الخبر وما وراء الخبر

مظاهرات النساء تعمق مأساة “الجوع” في المحافظات المحتلة

4

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

27 مايو 2025مـ 29 ذي القعدة 1446هـ

تقرير || محمد ناصر حتروش

تتصاعد الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي السعوديّ إزاء تدهور الوضع المعيشي وتردي الخدمات الأساسية.

وتخرج المظاهرات الشعبية الغاضبة من وقت إلى آخر، تنديداً بحكومة المرتزِقة وسياسة الاحتلال للمطالبة بوقف الانهيار الاقتصادي وتوفير الخدمات الأساسية، غير أن الاحتلال وبدلاً من البحث عن حلول تسهم في تخفيف معاناة المواطنين، يوعز إلى أدواته القيام بقمع المظاهرات، والسجن لكل من يدعو إليها.

وإزاء تصاعد موجة الاعتقالات ضد الناشطين والنخب السياسية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية ووصولها إلى عامة الناس، ظهرت في عدن المحتلة مؤخراً مظاهرات شعبية تقودها آلاف النساء.

وعلى الرغم من مساعي المرتزِقة في قمع المظاهرات النسائية، الا أن تلك الاحتجاجات توسعت رقعتها الجغرافية لتشمل محافظات: [أبين ولحج وتعز] وغيرها من المحافظات المحتلة.

ووفقاً لمكتب الإعلام في محافظة أبين فإن الانهيار المعيشي والاقتصادي الذي يعاني منه المواطنون في المحافظات الجنوبية المحتلة ناجم عن الفساد وتقاسم المصالح، ونهب الإيرادات العامة للدولة بين قيادة المرتزِقة، موضحاً أن المؤشرات تفيد بأن الوضع يتجه للأسوأ في ظل عجز ما يسمى بحكومة المرتزِقة في إيجاد أية معالجات لوقف الانهيار الناتج عن مضاربة فرع البنك المركزي في عدن بالعملة عبر المزادات العلنية الأمريكية”.

ويشير المكتب إلى أن العدوّ الذي عطّل موانئ ومصافي عدن هو ذاته من نهب ثروات النفط والأسماك والمعادن، وهو ذاته من حول ميناء بلحاف إلى قاعدة عسكرية إماراتية، وحول مطارات الريان والغيضة إلى قواعد عسكرية وغرف عمليات عسكرية للعدو الأجنبي، لافتاً إلى أن معاناة أبناء الجنوب هي من صنع الاحتلال وأدواته.

 

 

هبة شعبية لإنهاء الاحتلال

ومن الأسباب الناتجة عن ذلك، قيام المرتزِقة بالاستمرار في صرف رواتب لكبار المرتزِقة بالدولار الأمريكي، وبالتالي فإن ما يحدث من انهيار يدار بشكل رسمي من قبل العملاء الذين يتسابقون على شراء الدولار الأمريكي بأعلى سعر من السوق السوداء، ويتم نقل تلك الأموال للخارج لتأمين مستقبل المرتزِقة”.

وفي حين يقبع قادة المرتزِقة في فنادق الرياض ومصر وتركيا وغيرها من دول العالم، يزداد التدهور الاقتصادي في المحافظات المحتلة؛ إذ أن قيمة المواد الغذائية الضرورية للحياة وصلت إلى أرقام قياسية أثقلت كاهل المواطن.

وبحسب مواقع اقتصادية، فإن كلفة كيساً واحداً من القمح تصل إلى (50,000) ريال يمني، في حين تبلغ كلفة دبة واحدة من البنزين 20 لتراً إلى (36,000) ريال، وهو ما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون في تلك المحافظات.

وأمام الوضع المأساوي، يصبح أبناء المحافظات المحتلة أمام خيارين: إما إعلان ثورة جياع للدفاع عن حق الحياة والعيش الكريم، أو الاستسلام وترك هوامير الفساد يعبثون بحياة الملايين من أبناء الجنوب.

 

انهيار أمني لافت

وإلى جانب التدهور المعيشي، تعيش المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي السعوديّ واقعاً أمنياً مزرياً، حيثُ وصل معدل الجريمة المنظمة إلى مستويات قياسية، ومن المتوقع مضاعفة معدل الجريمة، إذ أن المحافظات الجنوبية تشهد صراعات متعددة بين أقطاب المرتزِقة؛ الأمر الذي يعزز حالة الانفلات الأمني ويجعل من تلك المحافظات بؤرة للإجرام والاقتتال.

وفي هذه الجزئية يؤكد وكيل محافظة شبوة حمزة الحمزة، أن الغياب الأمني في المحافظات المحتلة يمثل حافزاً لانتشار عصابات السرقة والإجرام؛ الأمر الذي يفقد المواطنين شعورهم بالأمن والأمان.

وفي حديث خاص “للمسيرة نت” يرى الحمزة أن استمرار الاحتلال السعودي والإماراتي لعشرة أعوام وفشل أدواتهما في إدارة المحافظات خلق وعيًّا شعبيًّا لدى أبناء الجنوب المحتل بضرورة نيل الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال.

ويحمل الحمزة تحالف العدوان مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية بسبب الحصار البحري والجوي، وتدمير البنية التحتية، ومنع وصول المواد الأساسية مثل الوقود والأدوية، حتى في المناطق التي تسيطر عليها، ما أدى إلى مجاعة جماعية وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية، معتبراً تلك العوامل أحد دوافع التجمهر الشعبي الغاضب في المحافظات المحتلة، لافتاً إلى أن مسيرات الغضب تأتي كرد فعل طبيعي على سياسات التحالف الإجرامي السعودي الإماراتي التي تجسد “عدوانًا استعماريًّا” يستهدف اليمن وهويته.

ويعتبر تلك الاحتجاجات مؤشرًا على صمود الشعب وقدرته على إفشال المشاريع الخارجية، مما يعزز وحدة اليمنيين والتفافهم حول المكون السياسي الوطني والحر المتمثل في القيادة السياسية في صنعاء.

ويؤكد الحمزة أن تصاعد الاحتجاجات سيُضعف قبضة حكومة المرتزِقة على المناطق المحتلة، ويُعزز الانقسامات الداخلية بين فصائل التحالف، ما قد يُسرع بانهيارها في القريب العاجل بإذن الله.\