الخبر وما وراء الخبر

“حاملة” تضع خباياها و”ديك” منتوف وحجَّاجٌ مكمَّمون

4

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

3 يونيو 2025مـ 7 ذي الحجة 1446هـ

أمريكا الصهيونيةُ من موقعِ المدافع.. تردُّ على فرنسا الصهيونيةِ في دورِ المُعاتب.. بأنه لن يكونَ هناك وجودٌ لدولةٍ فلسطينية.. لا اليومَ ولا غدًا.. إلا على أراضٍ فرنسيةٍ أَو على أوراق قراراتٍ أممية.. أَو في بياناتِ قممِ الأنظمة العربية.. أَو في تصريحاتِ بعضِ الرئاساتِ والوزاراتِ الأُورُوبية..

ذلك على الهامش.. وفي الميدانِ على إيقاع زفةِ نجاةِ ترومان من نيران اليمنِ ومن أعماقِ البحرِ الأحمر.. ما تزالُ الصحافةُ الأمريكيةُ تُخرِجُ ما يخفيه عسكرُها وتُحرِجُ مسؤولي إدارتِها المُهرِّجة.. فجولةُ العدوانِ على اليمنِ كلفت الطيرانَ الأمريكيَ أكثر من ثلاثةَ عشَرَ ألف طلعةٍ جوية، وأخرجت من مخازن السلاحِ أكثر من مليونِ رطلٍ من الذخيرةِ صُبَّ مُعظمُها على اليمن..

في فلسطين المحتلّة.. كيانُ العدوّ مُستمرّ في انتهاكاتِ قطعانِه لباحاتِ المسجدِ الأقصى المباركِ بطقوسٍ تلموديةٍ شيطانية.. مواصلٌ استهدافه لحُرمتِه ووجودِه ضمن مخطّط لا يوفرُ هدمَه وتدميرَه..

وفي فلسطينَ المذبوحةِ المُجوَّعة.. عاكفٌ في إبادتِه، منهمكٌ في وحشيتِه..

اليوم ينسفُ طيرانُه مسجدًا بدير البلح.. تقتلُ مسيراتُه طفلًا في تل الهوى.. وتقتلُ مدفعيتُه في المواصي أربعةً بينهم طفلةٌ معاقةٌ وتُصيبُ أكثر من عشرين..

واليوم أَيْـضًا رصاصُه أعدمَ أكثر من خمسةٍ وثلاثين فلسطينيًّا جائعًا بالقرب من مركزٍ معلنٍ للمساعدات غرب رفح..

لتصلَ حصيلةُ الشهداءِ من الجوعى المستهدفين أثناء تجمعِهم في مراكزِ الإغاثةِ خلال خمسةِ أَيَّـام فقط إلى نحو أربعمِئة شهيدٍ وجريحٍ جائعٍ عطشانٍ هائمٍ قتلوا بالجوع وبالرصاصِ وبالخِذلانِ.

وفي مقابلِ كُـلّ ذلك الإجرام والوحشية.. رجالُ اللهِ في غزةَ على الأرض لهم ثباتٌ يقهرُ غطرسةَ السفاح..

ولهم في الميدانِ بأسٌ ينكلُ بعجرفةِ المحتلّ.. كُـلّ فصائلِ الجهادِ والمقاومةِ حاضرةٌ بالفعل المُنكِّلِ بالعدوّ..

اليوم القسام تعلن والسرايا تُوثق.. وفي أنحاء القطاعِ نَسْفٌ لآلياتِ العدوّ وجرافاتِه وبَعْثَرَةٌ لتجمعاتِ عصاباتِه..

أما في مكةَ المسلمة.. فحجيجٌ عديدُهم بمثلِ ما يُعادلُ نصفَ عددِ المُجوَّعِين في غزةَ المسلمة.. يبيتون ويطوفون ويسعون ولكن.. لا يستطيعون التعبيرَ عن وجعِ المسلمِ المتضامنِ مع جوعِ المسلم.. لا التبرؤَ من أعداء الإسلام ومحتلّي المقدسات.. لا يستطيعون رفعَ دُعائِهم لأهلِ غزةَ إلا همسا.. ولا يستطيعون الردَّ على المُسيئين للأقصى وللنبي المصطفى إلا خِيفَةً وخُفْيَةً وإسرارا.. فعسى اللهُ أن يُحدثَ بعد هذا أمرًا.. لتنتصرَ غزةُ بالفرجِ العاجلِ والفتحِ القريب.. وتنهضَ الأُمَّــة على بصيرةٍ من أمرِها وبينةٍ من ربِّها.. وما ذلك على اللهِ بعزيز..