السيد القائد: المجاهدون في غزة جبال من الصمود ولو توفر لهم الدعم لكان الوضع مختلف تماماً
ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
29 مايو 2025مـ – 2 ذي الحجة 1446هـ
انتقد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- الصمت التام للمسلمين في مقابل تحرك اليهود الصهاينة، الذين نفذوا أكبر الاقتحامات بالآلاف للمسجد الأقصى وساحاته.
وأشار السيد القائد إلى قيام اليهود الصهاينة بتنفيذ أكبر عمليات اقتحام للمسجد الأقصى، حيث رفعوا أعلام إسرائيلية وصهيونية داخل المسجد، وارتكبوا عمليات اقتحام وقحة منذ احتلال القدس، بما في ذلك أداء طقوس دينية يهودية في باحات المسجد، خاصة بجانب حائط البراق”.
وأكد أن “الهدف من ذلك هو طمس الهوية الإسلامية للمسجد، ومحاولة تثبيت الطابع اليهودي الصهيوني عليه، متجاهلين تمامًا أهمية المسجد كرمز إسلامي، ومهملين القضايا الدينية والتاريخية، في ظل انشغالهم بالمظاهر الاحتفالية والرقصات الساخرة والتباعد عن القضية الأساسية”.
وتحدث السيد القائد في خطابه عن طبيعة أفعال وأقوال اليهود وكيف يسيئون إلى النبي محمد -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم- موضحًا أنهم “من خبثهم وحقدهم ليس غريباً عليهم أن يصدر منهم مثل هذه الإساءات، نظرًا لما هم عليه من كفر وشر وإجرام وطغيان”.
وأكد أن “هذا السلوك ليس مستغربًا منهم، خاصة وأن الله أخبرنا في القرآن الكريم عن مدى إساءتهم إلى الله، وملائكته، وأنبيائه، حيث لديهم سجل إجرامي يتضمن قتل الأنبياء، بالإضافة إلى الإساءة اللفظية إليهم”، مذكراً بأن “التلمود، وهو كتاب يهودي، وثقافتهم المحرفة والخرافية، تحتوي على العديد من الإساءات إلى أنبياء الله، حيث يسيئون إليهم بأبشع وأقذر العبارات، ويفترون عليهم افتراءات بهدف تشويه سمعتهم”.
وفي المقابل، عبر السيد القائد عن استيائه مما “يُلاحظ أن العرب والمسلمين بشكلٍ عام، يتسمون بالتخاذل والسكوت تجاه هذه الإساءات، رغم أنها تأتي في إطار عدائي وحركي ضد الأمة الإسلامية، وهو أمر لا يثير استغرابهم واستنكارهم، إذ كان من المفترض أن يكون هناك رد فعل قوي ومستنكر تجاه هذه الأفعال العدائية”.
ولخص هذه الحالة المتدهورة جدًا التي وصل إليها المسلمون بقوله: “حيث يفقدون الاهتمام بدينهم، ودنياهم، ومقدساتهم، مما يجعلهم في وضع مؤسف وخطير، ويعرضهم لمطامع الأعداء ويهدد وحدتهم وعلاقتهم بالله سبحانه وتعالى”.
وأشار إلى أن “هذه الحالة لم تصل إليها شعوب أو أمم أخرى، حتى المشركين، الذين لم يكونوا بهذا المستوى من الاستهتار واللامبالاة تجاه معتقداتهم ومقدساتهم، على الرغم من أن تلك المعتقدات كانت باطلة”.
وذكر السيد القائد الأمة بما ورد في “القرآن الكريم والعديد من الآيات التي تتحدث عن هؤلاء المشركين، حيث كانوا ينهضون ويستنفرون من أجل الدفاع عن أصنامهم ومعتقداتهم الباطلة، ويقاتلون ويفعلون كل شيء من أجلها، مع أن تلك المعتقدات كانت تعتمد على الباطل”.
ولفت إلى أنهم “كانوا يغضبون من أجل مقدساتهم، كما في قصة نبي الله إبراهيم -عليه السلام- حيث أمروا بحرقه دفاعًا عن أصنامهم، وطلبوا من أنصارهم أن ينصروها إن كانوا فاعلين، مؤكدين على عدم التساهل أو التهاون مع الاستهداف لها، وأن يكون هناك موقف حاسم أمام أي اعتداء على الكفر والشرك”.
في المقابل، تساءل السيد القائد عن “كيف يمكن أن يصل من ينتمي إلى الإسلام، وهو الدين الحق، ومقدساته، أعظم المقدسات، إلى حالة من اللامبالاة والتفريط، وهو ما يعكس خطورة الحالة التي وصل إليها المسلمون، ويبرز الحاجة إلى يقظة ووعي ودفاع عن الدين والمقدسات”.
ولخص السيد القائد في سياق خطابه المشهد العملياتي لجيش العدو وقوى المقاومة داخل غزة، مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي، “على الرغم من قيامه بإرسال خمس فرق عسكرية بهدف القضاء على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والسيطرة الكاملة على القطاع، إلا أنه يعاني من ضعف عسكري واضح أمام صمود وبطولة المجاهدين في القطاع”.
وأكد أنه “بالرغم من محدودية الإمكانات المادية، إلا أن المجاهدين يواجهون العدوان بصمود عظيم، حيث يردون على الهجمات الجوية والبرية والبحرية بشكلٍ فعال”، مشيراً إلى أن “العدو يحاول تعويض هزائمه من خلال جرائم كبيرة، وتشمل الإبادة الجماعية، والتجويع الشديد، واستهداف المستشفيات والنازحين، وغيرها من الأعمال العدوانية”.
وعن مستوى الصمود لدى المجاهدين، رغم قلة الموارد، قال السيد القائد: إنهم “جبال من الصمود، ويُعتبر دليلاً على نجاح هذا النموذج المقاوم، الذي يستحق الدعم والمساندة من الأمة”، حيث لو توفر له الدعم الكافي، لكان “الوضع مختلفًا تمامًا، مما يعكس أهمية تعزيز هذا الصمود لمواجهة العدوان بشكلٍ أكثر فعالية”.