الخبر وما وراء الخبر

كيف تستفيد المقاومة الفلسطينية من العمليات اليمنية المساندة لغزة؟

5

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
26 مايو 2025مـ – 28 ذي القعدوة 1446هـ

ماذا لو حدث فصلُ الجبهة اليمنية عن مساندة غزة؟

تساؤلٌ يثير الكثير من الهواجس والقلق لدى الفلسطينيين أنفسهم، ولدى جمهورٍ واسعٍ من محور المقاومة وأحرار العالم؛ فالنتائج على الميدان ستكون وخيمة على المدنيين في غزة.

وتنبع أهميّة التساؤل من أهميّة الموقف اليمني المشرِّف مع غزة على كافة المستويات، ولا سيما الموقف العسكري؛ فالصواريخ اليمنية التي تصل إلى عمق كيان العدوّ تشكل أبرزَ عوامل إفشال خططه الاستراتيجية في قطاع غزة، وفي مقدمتها تهجير المدنيين من القطاع، وُصُـولًا إلى تغيير وجه المنطقة، وفقَ ما يريده الكيان المؤقت، ومجرمُ الحرب نتنياهو.

في الإطار؛ يرى الخبير والمحلّل العسكري العميد مجيب شمسان، أن “العلاقة بين العمليات الإسنادية اليمنية وبين الواقع الميداني والإنساني في قطاع غزة متكاملة ومترابطة، فالله عز وجل يساند جميعها”، مُشيرًا إلى أن “كُـلّ خطوةٍ يقوم بها الكيان تصعيدًا، ترد القواتُ المسلحة اليمنية عليها بالتصعيد، وهنا تكون نقطة الاستفادة، والتقاط الفرصة من قبل المقاومة في قطاع غزة”.

ويشير “شمسان” إلى أن “الضغط الشديد الذي يمثله الموقف اليمني، سواءٌ على المستوى السياسي، أَو الأمني أَو العسكري، ينعكسُ على أداءِ المقاومة الفلسطينية في الميدان”، مؤكّـدًا أنه “لو تم فصلُ جبهة اليمن عن جبهة غزة لكان الأمر مختلفًا تمامًا؛ لأَنَّه مع كُـلّ صاروخ يصل إلى عمق الكيان، تتوسع أمامه دائرةُ الفشل للعدو الإسرائيلي، وتتراكم لديه الصورة بأنه “لا يستطع أن يحقّق إنجازًا”.

وبالنسبة للكثير من المتابعين والخبراء السياسيين والعسكريين؛ فهم يدركون جيِّدًا أن اليمن أحدث انقلابًا في موازين المعركة، وأن العثرات التي ترافق كيان العدوّ سببُها الجبهة اليمنية، وهذا الإدراك ينطبق كذلك على قادة المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسهم حركة حماس، التي لا تتوقف عن تقديم الثناء والمدح لأنصار الله، وتصفهم دائمًا بـ “إخوان الصدق”.

المجاهد أبو عبيدة بدوره؛ قال في منشورٍ سابق: “لا زال إخوان الصدق في اليمن يصرّون على شلّ قلبِ الكيان الصهيوني؛ وقوفًا إلى جانب غزة التي تتعرض لحرب إبادة شعواء، رغم دفعِهم ضريبةً باهظةً من دمائهم العزيزة ومقدرات بلدهم الشقيق جراء هذا الوفاء لفلسطين والأقصى”.

وأكّـد أن “فلسطين وشعبها لن ينسَوا هذه الوقفة المشرِّفة إلى جانبهم، وتلك العزيمة الصُّلبة التي تبشِّرُ بخيرية هذه الأُمَّــة، وقدرتها على زعزعة أمن هذا الكيان إذَا توفّرت الإرادَة والإيمان مع القدرة على الفعل مهما كان متواضعًا”.

هذا التوصيف من الناطق العسكري باسم كتائب القسام؛ لم يكن ليحدث لولا فاعلية العمليات اليمنية، وتأثيرها على كيان العدوّ، والمغتصِبين الذين يهرعون إلى الملاجئ مع إطلاق صفارات الإنذار ووصول الصواريخ اليمنية إلى عُمق كيان العدوّ.

وفي ذات السياق؛ يرى الخبير العسكري “شمسان” أن “هروبَ المغتصبين إلى الملاجئ يعني فشلًا لسلطات كيان العدوّ السياسية والعسكري والأمنية، وهذا ينعكس حتى على مستوى الأداء الميداني”.

ويُبيَّن أنه “لا أفق في استمرار هذه المعركة طالما هناك ضغطٌ مُستمرّ وتهديد وجودي يتعلق أولًا بإسقاط مفهوم الأمن، ولا يمكن أن تتحقّق أيٌّ من الأهداف التي يسعى الكيان الصهيوني لتحقيقها لا على المستوى القريب ولا على المستوى الاستراتيجي في ظل استمرار العمليات اليمنية”.

وخَلُصَ العميد “شمسان” بالقول: إن “العملياتِ اليمنيةَ قضت على مفهوم السيطرة والسيادة المطلقة للكيان الصهيوني على البحر الأحمر، ومشروع البوابة الجنوبية التي أطلقها قبل سنوات، وتمكّنت القوات المسلحة اليمنية من إلحاق هزيمة مدوية بالبحرية الأمريكية ستظل تداعياتها تتصاعد على الأمريكيين أنفسهم، وعلى الكيان المؤقَّت”.