باحثون يؤكدون تصدع كيان العدو الصهيوني داخلياً وفقد مناعته أمام محور المقاومة
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
16 يونيو 2025مـ 20 ذي الحجة 1446هـ
كشف تحليل خبراء استراتيجيين عن مؤشرات جديدة تُظهر صورة مغايرة لـ “كيان العدو الصهيوني” الذي كان يوصف بالمنيع، ومجتمعه الذي اعتاد بث رسائل القوة يجد نفسه اليوم أمام مرآة تعكس واقعاً مختلفاً من التصدعات العميقة والهزيمة النفسية، خاصة بعد الرد الإيراني الأخير وتصاعد دور محور المقاومة.
الدكتور علي حمية، الباحث في الشؤون الاستراتيجية، أكد في حديثه لقناة المسيرة يوم الاثنين أن المؤشرات الجديدة تكشف عن تشققات عميقة في الجبهة الداخلية لـ “كيان العدو الصهيوني”.
وأشار إلى أن هذا الكيان “المدلل” لم يعد يحتمل أو يطول تحمله لأعدائه في ظل المعادلات المتغيرة والنتائج غير المتوقعة.
واستشهد بارتفاع مذهل في طلبات الدعم النفسي داخل الجمعيات الصهيونية، حيث يتحدث “المغتصبون” عن نوبات هلع وتوتر وخروج المشاعر عن السيطرة، وخوف من مغادرة الملاجئ ورعب البقاء فيها.
وأضاف أن الهجوم الإيراني الأخير شكّل تحولاً نوعياً نقل “الكيان” من حرب الظل والاغتيالات إلى “صراع عسكري مفتوح هو الأوسع من نوعه في المنطقة منذ سنوات”.
ولفت إلى أن “كيان العدو الصهيوني” ظن أنه قادر على الحسم، لكنه اكتشف بعد يومين فقط أنه “أعجز عن الصبر”، وأن تصاعد موجات الرد الإيرانية دفعت “المغتصبين” إلى الملاجئ، ولجأ قادتهم إلى الغرب لطلب مساعدة عسكرية مباشرة أو استحداث مخارج دبلوماسية مناسبة.
وأوضح أن الصواريخ الإيرانية كشفت أن الملاجئ لا تكفي، بل قد تصبح “حواجز يعلق فيها المخترعون”، مؤكداً أن 40% من سكان “كيان العدو الصهيوني” يعيشون في مبانٍ لا تحتوي على ملاجئ مطابقة للمعايير.
كما أظهرت الحرب أن المجتمع الصهيوني “يضيق ببعضه على عكس المجتمعات الإنسانية في الحروب والأزمات”. وكشف عن “أحداث خطيرة جداً في يافا” خلّفها القصف الإيراني، مشيراً إلى أن قانون الرقيب العسكري يخفي القدر الأكبر من الأحداث الصعبة في محاولة للحد من التشققات التي قد تتحول إلى تصدعات كبرى يصعب ردمها.
وفي سياق متصل، أكد حمية أن عامل الوقت يعني أن “أربع ليالٍ وثلاثة أيام فقط هو عمر هذه المعركة”، متسائلاً: “هل يتحمل كيان العدو الصهيوني المزيد؟”.
ورأى أن “العدو الصهيوني يأخذ العالم إلى الانتصار الوهمي، بينما إيران تأخذ العالم إلى الانتصار على الأرض”.
وأشار إلى أن الحالة الداخلية لـ كيان العدو الصهيوني بدأت بالتفتت وصراع المتناقضات، بينما “معظم الصواريخ الإيرانية التي وعدت بقدراتها وهي جزء يسير وبسيط مما لديها قامت وقصفت وضربت العدو الصهيوني بالعمق بينما القبة الحديدية الصهيونية فشلت في اسقاط الصواريخ.
واستدل حمية بمقطع فيديو لطفل فلسطيني من غزة يبكي ويدعو لإيران بالانتصار، مؤكداً على أهمية الإعلام في مواجهة “الكذب الصهيوني”.
وانتقد حظر “العدو الصهيوني” تصوير مكان سقوط الصواريخ وطلب من المستوطنين عدم النشر، مشيراً إلى محاولات التضليل الإعلامي.
قطعان الصهاينة يتوقعون عودتهم إلى بلدانهم التي قدموا منها
من جانبه، أشار الخبير في الشؤون العسكرية أكرم كمال، إلى أن “كيان العدو الصهيوني” بدأ يرسل رسائل استغاثة للولايات المتحدة الأمريكية منذ الأمس، طالباً منها “الدخول في هذه الحرب وحماية إسرائيل”.
ورأى في حديثه لقناة “المسيرة” أن نتنياهو “هرب إلى الأمام” باعتدائه على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، متوقعاً أن الرد سيكون قوياً.
وتحدث عن مشاهد قطعان الصهاينة وهم يصرخون ويبكون، وصور لدمار هائل غير مسبوق، وأن بعض المستوطنين يتحدثون عن أن استمرار هذه المعركة قد تعيدهم إلى بلدانهم التي قدموا منها.
وأكد كمال أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تستخدم كل أوراقها بعد، بينما “كيان العدو الصهيوني” استخدم “أفضل ما لديه من سلاح الطيران” في عدوانه على إيران، مشيراً إلى أن إيران أقوى براً وبحراً، ولم تستخدم كل ما بجعبتها، بينما “كيان العدو الصهيوني” أقوى جواً فقط.
وعن أهمية تعدد الجبهات، شدد كمال على أن الصواريخ اليمنية والإيرانية لديها ميزة مهمة جداً وهي “أكثر تطوراً حتى من بعض صواريخ فرط صوتية موجودة لدى دول أخرى في العالم”، حيث تستطيع أن تغير مسارها في المرحلة الأخيرة من الطيران.
وأوضح أن هذا يحدث إرباكاً للدفاعات الجوية لـ كيان العدو الصهيوني، التي لا تعرف إلى أين تتجه هذه الصواريخ، الدفاعية ما اجبر البعض منها لضرب دفاعات جوية مماثلة لها.
وفي ختام حديثه، أكد كمال أن إيران نجحت في كسر “كل ما يسمى منظومة دفاع جوي أمريكية صهيونية كان يراهن عليها نتنياهو لحماية الكيان المؤقت.
تؤكد هذه التحليلات الاستراتيجية تآكل القدرات الدفاعية والمعنويات داخل “كيان العدو الصهيوني”، وتُظهر نجاح محور المقاومة في فرض معادلات جديدة. وتُلقي هذه التطورات بظلالها على مستقبل الصراع في المنطقة، مما يشير إلى أن “كيان العدو الصهيوني” يواجه تحديات وجودية غير مسبوقة.