تفنيدٌ رسميٌ وحقوقي للرواية الصهيونية الكاذبة حول وجود أنفاق أسفل المستشفى الأوروبي بغزة
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
8 يونيو 2025مـ – 12 ذي الحجة 1446هـ
يواصل كيان العدو الصهيوني حملته الممنهجة لتضليل الرأي العام وتبرير جرائمه ضد المرافق الصحية في غزة، عبر ترويج أكاذيب ساذجة ومكشوفة، آخرها ادعاؤه بوجود “نفق للمقاومة” أسفل المستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن رواية العدو “مفبركة، ساقطة، ومليئة بالثغرات والادعاءات الملفّقة، ولا تصمد أمام الحد الأدنى من التمحيص والمنطق”.
وأوضح المكتب في بيان أن “الفيديوالذينشرته قوات العدو “يبدوركيكاًومصنوعاًبأسلوبساذج؛يظهرفيهأنبوبةحديديةضيقةلايتسعقطرهاحتىلمرورشخص،ولاتحتويعلىسلالمأوتجهيزات،ولاتصلحبأيحاللتكوننفقاً،وهذهالمنطقةبالمناسبةهيمنطقةتصريفأمطار.بلتشير المعاينة إلى أن الاحتلال هو من قام بحفر الموقع ووضع الأنبوب ثم التقط مشهداً تمثيلياً قرب قسم الطوارئ في المستشفى، وهو قسم مكتظ بالمرضى والزوار، ما يجعل زعمه أكثر سخفاً”.
وأشار البيان إلى أن هذه ليست المرة الأولى التييختلقفيهاالعدورواياتزائفةحولالمستشفيات؛فقدسبقتها محاولات فاشلة لتلفيق أكاذيب بشأن مستشفيات الشفاء وناصر وحمد.
ففي مجمع الشفاء لم يعثر سوى على بئر مياه قديم، وحاول عبثاً تصويره كنفق، لكنه فشل فشلاً ذريعاً؛ وفي مستشفى حمد، روّج لغرفة مياه على أنها نفق، لكن الحقيقة سرعان ما تكشفت، وانفضح زيفه.
أما في مستشفى ناصر، فعجز تماماً عن فبركة أي رواية تُبرر جريمته، ولم يتوقف الأمر عند هذه المستشفيات، بل امتد إلى منشآت طبية أخرى قام بتخريبها وتدميرها، بحثاً عن أي ذريعة، دون أن ينجح في إقناع أحد.
وشدد المكتب على أن ألأكثرخطورةهوأنالكيان الصهيونينفسهأعلنسابقاًنيتهإسقاطالمنظومة الصحية في قطاع غزة، وأقر باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تزن أكثر من 40 طناً لتدمير البنية التحتية للمستشفى الأوروبي، فكيف تُعرض جثامين سليمة وغير محترقة في موقع يزعم الكيان إنه قصفه بهذه الشراسة؟ هذا وحده يكشف الكذب والتمثيل.
إلى ذلك، قال البيان إنه “حتىفيتفاصيلالفيديو، يمكن رصد فبركة واضحة: في الثانية 14 ينتقل المشهد فجأة إلى لقطة أخرى مختلفة تماماً في الثانية 15، مما يدل على قصٍّ ولصقٍ غير احترافي. وعندما طلب صحفيون أجانب النسخة الكاملة للفيديو، رفض الكيان ذلك، ما يدل على خوفه من افتضاح التلاعب.
وأضاف أن الاحتلالنفسهصرّح في مناسبات سابقة أنه استهدف مقاومين على بُعد أكثر من نصف كيلومتر من المستشفى الأوروبي، وهذه مسافة بعيدة تماماً عن حرم المستشفى، فهل يُعقل أن يكون نفقٌ في قلب مؤسسة صحية يعجّ بالحركة اليومية دون أن يلحظه أحد؟
ووجه المكتب الحكومي”نداءًلأبناءشعبناالفلسطينيالعظيم:لاتنخدعوابرواياتالاحتلالالمفبركة،ولاتنجرّواخلفالشائعاتالتييروجهابعضالإعلاميينالسطحيينالذينيعتدّونويستندونبمقاطعالاحتلال”الإسرائيلي”ويهاجمونمقاومتناالباسلة.الحذرمطلوب،والوعيهوخطالدفاعالأول”.
وفي ختام البيان، قال المكتب:إنهذهالأكاذيبلنتُخفيجريمةالاحتلالالكبرىفياستهدافالمنظومةالصحيةوارتكابجرائمحربممنهجةبحقالمدنيينوالمرافقالمدنيةوالحيوية.
الأورومتوسطي يتهم العدو بتكرار الأكاذيب
إلى ذلك اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، قوات العدو الصهيوني بتكرار الأكاذيب الدعائية في مقطع مصور زعم فيه اكتشاف نفق قرب المستشفى الأوروبي في جنوب قطاع غزة، مؤكدًا أن المقطع “مفبرك ويفتقر لأي دليل حقيقي”.
وقال المرصد في تعليق له عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن ما ورد في الفيديو لا يختلف عن الروايات السابقة التي استُخدمت لتبرير اقتحام مستشفيي الشفاء والنصر، والتي تبيّن لاحقًا – باعتراف الاحتلال ذاته – أنها عارية عن الصحة.
وأضاف أن “الفتحة الظاهرة في المقطع لا تُظهر نفقًا بأي شكل، فهي لا تتضمن سُلّمًا، ولا يمكن أن تُستخدم لنقل مقاتلين صعودًا أو نزولًا، فضلًا عن استحالة حفرها في مستشفى مزدحم دون ملاحظة الطواقم الطبية أو المرضى”.
ورجّح المرصد أن تكون الفتحة الظاهرة في المقطع مجرد أنبوب صرف صحي أو منشأة أنشأتها قوات العدو مؤخرًا في محيط المستشفى بهدف صناعة رواية دعائية.
وأشار إلى تناقض لافت في رواية قوات العدو، إذ أوضح بنفسه أن استهداف محمد السنوار تم على بعد أكثر من 500 متر من المستشفى الأوروبي، “وهي مسافة تُعادل تقريبًا المسافة بين مقر قيادة العدو في تل أبيب ومجمع عزرئيلي التجاري أو مستشفى أسوتا هشالوم”، بحسب وصفه
وسبق أن نشرت قوات العدو الصهيوني مقاطع فيديو زعمت فيها أنها تُظهر نفقًا تابعًا لحركة حماس يقع تحت مستشفى غزة الأوروبي جنوب القطاع، وقالت إنها تُستخدم كمركز قيادة وتخزين للأسلحة وتنسيق الهجمات.
وبحسب زعم العدو، فإن النفق يحتوي على غرف عمليات ومعدات استخباراتية، ويقع مباشرة تحت المستشفى، أحد أكبر المرافق الطبية في غزة.
وتأتي هذه المزاعم في سياق حملة دعائية متكررة استخدمتها سلطات العدو في حروب سابقة، من بينها اتهامات مماثلة لمستشفيي الشفاء والنصر، ثبت لاحقًا زيف معظمها.
في المقابل، تشير تقارير حقوقية وشهادات ميدانية إلى تزايد اعتماد العدو على فبركة الأدلة لتبرير استهداف المرافق المدنية في غزة، إلى جانب استخدامه المتصاعد للمدنيين كدروع بشرية.