الحداد للمسيرة: ورقة ميناء حيفا تضع العدو الصهيوني أمام تهديد شامل طويل الأمد
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
25 مايو 2025مـ – 27 ذي القعدوة 1446هـ
ميناء حيفا الاستراتيجي أشبه ما يكون حقلًا واسعًا من الألغام والمتفجرات التي تهدد كل مفاصل العدو الإنتاجية والحيوية، فضلاً عن اعتباره في أوسط الغاصبين قنبلةً موقوتةً تَقظُ مضاجعهم.
يتواجد في الميناء منشآت عدة للنفط والغاز والبتروكيماويات ومواد الأمونيا القابلة للانفجار الشديد، وكل المواد القابلة للاشتعال، ويكفي أن يُترك كل مرفقٍ صاروخٌ واحدٌ أو رصاصة ثقيلةٌ لإشعال نيران عملاقة، وإحداث انفجار هائل.
هاجس استهداف الميناء ظل مصدر رعب يؤرق العدو على كل المستويات، ويثير الهلع في صفوف قطعانه الغاصبين إبان عمليات حزب الله الصاروخية خلال العدوان الصهيوني على لبنان، لكن ما لبثوا حتى أعادت القوات المسلحة اليمنية الخطر إلى الواجهة من جديد، وبلهجة أشد، ومعطيات تؤكد أن اليمن إذا قال فعل.
وفي هذا الصدد، يتحدث لقناة المسيرة الخبير الاقتصادي رشيد الحداد بقوله إن فرض اليمن الحصار على ميناء أم الرشراش جعل العدو الصهيوني يصب جُل اعتماده على ميناء حيفا، حتى صار مرتكزًا لكل أنشطته الاقتصادية والحيوية والعسكرية والإنتاجية المتعددة.
ويلفت الحداد إلى أن وصول الصواريخ اليمنية إلى ميناء حيفا يعني فرض معادلة اقتصادية جديدة على العدو، وستظل ثابتةً لوقتٍ طويل يثخن الكيان الصهيوني بالجراح، وينهكه بالنزيف الشامل.
يوضح أن الميناء يضم مصافي مهمة جداً تغذي العدو بـ60% من احتياجاته النفطية والغازية، مؤكداً أن فرض الحظر عليه سوف يسبب أزمات نفطية خانقة في عموم مدن فلسطين المحتلة، فضلاً عن توقف محطات الكهرباء والمصانع المحيطة بالميناء.
وينوه إلى أن ميناء حيفا في نظر الصهاينة عبارة عن برميل بارود قابل للاشتعال والانفجار في أقرب عملية تطاله، ما يجعلهم يعيشون حالةً دائمةً من الرعب والهلع.
ويشير الحداد إلى مصانع البتروكيماويات وخزانات الأمونيا، التي تضاعف الأخطاء الجسيمة على العدو.
وفي السياق، يؤكد الحداد أن مختلف قطاعات العدو ستتضرر بشكل كبير عند أي ضربة للميناء، مشيراً إلى أن مدن فلسطين المحتلة سوف تعاني من أزمة تموينية خانقة في السلع الغذائية، خصوصاً وأن الكيان الصهيوني يعتمد على أوروبا وأمريكا لاستيراد الغذاء عبر المتوسط.
ويصف الحظر على الميناء وقطع سلاسل توريد العدو بـ”قطع الحبل السري بين الكيان الصهيوني والغرب وأمريكا”.
وإلى كل ذلك يرى الحداد أن تعطيل الميناء سيقود العدو لتسريح الآلاف من عماله على غرار ما جرى في ميناء أم الرشراش، وهذا بدوره سيؤثر على “الناتج المحلي” ويخفي السلع من الأسواق ويرفع أسعار الموجود منها مع أزمة مصاحبة، وصولاً إلى ارتفاع التضخم الاقتصادي أكثر من كل ما قد مضى.
ويعرج على الأزمات التي كان العدو الصهيوني يعاني منها بشكل كبير خلال زخم العمليات اليمنية واللبنانية والعراقية، مؤكداً أنه كان يحرص على التكتم والاستعانة بالنظام الإماراتي والواردات التركية من الخضروات والأغذية الطازجة لتخفيف حدة معاناته.
ويؤكد أن الاستثمار سينهار بشكل أكبر، وقد تتوقف صفقات الأسلحة ومصانعها، كون العدو يعتمد على ميناء حيفا كشريان لاستيراد الأسلحة وتصديرها.
الكثير من المعطيات تؤكد أن اليمن بطرحه لورقة ميناء حيفا جعل العدو الصهيوني على موعدٍ مع تهديد طويل الأمد، سواء تم استهدافه في الفترة المقبلة، أو تم تأجيل ذلك حال تنحى الكيان الصهيوني عن إجرامه في غزة، وفي كلا الحالتين تكون القوات المسلحة قد أوصلت الرسالة وأجبرت العدو على إعادة حساباته، نحو تحقيق هدف الردع المنشود، وهو وقف العدوان على شعب فلسطين المحاصر في القطاع.