الجمهورية الإسلامية الإيرانية.. الكابوس الأعظم على الكيان الصهيوني
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
15 يونيو 2025مـ – 19 ذي الحجة 1446هـ
بقلم// إبراهيم الحبيشي
في ليال تاريخية، كتبت إيران فصلًا جديدًا من المواجهة مع الكيان الصهيوني، مُحطمةً أسطورة “الجيش الذي لا يُهزم” وكاشفةً هشاشة المنظومة الدفاعية الإسرائيلية التي تباهت بها لعقود. الرد الإيراني لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان إعلانًا صريحًا عن ولادة معادلة جديدة في المنطقة: معادلة تقود فيها إيران جبهة المقاومة، وتُعيد ترسيم حدود القوة في مواجهة جرائم الاحتلال.
ادعت “إسرائيل” لسنوات أنها تمتلك أقوى أنظمة الدفاع في العالم، بفضل دعم الغرب وتقنياته، لكن وابل الصواريخ الإيرانية كشف زيف هذه الادعاءات. فشلت القبة الحديدية ومقلاع داوود وايضا المحاولات الامريكية المساعدة لاسرائيل في التصدي للهجوم، وسقطت الصواريخ على مواقع حساسة في العمق المحتل، بما فيها وزارة الحرب الاسرائيلية والمؤسسات العسكرية في النقب والتي تخفي اسرائيل بشدة ما حدث فيها ولا تسمح للاعلام بالوصول اليها، مما أظهر عجز المؤسسة العسكرية الصهيونية عن حماية نفسها. لقد تذوق الكيان الصهيوني، للمرة الأولى، مرارة ما كان يفعله لسنوات بأهالي غزة والضفة، حيث القصف الممنهج والقتل دون رادع.
لقد ظنت “إسرائيل” أن اغتيالها لقيادة الحرس الثوري وقيادات الجيش والعلماء في المجال النووي سيمر دون رد، أو أن الضربة ستُضعف إيران وتُفكك وحدتها الداخلية. لكنها نسيت -أو تناسَت- أن قوة الجمهورية الإسلامية تكمن في مؤسساتها الراسخة، وفي إرادة شعبها، وفي قيادة مرشدها الأعلى السيد علي الخامنئي “دام ظله”، الذي أكد أن “الجريمة الصهيونية لن تمر”. وان الرد الإيراني كان درسًا واضحًا بأن الدولة القوية لا تُهزم بضربة غادرة، بل تتحول إلى كابوس يُطارد من تجرأ على الاعتداء عليها.
وفي الوقت الذي وقفت فيه إيران في الصف الأول للمواجهة، تكرر المشهد المؤلم: جيوش عربية تُخزن الأسلحة الفتاكة، لكنها تُبقيها في الثكنات خوفًا من واشنطن أو طمعًا في “التطبيع”. لقد قدمت طهران ما عجزت عنه الأنظمة العربية التي تخلت عن فلسطين، بل وسارعت إلى التطبيع مع المحتل تحت ذرائع “السلام” و”المصالح”. اليوم، أصبح السؤال مُلحًّا: أين الجيوش العربية؟ وأين صواريخها إذا كانت إيران، رغم الحصار، قادرة على ضرب “إسرائيل” بهذه القوة؟.
كما انه لم تكن الصدمة إسرائيلية فحسب، بل غربية أيضًا. فالرد الإيراني أثبت أن الميزان العسكري في المنطقة لم يعد لصالح الغرب وحلفائه. لقد رأينا ذُعر واشنطن ولندن وباريس، فكيف لدول تدعي “الشرعية الدولية” أن تصمت على جرائم “إسرائيل” ثم تفزع عندما يُرد عليها؟! الأكثر إيلامًا لهم أن الهجوم الإيراني كسر حاجز الخوف، وأثبت أن المقاومة قادرة على الوصول إلى كل شبر محتل.
إن “إسرائيل” لم تشهد منذ احتلالها لفلسطين، هجومًا بهذا الحجم والدقة. لقد سقطت مئات الصواريخ على مواقع عسكرية وحساسة، في رسالة واضحة: أي جريمة صهيونية ستواجه برد مماثل. المعادلة الجديدة تقول: “الدم بالدم، والردع بالردع”. والآن، بعد أن رأى العالم أن “إسرائيل” ليست أكثر من ورقة ضعيفة أمام إرادة المقاومة، قد يحين وقت المحاسبة الحقيقية.
إن الكابوس الإيراني الذي أرعب الكيان الصهيوني ليس سوى البداية. لقد أعادت طهران تشكيل قواعد اللعبة، وجعلت ثمن العدوان باهظًا. اليوم، يقف الشرفاء في العالم أمام خيارين: إما الوقوف مع المقاومة التي تكسر هيبة المحتل، أو الركوع أمام أنظمة مهزومة نفسيًّا، تبحث عن بقائها في أحضان الأعداء. إيران كتبت الدرس، فهل من مُتعلمٍ؟