محلل اقتصادي يكشف الآثار الكارثية على الكيان الصهيوني جراء الحصار البحري والجوي اليمني
ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
18 مايو 2025مـ – 20 ذي القعدوة 1446هـ
أكد الصحفي والمحلل الاقتصادي سليم الجعدبي أن الجمهورية اليمنية والقوات المسلحة اليمنية فرضت حصارا خانقا على كيان العدو الصهيوني.
وأوضح الجعدبي، في مداخلة مع قناة المسيرة إلى أن الحصار اليمني على الكيان كان تدريجيًا بدأ في البحر الأحمر ثم في البحر العربي وخليج عدن، تلاه إلى البحر الأبيض المتوسط. وبالتالي كانت الآثار كارثية على الاقتصاد الصهيوني.
وأشار إلى أن هناك موانئ صهيونية أغلقت مثل ميناء أم الرشراش المسمى صهيونيا “إيلات” و لم تعد تدخله سفينة واحدة، وبالتالي تأثر ذلك الميناء.
وبين أن ميناء أم الرشراش كان يعتبر من أهم الموانئ ليس فقط للبضائع والسيارات، وإنما أيضًا كان يعتبر متنفسًا وميناء نفط يربط بين الكيان الصهيوني والبحر الأحمر، ومع عدة دول وسيطة وهي دول مطبعة، وكانت تعتبر بمثابة الحماية لذلك الكيان، بذات السلع الأساسية أو السلع الاستراتيجية مثل المشتقات النفطية والنفط الخام.
ولفت إلى أن آثار العمليات التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية على الكيان الصهيوني في النشاط البحري كانت جلية في بيانات وتقارير ما يسمى الجهاز المركزي وكذلك لجنة وزارة التجارة في الكيان الصهيوني، التي أكدت، على سبيل المثال، انخفاض المتوسط الشهري للواردات من 9 مليارات دولار إلى حوالي 7.6 مليار دولار، وكذلك انخفضت الواردات على مستوى سنوي من 107 مليارات دولار إلى حوالي 90 مليار دولار، حوالي 15%.
أما الصادرات فقد انخفضت من 72 إلى 60 مليار دولار، أي ما يعادل حوالي 13 إلى 14%. إضافة إلى ذلك، فإن الشركات التي كانت تحاول المرور عبر رأس الرجاء الصالح كانت تتحمل في اليوم الواحد تكلفة تقارب مليون دولار، وهذا بدوره كان ينعكس على أثر السلع، وبالذات السلع الأساسية.
ونوه إلى أن عبور أن مضيق عبور رأس الرجاء الصالح فيه مخاطر الكبيرة لأنها التقاء محيطات تجاري، وبالتالي لا تفضل الكثير من الشركات الولوج والدخول في ذلك الطريق.
كما أوضح أن حصار على الكيان الصهيوني في المجال البحري لم يؤثر فقط على السلعة المدنية والسلعة الاستراتيجية، بل أيضا على تدفق واردات السلاح الأمريكي، مشيرا إلى مكشفه معهد واشنطن الذي أكد أن عمليات القوات المسلحة اليمنية لم تعد تسمح بالتدفق السلس، لصادرات الولايات المتحدة من السلاح إلى الكيان.
وبين أن كثيرًا من الشركات ، وأبرزها شركة “مرسك” الدنماركية والمساهمين فيها صهاينة، كانت تحاول أن تكسر الحصار أو الحظر البحري وحاولت إدخال السلاح في حاوية الكيان الصهيوني، وفقا لتقارير دولية.
وقال، الجعدبي: إن الكيان الصهيوني أساسًا يعتمد على الطريقة البحرية، وللعلم يعتمد على الشحن البحري في حوالي أكثر من 90% من وارداته، وبالذات السلع الأساسية، وأبرزها هو الغذاء.
وأضاف أن الكيان الصهيوني لم يكن يتوقع يومًا أن اليمن سيحكم عليها الحصار البحري، ناهيك عن الحصار الجوي، مشيرا إلى أن العدو تفاجئ بعملية الرابع من مايو التي ضربت مطار اللد، مؤكدا أن لهذه الخطوة أثرا كبيرا على كيان العدو.
وردا على محاولة وسائل إعلام موالية للعدو التقليل من آثار العملية اليمنية على مطار اللد، كشف الجعدبي إلى أن ما يسمى ب “هيئة المطارات الإسرائيلية المطارات المدنية” أصدرت بيانين اثنين عقب عملية الرابع من مايو.
وأشار إلى أن أحد البيانين كان يوم 5 مايو، وزعم أن صاروخًا ضرب في بستان مجاور للمطار، لكن البيان الثاني الصادر عن الهيئة يوم 8 مايو أكد أن الصاروخ أصاب مباني المطار، وبالتالي كان الأثر مباشرًا على الشركات.
وأكد أنه لو كان أثر ذلك محدودا كما تحاول كثيرا من وسائل الإعلام الإسرائيلية والصهيونية العربية أن تقلل منه، لما تعطلت الكثير من الرحلات، أو ما احجمت كثير من شركات النقل والملاحة الجوية من الدخول أو الاستمرار في عمليات أو في تأمين احتياجات المطار بالرحلات.
ونوه إلى تصريحات وردت على لسان ما يسمى بوزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف، التي أكدت يوم الخميس المنصرم أن هناك آلاف الإسرائيليين، عالقون في الخارج.
وأشار إلى أن، ريغيف، اجتمعت مع كبريات الشركات الصهيوني وأكدت لها أنه يجب أن يقوم الكيان الصهيوني بإيجاد خطة طوارئ لنقل أولئك آلاف الصهاينة العالقين.
ورأى أن الشركات الصهيونية تتعامل بالنفسيّة اليهودية الخبيثة، فهي رفعت أسعار التذاكر إلى أن وصلت إلى 2500 دولار، مستغله معاناة الصهاينة أنفسهم.
إلى ذلك، أوضح الجعدي أن عدد الشركات التي كانت تعمل أو تقوم بعمليات النقل الجوي المباشر إلى الكيان حوالي 50 شركة، وانخفضت إلى حوالي 25 شركة، أي ما يعادل 50%، كما انخفض عدد المسافرين من 70 ألفا إلى 40 ألفا وفقا للوزيرة الصهيونية.
وقال: إن المطار لا يمثل فقط ذلك الشريان الحيوي لركاب من وإلى الكيان الصهيوني، والذي يحاول أن يروج للعالم بأنه الكيان الأمن، بالذات في المجال السياحي، مبينا أنه يتم تداول حوالي 300,000 إلى 400,000 طن من البضائع، وهي البضائع ذات الاحتياجات الحساسة، بمعنى تحتاج إلى سرعة في عملية النقل، وتحتاج إلى ظروف تخزين ملائمة مثل الأدوية ونحوها.
الحصار البحري اليمني ألحق أضراراً كبيرة باقتصاد الكيان الصهيوني، مع تراجع الصادرات والواردات بنسبة تقارب 15%، وإغلاق موانئ استراتيجية، وارتفاع كلفة الشحن إلى مليون دولار يومياً عبر رأس الرجاء الصالح.
سليم الجعدبي – صحفي ومحلل اقتصادي