ما دلالات وأبعاد التحذيرات اليمنية لكيان العدوّ الإسرائيلي؟
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
1 يونيو 2025مـ – 5 ذي الحجة 1446هـ
تقريــر || عباس القاعدي
تشكِّلُ التصريحاتُ المتتاليةُ من القيادة الثورية والسياسية والعسكرية بشأن التصعيد ضد كيان العدوّ الإسرائيلي بدايةً لمرحلة جديدة ستؤدي إلى خلق معادلات ردع في مجالات المعركة الجوية، بالإضافة إلى استهداف العمق الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار، يشير الخبير العسكري زين العابدين عثمان إلى أن “المعادلة الأَسَاسية التي طرحها الرئيس المشَّاط تتعلَّقُ بتحديد المسارات الجوية التي تعتمدها الطائرات الحربية لكيان العدوّ الإسرائيلي خلال أي هجوم على بلادنا”.
وأوضح أنه “من المهم التأكيد على أن هذه المسارات ستكون محظورة أمام جميع شركات الطيران الدولية؛ مما يسهِّلُ على دفاعاتنا الجوية مهمة التصدي وإسقاط هذه الطائرات، والتي كانت تلجأ عادةً لاستخدام الطائرات المدنية كوسيلةٍ للاختفاءِ والتمويه”.
وأكّـد أن “أي اعتداء جديد من العدوّ الصهيوني سيواجَهُ باهتمام من قبل الدفاعات الجوية اليمنية، والتي ستذهِلُ العالم بقدرتها على التعامل مع كافة أنواع الطائرات العسكرية”، منوِّهًا إلى أن “الأنظمة الدفاعية اليمنية باتت تمتلك تقنياتٍ للكشف وصواريخ أرض-جو قادرة على مواجهة الطائرات ذات السرعات والارتفاعات العالية بين 15 و20 كم، بما في ذلك طائرات الشبحF-35، التي أثبتت التجاربُ إمْكَانية اليمن في إسقاطها بشكل دراماتيكي”.
صواريخ انشطارية.. ما المخاطر؟
وأبرز عثمان أهميّة توضيحِ مصدرٍ في وزارة الدفاع والتصنيع الحربي، السبت، والذي يتعلق بتصعيد العمليات الهجومية تجاه العمق الإسرائيلي، مُشيرًا إلى أن “استخدام رؤوس انشطارية تحتوي على مجموعة من القنابل الصغيرة غير الموجهة المعروفة باسمMRV على أهداف كبيرة، مثل المطارات والقواعد العسكرية والمرافق الحيوية، يتطلب توزيع النيران لتحقيق أقصى تأثير”.
وشدّد على أن “القوات المسلحة اليمنية تستند إلى هذه التقنيات في أنظمة الصواريخ لزيادة فعاليتها ضد الأهداف، وتوسيع نطاق الأضرار التي تلحق بالمستوطنات التابعة للعدو الإسرائيلي في حال تمت مواجهة الهجوم”، موضحًا أنه “في حال تعرَّض الرأسُ الحربي لأي نوع من الاعتراض، فَــإنَّ القنابلَ الصغيرة ستنفصلُ وتنتشِرُ في اتّجاهات متعددة؛ مما يؤدِّي إلى توسيع نطاق النيران، ويصبحُ من الصعب استبعادُ إمْكَانية إصابة أهداف صهيونية مباشرة في أية عملية مستقبلية”.
وأشَارَ إلى أن “محاولات التصدِّي التي تقوم بها أنظمة العدوّ الإسرائيلي أصبحت محصورة في العُمق، وبالتحديد في أجواء [يافا، وعسقلان]، وهذا يضع تلك الأنظمة تحت ضغط عملياتي كبير، حَيثُ تتراجع قدرتُها على المناورة كلما اقتربت المسافة؛ مما يزيد من احتمالات حدوث قراءات غير دقيقة من الرادار، وبالتالي ترتفع نسبة فشلها وانخفاض فعاليتها بشكل ملحوظ”.
وأكّـد أن “الصواريخَ اليمنية، مع كُـلّ عملية هجوم، تصلُ -بفضل الله- إلى أعمق مناطق الكيان الصهيوني، مستهدفةً النقطةَ المحدَّدة، أما عملياتُ الاعتراض التي ينفذها العدوّ، فتحدث عندما تقترب الصواريخ من نهايات مسارها؛ أي عندما تتجه نحو أهدافها. وهذا يمنحها مرونة أكبر في تجنب الاعتراضات، ويزيد من دقتها في الاصطدام بالأهداف، كما ظهرت نتائج استهداف مطار اللُّد المسمَّى احتلاليًّا (بن غوريون)”.
وبحسب ما ذكره عثمان، فَــإنَّ “عمليات استهداف مطار اللُّد والضربات المتكرّرة تعكسُ مستوى القوة التي تفرضها قواتنا المسلحة، وتؤكّـد مرةً أُخرى أن جميع الأهداف في مناطق يافا وحيفا المحتلّتين، إضافة إلى البنية التحتية الاقتصادية والنووية للعدو، تقع ضمن نطاق رؤيتنا النارية. وبفضل الله، يمتلك جيشُنا القدرةَ على اتِّخاذ قرار الضربات في أية لحظة”.