الخبر وما وراء الخبر

صاروخٌ يمني يضرب قلب اللحظة السياسية والعسكرية لكيان العدوّ الصهيوني

4

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
10 يونيو 2025مـ – 14 ذي الحجة 1446هـ

على وَقْعِ صاروخ يمني واحد اخترق أجواء فلسطين، في عمليةٍ دقيقة أجبرت أكثر من 3 ملايين مستوطن على الفرار إلى الملاجئ، وأوقفت حركة الطيران بالكامل في مطار اللد المسمى احتلاليًّا “بن غوريون”.

وفي مشهدٍ يعكس تحولًا استراتيجيًّا خطيرًا في معادلة المواجهة مع كيان العدوّ الإسرائيلي، دوّت صافرات الإنذار مساء اليوم الثلاثاء، في مئات المواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، من القدس ويافا (تل أبيب) حتى النقب والضفة الغربية المحتلّة.

أكثر لحظات الإرباك منذ بدء معركة الإسناد اليمنية:

ما حدث لم يكن مُجَـرّد حادثة أمنية معزولة، بل صفعة مدوية للمنظومات الدفاعية -الإسرائيلية والأمريكية أيضًا- التي تم تفعيلها بشكلٍ هستيري ضد تهديد واحد من اليمن.

منظومات “حيتس 3” وصواريخ “ثاد” الأمريكية وصواريخ القبة الحديدية، أطلقت ما لا يقل عن 14 صاروخًا اعتراضيًّا، في محاولةٍ محمومة لاعتراض صاروخ واحد فقط، انطلق من الأراضي اليمنية.

ورغم مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي “برصد” الصاروخ و”اعتراضه”، فَــإنَّ مشاهد مرئية نشرها المغتصبون الصهاينة ووثّقتها عدساتهم، أظهرت العجزَ الكاملَ لمختلف المنظومات الاعتراضية.

وما الاضطراب الكبير في سماء القدس ويافا (تل أبيب)، وتضارب الروايات الرسمية، وسط تأكيد الشرطة الصهيونية بوقوع أضرار مادية وسقوط شظايا في عدة مواقع، أبرزها مستوطنة “روش هاعين” ومنطقة مطار اللُّد.

الحدث وقع تزامنًا مع اجتماع حساس لرئيس وزراء الاحتلال مجرم الحرب نتنياهو مع وزير الحرب الصهيوني كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية ورئيس أركان جيش العدوّ، لبحث مستجدات الملف الأمني والمفاوضات، بحسب منصات عبرية.

وفي لحظةٍ دقيقةٍ كهذه، لم يكن مرور الصاروخ اليمني فوق القدس والضفة الغربية، وُصُـولًا إلى تخوم يافا، مُجَـرّد اختراق عسكري، بل رسالة استراتيجية مشفّرة، تحمل أبعادًا تكتيكية معقدة.

المرور من فوق قبة الأقصى.. وفضيحة في “بن غوريون”:

لأول مرة، يؤكّـد إعلام فلسطينية أن صاروخًا يمنيًّا يعبُرُ الأجواء الفلسطينية بشكلٍ ظاهر، فوق المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلّة، عابرًا من فوق أكثر الأماكن قداسةً في العقيدة الإسلامية، ومخترقًا أكثر المناطق حساسية في العقيدة الصهيونية.

العملية أَدَّت إلى إغلاق مطار اللُّد بالكامل، وسط حالة رعب وخوف شديدَين، وتوثيق لحظة سقوط الشظايا داخل مرافق حساسة بالمطار، وظهور الدخان يتصاعد منها وفي سماء وسط فلسطين المحتلّة.

منصات إعلامية دولية تساءلت: “كيف يمكن أن تقلع طائرة ركاب بالتزامن مع إطلاق صواريخ اعتراضية؟”، مشيرةً إلى مشهد وصفته بـ”الكارثي”، كاد أن يؤدي إلى كارثة جوية فوق سماء الخليل، حَيثُ كادت شظايا صاروخ اعتراضي أن تصيب طائرة ركاب “إسرائيلية”.

فشل المنظومة الدفاعية.. وانكشاف داخلي متواصل:

المتتبع للروايات الإسرائيلية المتضاربة والتي أظهرت ارتباكًا كَبيرًا، حَيثُ رفض الجيش تأكيدَ نجاح عملية الاعتراض، بينما أكّـدت الشرطة وقوع أضرار؛ ما يعكس حجم التخبط داخل المنظومة الأمنية.

كما أظهرت المشاهد لحظات سقوط الشظايا فوق منازل في مناطق وقرى جنوبي الخليل، بما فيها “حدب العلقة” و”الظاهرية”، وسط سعادة عامرة للفلسطينيين وصدمة واسعة النطاق للمغتصبين الصهاينة.

عملية يمنية جديدة مثّلت فضيحة دفاعية للكيان، وطرحت تساؤلات جوهرية حول فاعلية نظام “حيتس” رغم تكلفته العالية، ومدى جدوى النفقات العسكرية الضخمة التي لم تمنع صاروخًا واحدًا -بدائيًّا بحسب تصنيفاتهم- من بلوغ أهم أهدافهم الاستراتيجية.

إذن هو تأكيد جديد لملامح المواجهة المفتوحة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، ويترجم تعهدات اليمن قيادةً وشعبًا وجيشًا، بأنها جزءٌ من فلسطين ومقاومتها، وأن “غوش دان الكبرى” لم تعد بعيدة عن مدى القوة العسكرية اليمنية.

انعكاسات الضربة دفعت خطوط جوية جديدة للهروب علاوةً على شركات الطيران التي غادرت سماء فلسطين المحتلّة خوفًا من التطورات، وتلقى آلاف الركاب الصهاينة إشعارات بإلغاء حجوزاتهم لشهرٍ كامل، في مؤشر على تصاعد عزلة الكيان، وخوف العالم من الانفجار القادم.

رسالة اليوم واضحة، أن لا مكان آمنًا في الكيان، لا طيران، لا اجتماع حكومي، لا مطار محصَّن، في ظل منظومة فاشلة، وعقيدة دفاعية تنهار تحت الضغط.

ما حدث مساء اليوم، لا يمكن اختزالُه في فرط صوتي، بل تثبيت معادلة الردع اليمنية، التي بُنيت على قاعدة، “يد واحدة للمقاومة، ومعركة واحدة من غزة إلى صنعاء”.

العدوّ عقبَ تداعيات عمليات صنعاء الأخيرة أمام حتمية مراجعة حساباته ومناطقه الآمنة، كونه يواجه قوة جهادية إيمانية لا تعترف بالحدود، ولا بالتوقيت، ولا بالسماء المحتلّة، وسيستمر حاله في مرمى الصواريخ القادمة من أطول مسافة جغرافية، وأقصرها في الوجدان المجاهد.