فيهم دعوةرسول الله بأن يكونوا في علاقة عداء مع الله لأنهم عندما لم يتولوا ولي الله سيتولون أعداءه من اليهود والنصارى، وكذلك يتحقق فيهم الخذلان والهزيمة والضعف وهذا واقعهم وواقع شعوبهم فهاهم خائفون صامتون خانعون منبطحون في أفضل حالاتهم ينفذون ما يملى عليهم، أو نجدهم مطبعين يجاهرون بولائهم لليهود والنصارى يتسابقون على شرف خدمتهم وتحقيق مصالحهم على حساب مصالح اشعوب الأمة والدين، و فوق هذا يحاربون في صفهم سرا وعلانية ويقمعون ما تبقى في شعوبهم من شعور بالمسؤولية والنخوة والشهامة؛ كي تبقى خانعة خاضعة لليهود والنصارى، ومنهم من تنازل عن أجزاء من وطنه إرضاء لهم وهم يسومونه سوء العذاب والمهانة والإذلال وكل هذا الهوان لأنهم لم يستجيبوا لأمر الله ورسوله بتولي الإمام علي.
إن الله برحمته بنا يقيم علينا الحجةو يمهلنا ويجعل الواقع والأحداث والمواقف تكشف لنا الحقائق وتقدم لنا الدروس والعبر وتشرح لنا بشكل واقعي عملي نتيجة الولاء للإمام علي والتأسي به ومناصرته، ونتيجة الانصراف عن توليه ومعاداته وتولي غيره ممن يجرون الأمة إلى الخزي والضعف والتبعية والانكسار والهوان والدين إلى الضياع والاضحلال هذا في الدنيا ، أما الآخرة فحسابهم على الله الذي توعدهم باالعذاب العظيم .