لليوم الـ 613 تواليًّا.. الاحتلال الصهيوني يُواصل حرب الإبادة والتجويع على قطاع غزة
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
11 يونيو 2025مـ – 15 ذي الحجة 1446هـ
دخلت حرب الإبادة الجماعية وجريمة التطهير العِرقي، التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بدعمٍ أمريكي وصمت عربي ودولي، اليوم الأربعاء، يومها الـ 613، تزامنًا مع ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين.
في تفاصيل؛ ترتفع حصيلة شهداء لقمة العيش قرب مراكز المساعدات الغذائية في غزة؛ ما يؤكّـد أن الاحتلال يستخدم “آلية دموية” لإدامة سياسة التجويع وتكريس الإبادة الجماعية والتطهير العِرقي ضد سكان القطاع المنكوب، ودفعهم للرحيل قسرًا.
حصيلة دامية لشهداء لقمة العيش في غزة:
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الضحايا الذين وصلوا إلى المستشفيات، منذ فجر اليوم الأربعاء، نتيجة إطلاق النار قرب نقاط المساعدات، بلغت 57 شهيدًا وأكثر من 363 مصابًا، ليرتفع عدد شهداء “لقمة العيش” الذين ارتقوا في أماكن توزيع المساعدات إلى 224 شهيدًا، وأكثر من 1858 مصابًا منذ بدء عمل تلك المراكز.
وأضافت الوزارة أن عدد شهداء العدوان وحرب الإبادة الصهيونية منذ السابع من أُكتوبر 2023م، بلغ “55107” فيما تجاوز عدد الجرحى “127394”.
وفي غضون 24 ساعة فقط، وصل إلى مستشفيات القطاع 123 شهيدًا، من بينهم 3 جرى انتشالهم من تحت الركام، إضافة إلى 474 إصابة، وسط صعوبة في الوصول إلى الضحايا العالقين في الطرقات وتحت الأنقاض؛ بسَببِ استمرار القصف الإسرائيلي.
من جهته، أكّـد المتحدّث باسم الدفاع المدني في غزة، “محمود بصل”، أن طواقم الدفاع المدني والإسعاف نقلت عددًا من الشهداء والمصابين الذين سقطوا إثر إطلاق النار من الآليات العسكرية الإسرائيلية والطائرات المسيّرة من نوع “كواد كابتر” على آلاف المدنيين الذين تجمّعوا قرب مفترق الشهداء “نتساريم” وجسر “وادي غزة” للحصول على مساعدات غذائية من مركز تديره “مؤسّسة غزة الإنسانية”.
وأوضح “بصل” أن الفلسطينيين “بدأوا يتجمّعون منذ ساعات الفجر الأولى، حَيثُ بدأت عمليات إطلاق النار عليهم من الدبابات الإسرائيلية، وتكرّرت عدة مرات، ثم اشتدت كثافتها قرابة الساعة 5:30 صباحًا”، بالتزامن مع “قصف مكثّـف من طائرات “كواد كابتر” باتّجاه المدنيين الجوعى؛ ما أسفر عن هذا العدد الكبير من الضحايا”.
وأشَارَ إلى أنه “لا يزال مئات المواطنين في المناطق القريبة من نتساريم وجسر وادي غزة يحاولون الوصول إلى مركز المساعدات على الرغم من أن الاحتلال يطلق النار بين الحين والآخر، ما يزيد المخاوف من تكرار المجازر”.
وشدّد المتحدّث باسم الدفاع المدني في غزة، على أن المجاعة استفحلت في قطاع غزة والكثير من المواطنين ينامون من دون استطاعتهم الحصول على كسرة خبز، مؤكّـدًا أن “مراكز المساعدات تحولت إلى مصائد للموت في القطاع والمراكز موجودة في مناطق تسيطر عليها قوات الاحتلال”.
ويستمر، لليوم الثاني على التوالي، انقطاع خدمات الإنترنت والاتصال في مدينة غزة وشمالي القطاع في ظل عدم سماح جيش الاحتلال للطواقم الفنية التابعة لشركة الاتصالات بصيانة العطل.
حماس: الاحتلال يكرّس الإبادة وسط صمت دولي
من جهتها، أكّـدت حركة حماس أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة دموية جديدة عبر إطلاق النار المباشر على مئات المدنيين الفلسطينيين الذين تجمّعوا في نقاط توزيع مساعدات غذائية قرب “محور نتساريم” ومدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأوضحت الحركة في بيان، أن الاحتلال استحدث “آلية دموية” جديدة لإدامة سياسة التجويع وتكريس سياسة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مشدّدةً على أن تكرار مشاهد قتل المدنيين عند مراكز المساعدات “يفضح النوايا العدوانية المتأصلة” لدى سلطات الاحتلال.
ودعت حماس الأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، والتحَرّك العاجل لوقف “الجرائم المنهجية التي تُرتكَبُ تحت غطاء الصمت الدولي”، محذّرةً من أن استمرار هذا الصمت “يشجّع الاحتلال على التمادي في ارتكاب المزيد من المجازر بحق أبناء شعبنا”.
كما جدّدت حماس دعوتها الدول العربية إلى التحَرّك الفوري، وتكثيف جميع أشكال الضغط لوقف “جريمة العصر”، داعيةً إلى تثبيت حق الشعب الفلسطيني في الحرية والحياة الكريمة.
“مؤسّسة غزة الإنسانية” تحت الانتقاد ورفض أممي للتعاون معها:
ويأتي هذا التصعيد في سياق سلسلةٍ من حوادث إطلاق النار المميتة التي وقعت منذ 27 مايو الفائت، عقب فتح ما يسمى “مؤسّسة غزة الإنسانية” لنقاط توزيع المساعدات في القطاع، بدعمٍ كاملٍ من الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة.
وعلى الرغم من سماح الاحتلال مؤخّرًا باستئناف عمليات تسليم محدودة للمساعدات بعد حظر دام أكثر من شهرين، إلا أن منظمات أممية وإنسانية عبّرت عن رفضها التعاون مع المؤسّسة، مشكّكة في حيادها وممارساتها.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد أكّـد، أمس الثلاثاء، أن “العمليات العسكرية الإسرائيلية ازدادت في الأيّام الأخيرة، مع تسجيل عدد كبير من الضحايا المدنيين”.
بدوره؛ أكّـد المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع أن “مؤسّسة غزة الإنسانية” ذراع للاحتلال الإسرائيلي وشريكة في الإبادة الجماعية، وليست جهة إنسانية.
وبعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة، بدأ كيانُ العدوّ الإسرائيلي في 27 مايو تنفيذ مخطّط لتوزيع “مساعدات إنسانية” عبر “مؤسّسة غزة الإنسانية” المدعومة أمريكيًّا وإسرائيليًّا، ويقول فلسطينيون: إن “المخطّط يستهدفُ تهجيرَهم من شمال القطاع إلى جنوبه”.
يأتي ذلك بينما تغلق سلطات الاحتلال منذ 2 مارس الماضي، بشكلٍ محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدَادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولم تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميًّا كحدٍّ أدنى.