ما حقيقة الضغوط الأمريكية لإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
20 مايو 2025مـ – 22 ذي القعدوة 1446هـ
يتحَرّكُ العدوّ الإسرائيلي بكل جهد لتحقيق مكاسبَ عسكريةٍ على الأرض في قطاع غزة، لكنه يواجه صعوباتٍ جمَّةً، وفي مقدمتها الصمودُ الأُسطوري للشعب الفلسطيني من ناحية، والتكتيكات القتالية للمقاومة الفلسطينية في القطاع.
وأمام هذه المستجدات، “تسوّقُ واشنطن -عبر وسائل إعلامها- أنها “تضغط؛ مِن أجلِ إيقاف الحرب على غزة”، لكن هذه المزاعم لا يصدّقها أحد، لأسباب متعددة، من أبرزها أن أمريكا هي رأس الحربة في العدوان على غزة، ولو أرادت إيقافَها لفعلت دون تردُّد”، كما يؤكّـد الكاتب والباحث ثابت العمور.
ويؤكّـد العمور أن “الدعمَ الأمريكي اللامحدود لكيان العدوّ الإسرائيلي والصمت الدولي والعربي والإسلامي المطبق، قد شجَّعَ العدوَّ على ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية في قطاع غزة”، موضحًا أن “العقيدة والأيديولوجيا لكيان العدوّ الإسرائيلي قائمة على الانتقام وارتكابِ المجازر المروِّعة، وأن قطاع غزة يشهد حربَ إبادة جماعية لم يسبق لها مثيلٌ في التاريخ المعاصِر”.
ويبيِّنُ في حديثه لقناة “المسيرة” أن “العدوَّ الإسرائيلي لا يراعي أيَّةَ “مناطقَ إنسانية” يتواجدُ فيها النازحون”، مستشهدًا باستهداف جيش العدوّ الصهيوني للنازحين المتواجدين في مخيم النصيرات؛ ما أَدَّى إلى استشهاد مئات المواطنين، مؤكّـدًا أن “الحديث عن ضغوط أمريكية على الكيان الصهيوني أكبرُ أُكذوبة في التاريخ”.
وذكر أن “المقاومة الفلسطينية أفرجت عن أحد أهم الأوراق، وهو الأسير الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، كمبادرة حسن نية؛ فَبدلًا عن التعامل بالمِثل ردَّت أمريكا بسوء نية؛ إذ تتفرَّجُ على العدوّ الإسرائيلي وهو يمارسُ القتلَ الممنهجَ ضد الأبرياء من النساء والأطفال بشكل يومي”.
وَلَفَتَ إلى أنَّ “غالبية أبناء قطاع غزة نازحون، وأن نسبة 70 % من جغرافيا القطاع يعتبرها العدوّ الإسرائيلي مناطقَ عمليات عسكرية”، مبينًا أنه “لم يبقَ سوى ثُلُثِ القطاع منطقة غير عسكرية، وفيها يزدحم النازحون ولا يسْلَمون من القصف الصهيوني”.
ووفقًا للعَمُور فإنَّ “المجازر المروِّعة في قطاع غزة تتم بشراكة مباشرة أمريكية، وبمشاركة غير مباشرة تتمثّل في صمت بعض الدول، وخيانة البعض الآخر، وذلك من خلال تغريرها بالمقاومة والضغط عليها للإفراج عن الأسير الأمريكي ألكسندر”.
ويتفِقُ منسِّقُ المؤتمرَ الشعبي الفلسطيني عمر عَسَّاف مع العَمُور بأن “العدوّ الأمريكي شريك أَسَاسي لكيان العدوّ الإسرائيلي في إجرامه الوحشي في قطاع غزة”.
ويسرُدُ عسّاف عددًا من الشواهد في الدعم الأمريكي لكيان العدوّ، منها تحريكُ أمريكا ودولُ الغرب الأساطيلَ العسكرية؛ حمايةً للكيان الصهيوني، ناهيك عن تقديمها صفقاتِ الأسلحة، من بينها قنابلُ محرَّمةٌ دوليًّا لقتل الفلسطينيين، إضافةً إلى قيام الأمريكيين بتوفير الدعم المالي بمليارات الدولارات للصهاينة”.
ويشير في حديثه لقناةِ “المسيرة” إلى أن “زيارةَ الرئيس الأمريكي ترامب لدول الخليج لم تغيّر شيئًا من الواقع المأساوي في قطاع غزة، وَأن الإدارةَ الأمريكية تمارسُ سياسةَ الدجل والمراوَغة تجاه ما يحدث بالقطاع؛ لامتصاصِ موجة الغضب العالمي”.
ويرى أن “تمادي العدوّ الإسرائيلي في ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية وصل حَــدًّا لا يُطاق؛ ما أثار الغضب العالمي”، موضحًا أن “المواقف الأُورُوبية المطالبة بوقف العدوان على غزة تأتي نتيجةَ الضغط الشعبي والشبابي على تلك الأنظمة”.
ووصف عساف بعضَ المواقف الأُورُوبية التي أبدت نواياها لقطع العلاقات التجارية مع الكيان الإسرائيلي بالجيدة، والمتحدية للعدوّ الأمريكي والصهيوني، مؤكّـدًا أن “إيجابية تلك المواقف مرهونةٌ بتطبيقها عمليًّا”.