الخبر وما وراء الخبر

السيد القائد: العدو الصهيوني يعوض الهزائم بالجرائم وهو أجبن جيش في العالم

2

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
22 مايو 2025مـ – 24 ذي القعدوة 1446هـ

اعتبر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أن الأسبوع الحالي يُعد من أشد الأسابيع دمويةً في تاريخ العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، حيث ارتقى أكثر من 3000 شهيدٍ غالبيتهم من الأطفال والنساء، وسط استمرار وجود جثث تحت الأنقاض تعذُّر وصول فرق الإسعاف إليها.

وفي خطابٍ له اليوم الخميس، بشأن تصعيد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وآخر المستجدات والاحداث، قال السيد القائد: إن “كيان العدو يعتمد سياسة التجويع والتعطيش كأدواتٍ حربيّة، إذ تُعاني الأسر الفلسطينية من مجاعة غير مسبوقة، مع وصول بعض العائلات إلى حدِّ تناول وجبة واحدة كل يومين، كما تتعرض المستشفيات للاستهداف المستمر، وتُمنع فرق الإسعاف من الوصول للمصابين، في حين تُمنع فرق الإغاثة من إدخال المساعدات الأساسية، ما يفاقم من الأوضاع الإنسانية”.

ووصف الأوضاع الإنسانية بالـ “كارثية”، مُحمّلاً الأنظمة العربية والإسلامية مسؤولية التخاذل عن دعم الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن “تصاعد وتيرة الإبادة الجماعية الممنهجة التي ينفذها كيان العدو الصهيوني ضد المدنيين في غزة، بالقصف المكثّف للمنازلَ السكنية ومراكز الإيواء والمستشفيات، أدى إلى إبادة عائلات بأكملها”.

من جهة أخرى، تطرق السيد القائد إلى جرائم العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية، ومنها تدنيس المسجد الأقصى، والاعتداءات على المصلين، وتهويد القدس عبر إنشاء مؤسسات استيطانية، واستمرار حملات الاختطاف والتدمير الممنهج في مدنٍ مثل جنين، منوهاً إلى أن جيش الاحتلال دمّر مئات المنازل وأجبر آلاف المدنيين على النزوح.

وسلّط السيد القائد الضوء على الإخفاقات العسكرية لكيان العدو الصهيوني، رغم الدعم الأمريكي غير المحدود، مؤكدًا أن جيش العدو الصهيوني يعوّض هزائمه الميدانية بارتكاب المزيد من الجرائم والإبادة ضد المدنيين العُزّل.

ووصف جيش العدو الصهيوني بأنه أجبن جيش في العالم، موضحاً أنه يعتمد على القصف العشوائي وتدمير البنى التحتية قبل التقدم، في الميدان، مستشهدًا بتصريحاتٍ غربيةٍ وصهيونيةٍ تعترف بفشل العدو في تحقيق أهدافه، ومنها تصريح رئيس الوزراء البريطاني الذي وصف القصف بـ”الإبادة الجماعية”، وإفادات جنود صهاينة اعترفوا بقتلهم الأطفال “لمجرد الهواية”.

وأعتبر الصمود البطولي للمقاومة الفلسطينية، خاصةً في معارك خان يونس وشمال غزة، أنه يُثبت تفوّق إرادة الشعوب على آلة الحرب الصهيونية، ومعنويات المجاهدين وما يمنحهم الله من الرعية الثبات والعزيمة.

جرائم تغطيها الأموال العربية:

وتناول السيد القائد الدور الأمريكي والمال العربي المساند للعدو الصهيوني في استخدام الإجرام والقصف الوحشي، مستفيدًا من المخازن الأمريكية التي توفر له الكمية الهائلة من القنابل والقذائف، حيث يتم تمويل هذه العمليات من أموال عربية “تقدر بتريليونات من الدولارات”.

وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه الأموال تأتي دعمًا لهذه القنابل والقذائف في قصف قطاع غزة، ما يؤدي إلى معاناة الأطفال والنساء، ويُعتبر ذلك بمثابة إبادة جماعية للشعب الفلسطيني في القطاع بتمويلٍ عربي، مؤكدًا أنه “لو كانت هذه الأموال أو جزء منها يأتي من الضرائب الأمريكية لكان الأمر مختلف”.

وأوضح السيد القائد أن لهذه الأفعال تأثيرات كبيرة جدًا على الاقتصاد الأمريكي، إلا أن المسؤولية الكبرى تقع على العرب والمسلمين، إذ يُعتبر دعم العدو الإسرائيلي من خلال التعاون والإسهام المالي، بمثابة مشاركة في العدوان، ما يضع عبئًا كبيرًا على العرب والمسلمين في مواجهة ذلك.

وعن مواقف الحكومات الأوروبية تجاه الحراك الشعبي الأوروبي الواسع وتفاعله مع المأساة الفلسطينية، أشار السيد القائد إلى وجود تصريحات رسمية أوروبية تعبر عن استنكار واحتجاج على الجرائم الصهيونية الفظيعة، إلا أن هذه التصريحات لا تعكس الموقف الفعلي للدول الأوروبية.

وأكد أنه “بالرغم من بعض الإدانات، فإن الدعم الحقيقي (لإسرائيل) لا يزال قائماً، خاصة من خلال تزويدها بالسلاح، وهو ما يظهر أن المواقف الإنسانية المعلنة لا تتماشى مع الأفعال على الأرض”.

التحيز المكشوف:

ولخص السيد القائد الأحداث البارزة التي تتعلق بمقتل عنصرين من الصهاينة في السفارة (الإسرائيلية) بواشنطن، إذ تسعى الولايات المتحدة إلى جعل هذا “الحدث قضية من قضايا القرن الحادي والعشرين والمشكلة الكبرى”.

وأشار إلى أن “المشكلة الأساسية تكمن في ردود الفعل، حيث يظهر أن رد فعل أمريكا وبعض الدول الغربية، خاصة في أوروبا، يتسم بالتحيز وعدم العدالة”، حيث يبدون دعمًا للظالمين ويقفون ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأكد أن حادثة “مقتل العنصرين الإسرائيليين تُستخدم كذريعةٍ لتضخيم الأمور، وتوظيفها لمواجهة أي اعتراض على الإبادة الجماعية في غزة”، لافتًا أنهُ “في أمريكا، يُنظر إلى هذه الحادثة على أنها قضية كبيرة تستدعي استنفار جميع الجهود الأمنية والعسكرية والإعلامية والسياسية، مع اتخاذ إجراءات ومواقف صارمة جدًا، بل أمريكا تستثمر هذه الحادثة ضد الحراك الشعبي بحجة معادات السامية”.

بالمقابل، “يُعتبر قتل وإصابة أكثر من 186 ألف شخص في غزة أمرًا عاديًا بالنسبة لهم، ولم يُصنف بعد كجريمةٍ أو إرهاب من قبل الأمريكيين”، ما يعكس ازدواجية المعايير وتجاهل العدالة في التعامل مع المجازر المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، والكلام للسيد القائد عبد الملك الحوثي.

السيد القائد رأى أن صمت الأمة العربية والإسلامية والعالم كلل يشكّل غطاءً لاستمرار الجرائم، مُستنكراً تحوّل مواقف الأنظمة إلى مجرد بيانات استنكار دون أي إجراء عملي.

ودعا السيد القائد الأمةَ الإسلامية إلى تحمُّل مسؤوليتها الدينية والإنسانية في دعم غزة، ومحذّراً من عواقب استمرار التخاذل الذي يُسهّل لكيان العدو تصعيد جرائمه تحت سمع العالم وبصره.