خبير عسكري: اليمن يفرضُ حظرًا جويًّا شاملًا على مطار اللُّد وعملياتُه المقبلة مدمّـرة لشريان العدو الاقتصادي
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
2 يونيو 2025مـ – 6 ذي الحجة 1446هـ
في خطوة تصعيدية لافتة، أعلنت القواتُ المسلحة اليمنية عن فرض حظر جوي كامل على مطار اللُّد المسمى صهيونيًّا “بن غوريون”، حَيثُ جاء هذا الإعلانُ في إطار أربع عمليات عسكرية متميزة ذكرها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، أمس، ما يدل على تحول ملحوظ في استراتيجية المواجهة.
وفي هذا السياق أشار الخبير العسكري العميد عزيز راشد، إلى أن هذه التطورات “تعكس تطور القدرات اليمنية في مجالات التكتيك والتخطيط والتنفيذ، وتهدف إلى إحداث ضغط كبير على الكيان الصهيوني اقتصاديًّا وعسكريًّا لإلزامه بالاستجابة لمطالب المقاومة ووقف عدوانه على غزة”.
وَأَضَـافَ راشد في حديثه لقناة “المسيرة” اليوم الاثنين، أن العمليات المتكاملة بين الطيران المسيّر والقوة الصاروخية “تُظهر القدرة على التنسيق الفعال في توجيه الطائرات والصواريخ؛ ما يعكس قدرة اليمن في استهدافِ مواقعَ حيوية وأهدافٍ عسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، والتي تشمل مراكز التحكم والسيطرة، وأسراب الطائرات، والمرافق الصناعية والتكنولوجية”.
وفيما يتعلق بالدلالات الأَسَاسية للبيان والتوزيع الجغرافي للأهداف من يافا إلى أسدود وأم الرشراش، أشار راشد إلى أن ذلك “يعكس قدرةَ الأسلحة اليمنية على اختراق نُظُمِ الدفاع الجوي لدى الكيان الصهيوني بما فيها الأمريكية، ويعد مؤشرًا على وجود ثغرات كبيرة في تلك المنظومات”.
وأكّـد أن “الأهداف التي تم اختيارها لهذه العمليات تحدّد الاتّجاهات المستقبلية وتُدخل الخوف في قلوب العدوّ؛ ما يعكس قدرة اليمن في التخطيط وإرباك العدوّ على الأصعدة النفسية، العسكرية والأمنية، ويبرز أن العدوّ لم يعد في مأمن”.
وبخصوص تنوع الأسلحة، أوضح راشد أن “نوعية بعض الأهداف، مثل مراكز التخطيط والقيادة والسيطرة والاستخبارات وأسراب الطائرات ومستودعات الذخيرة، يمكن استهدافها بالطائرات المسيّرة فقط، بينما تستدعي المطارات والموانئ استخدام الصواريخ الباليستية والفرط صوتية التي تحتوي على رؤوس حربية كبيرة ومتنوعة”.
وأشَارَ إلى أن اليمن دخلت “مرحلة حساسة والكيان الصهيوني مقبل على ضغط اقتصادي أكبر وعمليات كبيرة وفعالة”.
واعتبر أن “تصريحات الرئيس المشاط ومصدر وزارة الدفاع اليمنية، تحذيرات بالغة الأهميّة، صدرت عن أعلى المستويات ذات الصلة، مُشيرًا إلى أهميّة التعاطي الإيجابي لشركات النقل الجوي والبحري مع هذه الرسائل الجدية”.
وتابع راشد بالقول: إن “هذه التصريحات تُظهِر تصاعد استهداف العدوّ، في المرحلة المقبلة، وتدلّ على نشر المنصات الدفاعية والإطلاقة للصواريخ، لتُفشِلَ طيران العدوّ وتحوله إلى مسخرة باستهدافها خارج الأجواء اليمنية، مع التركيز على مضاعفة الضربات على الموانئ والمطارات، أمام فشل تام للصواريخ الاعتراضية للكيان الصهيوني.
ومع فرض حظر جوي كامل على مطار اللُّد وتنفيذ ضربات مدمّـرة للموانئ والمطارات، يبدو أن الكيان الصهيوني يواجه خيارات صعبة، فهل ستجبر هذه الضغوط المتزايدة الكيان على التراجع ووقف عدوانه على غزة، أم أن المنطقة ستشهد تصعيدًا أوسع؟ “ما على الصهاينة إلا تحسس رؤوسهم”، هكذا اختتم العميد راشد حديثه؛ ما يعكس جدية التهديدات اليمنية.