مساعدات الموت في غزة .. امتهان كرامة وتطهير عرقي ممنهج
ذمــار نـيـوز || تقارير ||
15 يونيو 2025مـ 19 ذي الحجة 1446هـ
تقرير|| محمد الكامل
في حالة من العزلة عادت خدمات الإنترنت إلى قطاع غزة بعد انقطاع استمر ثلاثة أيام، مع استمرار المعاناة الفلسطينية من ويلات الإبادة الجماعية التي تتفاقم يومًا بعد يوم، وسط مجاعة وأوضاع إنسانية مؤلمة؛ جراء إصرار طيران العدو الصهيوني على مواصلة قصف أنحاء واسعة في القطاع مخلفاً شهداء وجرحى.
واستشهد 17 فلسطينيًّا في حصيلة غير نهائية اليوم الأحد في قطاع غزة، حسب قول مراسلة قناة “المسيرة” في غزة، دعاء روقة.
وذكرت روقة في تصريح خاص لقناة “المسيرة” أن خمسة فلسطينيين ارتقوا شهداء وأصيب آخرون، بعد استهدافهم من قبل قوات العدوّ الإسرائيلي، أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات الغذائية وسط وجنوب قطاع غزة، كما استشهد مواطن جراء قصف مدفعية الكيان على المناطق الشرقية لخان يونس جنوب القطاع.
وأضافت أن 3 فلسطينيين استشهدوا من منتظري المساعدات قرب محو نتساريم وسط القطاع، كما ارتقى شهيدان وأصيب أكثر من 50 شخصًا جراء إطلاق العدو الصهيوني النار على مواطنين قرب نقطة لتوزيع المساعدات غربي رفح.
وعلى مدار الأسابيع الماضية تعمد العدو الإسرائيلي استهداف نقاط توزيع مساعدات سواء في رفح أو وسط القطاع، بشكل ممنهج أسفر عن ارتقاء 29 شهيدًا، وأكثر من 380 مصابًا خلال الساعات الـ 48 الماضية فقط، في خطوة تأتي -حسب تأكيدات أممية- لتهجير السكان قسرًا، وفق استراتيجية صهيونية أمريكية للتطهير العرقي.
وبهذا تحولت مراكز توزيع المساعدات الخاصة بـ “مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”، الصهيونية الأمريكية المرفوضة أمميًّا، إلى مصائد للقتل الجماعي، عدا عن التعمد في امتهان كرامة المواطنين، وإجبارهم على النزوح وسط ظروف إنسانية كارثية.
جريمة حرب دموية
في السياق وصفرئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، استهداف العدوّ الإسرائيلي لمراكز توزيع المساعدات المكتظة بالمدنيين بعملية التطهير العرقي في ظل تفاقم المجاعة الناجمة عن إصرار العدوّ الصهيوني على إغلاق المعابر منذ أكثر من 3 أشهر.
وأكّد أن سياسة التجويع والقتل التي ينتهجها الكيان الصهيونيتهدد الأمن القومي، وتدفع المنطقة نحو الانفجار الواسع، وسط استمرار حرب الإبادة الجماعية منذ 21 شهرًا.
واعتبر أن استدراج المجوّعينإلى نقاط توزيع المساعدات الأمريكية-الصهيونية ومن ثم استهدافهم هي جريمة حرب دموية، موضحًا أن هذه السلوكيات هدفها التطهير العرقي للفلسطينيين، من خلالمصائد الموت الجماعي تحت غطاء إنسانيفي ظل صمت ورقابة وشراكة مكشوفة من بعض الأطراف الدولية.
ووصف هذه المجازر ببرنامج قتل يومي في يوميات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة.
توقف الخدمات الأساسية
في غضون ذلك، أعلنت بلدية خان يونس التوقف عن الخدمات الأساسية، خاصة في قطاعات المياه والصرف الصحي، من جراء منع الاحتلال إدخال الوقود إلى الجهات والمؤسسات الأممية العاملة في قطاع غزة.
وقالت: إن “التوقف سيتسبب في انتشار الكوارث البيئية والصحية الناجمة عن توقف المحطات وما سينتج عنه من تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع وانتشار المزيد من الأمراض والأوبئة بين المواطنين”.
من جانبه أكّد مدير الإغاثة الطبية في شمال قطاع غزةمحمد أبو عفش، اليوم الأحد، أن هناك مخاوف متزايدة من تفشي أمراض خطيرة مثل الكوليرا، في ظل الانهيار الكامل للنظام الصحي في قطاع غزة.
وأوضح أن هناك تسجيل وجود مواد سامة في التربة نتيجة استخدام الاحتلال أسلحة محرّمة دولياً.مشيرًا إلى أنآلاف المواطنين، وخاصة الأطفال، يعانون من موجة أمراض واسعة بسبب الاكتظاظ الشديد في مراكز الإيواء، وانتشار البعوض، وارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب شحّ المياه النظيفة.