الخبر وما وراء الخبر

الولاية مفتاح النصر والتمكين

4

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
12 يونيو 2025مـ – 16 ذي الحجة 1446هـ

بقلم// غيداء شمسان غوبر

في زمن تئن فيه الأمة تحت وطأة الذل، وتتكسر قيود الضعف على معصمها، يصدح صوت الحق بحقيقة لا تقبل الجدل، ولا تساوم على المصير: لن ترفع الأمة رأسها حتى ترفع اليد التي رفعها رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، يوم الغدير، شاءت ذلك أم أبت.

فمبدأ الولاية ليس خياراً، بل هو قدر إلهي، ومفتاح لتغيير واقع الأمة بأكمله في صحراء الغدير، تحت شمس الظهيرة الحارقة، وبعد أن أتم رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فريضة الحج، لم يكن ذلك التوقف العابر مجرد استراحة.

هنا، نزل أمر إلهي يزلزل أركان التاريخ، ويعيد صياغة مستقبل الأمة. هنا، صدح صوت الحق، صوت النبوة الخاتمة، ليعلن عن إتمام الدين وإكمال النعمة، بتنصيب الوصي ووارث العلم وحامل لواء الهداية، بقوله: “فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله”.

يوم الولاية، عيد الغدير، ليس زينة واحتفالاً فحسب، بل إعلان إمامة ومنهج حياة لقد تاهت الأمة حين غابت عنها هذه البوصلة الإلهية، استحالت من أمة غالبة إلى مغلوبة، ومن أمة قاهرة إلى مقهورة، ومن أمة تنتصر على أعدائها إلى أمة تباد على مرأى ومسمع من العالم.

دماء غزة المسفوكة، وصمت العالم المريب، وخذلان القريب، كلها شواهد على واقع أليم، لم يكن ليكون لولا الابتعاد عن هذا المبدأ العظيم عيد الغدير هو اللحظة التي رفعت فيها اليد ليتبعها جيل يرفع راية الحق كل يوم.

إنه ليس مجرد ذكرى، بل هو دعوة للتجديد، لإعادة التمسك بحبل الله المتين، لإدراك أن النصر لا يتحقق إلا بالولاء لمن اختاره الله لقيادة الأمة هذا المبدأ يترتب عليه تغيير واقع الأمة بكامله، من أمة مغلوبة إلى غالبة، من أمة مقهورة إلى قاهرة.

فيا أمة الإسلام، إن عزتك وكرامتك، ونصرك على أعدائك، مرهون برفع تلك اليد التي رفعها رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، يوم الغدير ليكن هذا العيد وقفة تأمل، لإعادة البوصلة، لإدراك أن النصر قادم لمن تمسك بالولاية، وسار على نهج الحق، غير آبه بصمت العالم أو خذلان القريب.

إنها لحظة تاريخية، فرصة لتصحيح المسار، ولإعادة بناء الأمة على أسس قوية، وليكن شعارنا: “الولاية هي الحل” فلنرفع اليد التي رفعها رسول الله، ولنسير على نهج الحق، ولنتمسك بحبل الله المتين، حتى ننتصر على أعدائنا، ونعيد عزتنا وكرامتنا.