الخبر وما وراء الخبر

الحوثي: الموقف اليمني في البحر الأحمر يخدم الأمن القومي العربي

3

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
18 مايو 2025مـ – 20 ذي القعدوة 1446هـ

أكد عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، أن خيارات الشعوب كبيرة في مواجهة الإجرام الصهيوني الساعي إلى تصفية القضية الفلسطينية في ظل استمرار حرب الإبادة الصهيونية في قطاع غزة.

وقال الحوثي في مقابلة له على قناة “المسيرة” مساء اليوم الأحد إن هناك الكثير من الأشياء والأشكال التي بإمكانها أن تعبر عن غضب الشارع العربي وانزعاجه، وإن لم يكن هناك خروج إلى الشارع في بعض الدول الخليجية أو في بعض الدول التي لديها سيطرة أمنية كبيرة على شعوبها، لكن هناك كثيرًا من الأشكال بإمكانها أن تعبر عنها، منوهاً إلى أننا نرى بعض الأشكال في بعض الخروج وبعض المظاهرات الكبيرة في عدة مناطق ودول، وهذا يدل على وعي وإدراك للمسؤولية التي يتحملها كل فرد من أفراد هذا العالم تجاه ما يحصل من إبادة في غزة”.

وأكد أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الموقف اليمني المتصاعد في مواجهة العدو الإسرائيلي واستمرار حرب الإبادة في غزة، مشيرًا إلى أن هناك نظرة عربية تربط الموقف اليمني المساند لغزة باستئناف العدو الإسرائيلي للإبادة في فلسطين.

وقال في هذا الصدد: “هناك أنظمة وصلت رسائل منها وبالتأكيد هناك تصريحات للإخوة المصريين والإخوة في جيبوتي وفي عدة دول يتحدثون عن الموقف اليمني، وأن ما يحصل من الموقف اليمني نتيجة لارتباطه بالوضع في غزة”.

وأضاف أن “هذا الموقف كان أيضًا واضحًا وصريحًا حتى في بعض تصريحات المملكة العربية السعودية”، والتي أكدت أن ما يحصل من عمليات عسكرية من اليمن مرتبط بالموقف في غزة.

ولفت الحوثي إلى أن الوضع الأمريكي الضاغط على الأنظمة في المنطقة جعلها غير قادرة على التحرك بالشكل المطلوب، قائلاً إن الوضع الأمريكي الضاغط على الأنظمة في المنطقة يجعلها عاجزة عن التحرك بالشكل المطلوب، وبالتالي التواصل منعدم”.

وأكد في سياق حديثه أن تلك الأنظمة تعمل وفق مصالحها الشخصية ووفق السياسة الأمريكية لا وفق سياسة شعوبها وما يريده الله منها، وأن خروجها عن المسار الأمريكي سيكون ثمنه، كما يعتقدون، كراسيهم وعروشهم.

وأوضح أن الأمريكيين يعملون على تقسيم المنطقة وعلى إيجاد مجموعات هنا وأخرى هناك، بحيث يسهل لهم التدخل في تلك الدول، مشيرًا إلى حديث الأمريكيين عن الصومال وأن تستقبل ليبيا جزءًا من سكان غزة، إلى جانب ما رأه ترامب من مساحات واسعة في بعض الدول الخليجية التي زارها، والتي تتطابق مع تصريح المجرم الصهيوني نتنياهو بحديثه عن إمكانية السعودية إقامة دولة للفلسطينيين في أراضي المملكة.

وأكد في حديثه أن هذه الحلول لن تكون في صالح من يقف إلى جانبها، إذ تعني تصفية القضية الفلسطينية وتصفية المقاومة، حيث لن يكونوا (أي الأنظمة الموالية لأمريكا) بعيدين عن غضب المجتمعات والشعوب العربية والإسلامية، وستنالها العقوبة في الدنيا وفي الآخرة.

واعتبر القيادي محمد علي الحوثي أن الموقف اليمني في البحر الأحمر يخدم في الأساس الأمن القومي العربي، وأن هذا معروف لدى الإخوة الأشقاء، قائلاً: “نحن مع أمن الوطن العربي والدول المطلة على البحر الأحمر، لكن ما يحصل اليوم أنه أتى من يُسعر الحرب ومن يعسكر البحر الأحمر من الخارج، لافتاً إلى أن الأمريكي والأوروبي أتى ليعسكر البحر الأحمر، ونحن نعتبر أن عملياتنا ضمانة حتى للأخوة في مصر ولقناة السويس، لأن هناك يُسمى قناة بن غوريون أو غيرها، فهم يريدون بذلك تصفية قناة السويس التي تحدث عنها ترامب بأنه يريد أن تمر السفن الأمريكية فيها دون عائق”.

