الخبر وما وراء الخبر

السيد القائد: معركتنا مع العدو الإسرائيلي فَتحٌ إلهي وجهادٌ لا رجعة عنه

8

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
22 مايو 2025مـ – 24 ذي القعدوة 1446هـ

تقريــر ||عبد القوي السباعي

جدد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- موقف اليمن المساند لغزة بكل وضوح “لن نتراجع.. وموقفنا جهادي إيماني لا تهزه غارات العدو ولا تخيفه حاملات الطائرات”.

وشدد في خطاب تاريخي له اليوم الخميس على أن “معركة الفتح والكرامة، معركة جيل لا يعرف الانكسار، وراية لا تسقط مهما اشتدت العواصف”.

هذا التأكيد والإصرار على مساندة المظلومين في قطاع غزة، يضع العدو الإسرائيلي أمام مأزق حقيقي، لا سيما وأن الجبهة اليمنية، باتت تشكل أهم أوراق الضغط على المجرم نتنياهو لإيقاف العدوان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفيما تُدوّخ صواريخ اليمن الباليستية الصهاينة من نافذة يافا المحتلة، التي يطلق عليها العدو تسمية [تل أبيب] ومطار اللد “بن غوريون” وحيفا، فإن فاعلية وتأثير هذه العمليات لا يمكن تصوره، ومنها ما كشف عنه السيد القائد اليوم عن هروب مسؤول أمريكي بعد سماعه دوي صافرات الإنذار في فلسطين المحتلة للاختباء في ثلاجة تابعة للدجاج، نتيجة الخوف والهلع.

هذه الحالة تتكرر كثيراً لدى المغتصبين الصهاينة، لكن عدسات الإعلام لا تنقل منها سوى النزر اليسير، في حين أن المشاهد الموثقة قد أظهرت أكثر من مرة والصهاينة في حالة هروب، وانبطاح تحت السيارات، وصراخ، بمجرد فقط سماع دوي صافرات الإنذار، فما بالك لو كان هناك انفجارات عنيفة؟

وفي تطورٍ استراتيجي مزلزل، أعلن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله– عن مغادرة حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” للبحر الأحمر، حاملةً معها عنوان الفشل الذريع، بعد أن تلقت صفعة مدوية بخسارة ثلاثٍ من أهم مقاتلات سلاح الجو الأمريكي.

هذه العمليات المتتالية التي استذكرها السيد القائد ضمن تفاصيل خطابه الأممي، عصر الخميس، ليست سوى واحدة من سلسلة التحولات الكبرى التي يشهدها يمن الإيمان والحكمة، والتي تؤكد أن زمن الهيمنة الأمريكية والصهيونية يترنح أمام شعب الإيمان الجهاد، وصواريخ الإرادة والتصميم.

ثمانية صواريخ، منها ثلاثة فرط صوتية -تناولها حديث السيد- انطلقت هذا الأسبوع من اليمن، لتُعلن أن الجغرافيا لم تعد عائقًا أمام نيران العدل، وأن مطار اللد “بن غوريون” –رمز صلف الاحتلال– لم يعد بمنأى عن لهيب الرد اليمني.

آلاف الصهاينة هرعوا إلى الملاجئ، وشركات الطيران مددت تعليق رحلاتها فيما -علق السيد ضاحكًا- لقد هرب عضو في الكونغرس الأمريكي إلى “ثلاجة دجاج” احتماءً من صواريخ جاءت من اليمن لا من سماء “تل أبيب”، ما يعني أن “صواريخ اليمن تُخرج أمريكا من البحر الأحمر وتُدخل الكونغرس إلى ثلاجة دجاج!”.

السيد القائد لا يعطي المعلومات ويسردها كوقائعٍ أمنية فحسب؛ بل يصنفها كمؤشراتٍ على اختلال ميزان الرعب لصالح القوات المسلحة اليمنية، وعلى فشل منظومات الردع التي لطالما تغنّى بها العدو، والتي باتت اليوم عاجزة حتى عن حماية أبرز مطاراته.

العدوان الأمريكي-الصهيوني، وعبر شنه 22 غارة على موانئ الحديدة، كان هدفها محاولة إيقاف زخم الردع اليمني، إلا أن موقف السيد القائد كان حاسمًا بالقول: “فاشل تمامًا”.

لم يكن الرد العسكري فقط من نصيب العدو، بل الرد المعنوي أيضًا، حيث وجه السيد القائد تحية إجلال للمرابطين والعاملين في الموانئ، واصفًا صمودهم بالجهاد الحقيقي، وثباتهم بالمرابطة في سبيل الله، ما يدل على أن الجبهة اليمنية ليست فقط عسكرية، بل أخلاقية وروحية وإيمانية.

وعن التحرك الشعبي الذي شهدته مختلف المحافظات اليمنية، بواقع 1121 مسيرة وفعالية، لم يكن مجرد مشهد تعبوي، بل كانت رسالة واضحة بأن اليمن -من الريف إلى المدينة، من القبيلة إلى المؤسسة- قد توحد على نهجٍ واحد: “نصرة غزة وفلسطين”، ورفض الهيمنة الأمريكية، واستعداد دائم لتقديم الغالي والنفيس في سبيل الكرامة.

خروج “هاري ترومان” من البحر الأحمر يمثّل انعطافة استراتيجية في مشهد المواجهة الإقليمية، إذ أصبح اليمن، رغم الحصار والعدوان، قادراً على فرض معادلاتها، وتهديد المصالح الأمريكية والصهيونية في البر والبحر والجو، وبالتالي فالصواريخ اليمنية لم تضرب فقط المطار أو الحاملة، بل أصابت الغطرسة الأمريكية في مقتل، وكسرت هيبة منظومة الاحتلال بأكملها.

وفي تعبيرٍ يتجاوز الغضب، سلط السيد القائد الضوء على الدور العربي والأمريكي للعدو الصهيوني في مواصلة الإجرام والقصف الوحشي، مستفيدًا من المخازن الأمريكية التي توفر له الكمية الهائلة من القنابل والقذائف، كون تمويل هذا الإجرام من أموال عربية “تقدر بتريليونات من الدولارات”.

الجزء الكبير من الأموال العربية تذهب دعمًا للقنابل والقذائف التي تقصف ليل نهار قطاع غزة، هي بمثابة اشتراك في جريمة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في القطاع، ولو كانت هذه الأموال أو جزء منها يأتي من الضرائب الأمريكية “لكان الأمر مختلفاً”، وتقع المسؤولية الكبرى على العرب والمسلمين، من خلال التعاون والإسهام المالي.

عمومًا؛ فما بين مشهد الهارب الأمريكي إلى “ثلاجة الدجاج”، وصيحات الملايين في ساحات وميادين اليمن، ترسم المعادلة بوضوح: “أمريكا قشة” وتخسر هيبتها، و”إسرائيل” كيان مؤقت يفقد توازنه، واليمن يعلو بإيمانه وشعبه وقيادته.