الخبر وما وراء الخبر

مسيرات اليمن الداعمة لغزة في عيون المفكرين العرب

3

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

14 يونيو 2025مـ 18 ذي الحجة 1446هـ

تقرير || محمد ناصر حتروش

تشهد الساحات اليمنية زخماً جماهيرياً تصاعدياً أسبوعياً، تأكيداً على ثبات الموقف اليمني المساند لغزة والانتصار لمظلوميتها التاريخية مهما بلغت التحديات.

وتحمل السيول البشرية المتواجدة في مئات الساحات العديد من الرسائل والدلالات المتجددة أسبوعياً والمواكبة لمستجدات العدوان الصهيوني على قطاع غزة.

ويعتبر الخروج اليمني بمثابة إقامة الحجة على الأمة العربية والإسلامية وتذكيرها بمسؤولياتها الدينية والأخلاقية تجاه المظلومية الفلسطينية، إضافة إلى رسائل التطمين والثبات التي تبعثها الجموع الغفيرة إلى المكلومين في فلسطين.

وعلى الرغم من اكتظاظ الساحات بالحشود الجماهيرية طيلة الفترة الماضية غير أن التجمهر المليوني الواسع في مسيرات الأمس، التي حملت شعار “مستمرون في نصرة غزة والمقدسات الإسلامية” كان لافتاً ومميزاً؛ كونه تزامن مع إجازة عيد الأضحى المبارك.

وحول هذا السياق يؤكد الكاتب والباحث الأكاديمي الجزائري نور الدين أبو لحية، أن الخروج الجماهيري اليمني في مسيرات الأمس عكس الاستجابة الشعبية المثالية للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله.

وفي تصريح خاص لقناة “المسيرة” اعتبر أبو لحية التوافد الشعبي الواسع في الساحات عاملاً أساسياً من عوامل الصمود والمواجهة لكيان العدو الصهيوني، موضحاً أن إسناد اليمنيين لفلسطين يجسد ارتباطهم الإيماني والأخلاقي والديني العميق بالمقدسات الإسلامية وفي مقدمتها الأقصى الشريف.

ووصف الزخم الشعبي في الساحات بالأسطوري والتاريخي، لافتاً إلى أن المسيرات اليمنية تمثل الحجة الدامغة على الدول العربية والإسلامية وذلك كون الشعب اليمني ثابتاً على موقفه المؤازر لغزة على الرغم من ظروفه الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي خلفها العدوان والحصار الجائر على مدى عشرة أعوام.

وفي الوقت الذي يخرج الملايين من أبناء الشعب اليمني إلى الساحات والميادين دعماً وإسناداً لغزة، يسعى أحرار العالم إلى إقامة التظاهرات الشعبية نصرة لفلسطين غير أن الأنظمة الحاكمة والمتواطئة مع الكيان الصهيوني تقف حائلاً أمام تلك التظاهرات وهو ما جعل الأحرار يشيدون بالموقف اليمني.

وحول هذه الجزئية يكشف المفكر الجزائري أبو لحية أن شعوب العالم تنظر إلى اليمنيين بمحط إعجاب وإكبار؛ نظير موقفهم الإيماني والأخلاقي والديني الاستثنائي تجاه غزة.

ويلفت إلى أن الشعب اليمني يقدم دروسًا للعالم في التضحية والفداء والصبر والاستبسال والإيثار، ومن خلالهم يتجلى حديث الرسول الأعظم عندما وصفهم بشعب الإيمان والحكمة.

وتبرز أهمية الموقف اليمني الشعبي والرسمي في كونه تزامن مع الأوضاع المأساوية التي تمر بها الأمة الإسلامية ما يجعل لتحركه الأثر البالغ في نصرة القضية الفلسطينية.

ويعتبر أبو لحية الأوضاع المأساوية التي تشهدها المنطقة محط امتحان إلهي للأمة الإسلامية لتمحيصها وتبيين المنافقين من المؤمنين، مؤكدًا أن النصر قادم وهو حليف المستضعفين.

ويرى أن لجوء اليهود وعملائهم لأساليب الحرب الناعمة يشكل خطراً كبيراً على الأمة الإسلامية، مؤكداً أن الخيار الأمثل لهزيمتهم يكمن في المعركة المباشرة معهم، مبيناً أن كلّ جولة من جولات الصراع مع العدوّ تسهم في تقوية دول محور المقاومة وجعلها أكثر صلابة مما مضى.

ولا تقتصر أهمية الموقف الشعبي والرسمي على ما سبق ذكره وحسب بل تتعدى ذلك؛ إذ إن الموقف اليمني المساند لغزة فضح حقيقة بعض التيارات الإسلامية التي ظلت لعقود طويلة تدعي اهتمامها بالقضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية ومع اندلاع طوفان الأقصى خيم الصمت والخنوع والمهانة على تلك الحركات الإسلامية، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين” حزب الإصلاح” في اليمن التي ظلت عقود من الزمن تتغنى بفلسطين وجعلها شعاراً لأعمالها الخفية والمشبوهة.

وأفاد المفكر الجزائري أن هناك تيارات إسلامية لها عقود طويلة من الزمن لم تقدم أي شي للأمة، بل إن بعضها وصلت إلى حالت التطبيع المباشر وغير المباشر والتواطؤ مع العدوّ وهذا ما كشفته غزة.