أضرار كبيرة على مطار اللد

وتناول الأستاذ محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى، الوضع الحالي في فلسطين، وذكر أن الذهاب إلى مطار اللد أصبح معروفًا وواضحًا، وأن الإسرائيليين المغتصبين يعترفون بوجود أضرار كبيرة وجسيمة، رغم أن المعركة لا تزال في بدايتها.

وأوضح أن الحظر الجوي والآثار المترتبة عليه بدأت تلمَس بشكل واضح على الاحتلال الإسرائيلي، مع تصاعد صراخ الصهاينة، وتعلن الشركات عن انتقال اليمن إلى السيطرة الجوية على العدو الإسرائيلي، وهو أمر صادم لهم بكل المقاييس.

وأكد أن هناك ردود فعل قوية داخل الكيان الإسرائيلي، حيث يشعرون بالصدمة أمام اليمن، ويتساءلون عما إذا كانت العمليات ستستمر في التصاعد، حيث تؤكد البيانات والعمليات تصاعدها المستمر، كما أشار السيد القائد في خطاباته، حيث تتصاعد العمليات بشكل متواصل.

ولفت إلى أن المنطقة تحتوي على منظومات دفاع جوي متعددة الطبقات، مما يتطلب جهودًا كبيرة لتجاوزها، وقد استطاعت القوات المسلحة اليمنية كسر الحظر الذي حاول أن يوقف عملياتها، خاصة الحظر الجوي الذي له تداعيات كبيرة، بالإضافة إلى الحظر البحري الذي يضر بالكيان الإسرائيلي بشكل أكبر.

وأوضح أنه وحتى الآن، لم تتلقَ اليمن ردود أفعال رسمية أو رسائل تواصل من (إسرائيل)، لكن من المتوقع أن تضطر الأخيرة إلى وقف عدوانها أو أن تتصاعد العمليات بشكلٍ أكبر، مع وجود موقف يمني مبدئي وأخلاقي، حيث يؤكد السيد القائد ذلك.

حول استعدادات اليمن لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي محتمل، أكد عضو المجلس السياسي الأعلى أن العمليات القادمة تُدرس في غرف العمليات بشكلٍ دقيق، مع التركيز على المفاجآت والأساليب الجديدة التي ستُستخدم في الاستهداف، بهدف إحداث صدمة للعدو.

وقال: إن “العمليات تتصاعد من حيث الحجم والتنوع، مع وجود أسلحة لم يُكشف عنها بعد، ما يعكس مدى الاستعداد والتطور في قدرات اليمن”.

 

أمريكا تغير مواقفها

وفي رد على التهديدات الإسرائيلية للقيادة في اليمن، يرد الأستاذ محمد علي الحوثي بأن “هذه التهديدات مجرد أوهام، وأن إسرائيل تحاول إظهار أن عمليات اليمن لا تؤثر عليها، في حين أن الإسرائيليين يهرعون إلى الملاجئ خوفًا وقلقًا”.

وأشار إلى أن الأعداء “يحاولون رسم صورة لبنك أهداف جديد، لكنهم في الحقيقة يعانون من ضعف وفشل، وأن الشعب اليمني الوفي، الذي يواجه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، لم يتوقف عن المقاومة رغم استمرار الغارات والعدوان”، مؤكدًا أن “اليمنيين لن يرهقوا أو يوقفوا”.

أما فيما يخص الموضوع السعودي، يُذكر عضو السياسي الأعلى أن “أمير الكويت وصف في قمة خليجية-أمريكية أن هناك اتفاقًا بين السلطة اليمنية والولايات المتحدة، معتمدًا على دور الوسيط الذي تلعبه سلطنة عمان، وأن تدخل محمد بن سلمان يهدف إلى فرض سيطرة السعودية كدولةٍ عظمى، مع محاولة إظهار نفسه بمظهر القوة والزعامة، رغم أن السعودية تتلقى أوامر من أمريكا، التي لا تؤمن بصداقة حقيقية، وتخلت عن أصدقائها السابقين مثل الشاه وإسرائيل، التي تعتبرها أكثر أهمية من السعودية.

وأشار إلى أنه “وفقًا لتصريحات ترامب، التي أكدت أن أمريكا تتخلى عن أصدقائها وتفضل مصالحها الخاصة، مما يعكس أن السعودية والإمارات تعتمدان بشكل كبير على الحماية الأمريكية، التي لا تثقان بها تمامًا، وتُظهر أن أمريكا تتغير في مواقفها حسب مصالحها، وتخلت عن إسرائيل عندما لم تعد ضرورية، رغم أن إسرائيل تعتبرها الأهم لديها”.