الخبر وما وراء الخبر

(ترومان) تغادر ذليلة من البحر الأحمر

3

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

17 مايو 2025مـ 19 ذي القعدة 1446هـ

بعد مواجهة شرسة مع القوات المسلحة اليمنية؛ تنسحب حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” من البحر الأحمر دون تحقيق أي من أهدافها بكسر الحصار أو إيقاف العمليات العسكرية اليمنية ضد الكيان الصهيوني.

وكشف مسؤول أمريكي، في تصريحات إعلامية، مساء الجمعة، أن “ترومان” في طريقها لمغادرة الشرق الأوسط، وأنه لا خطط أمريكية لاستبدالها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بوقف عدوانها على اليمن، رغم مواصلة شن الهجمات على الكيان الصهيوني.

يأتي ذلك بعد قرابة شهرين من شن الولايات المتحدة عدواناً على اليمن، ففي 15 من شهر مارس الفائت أعلن المجرم ترامب أن القوات الأمريكية أطلقت ما أسماه “عملاً عسكريًّا حاسماً وقوياً” ضد اليمن، وقال حينها “سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا”.

وبعد السقف العالي جدًّا لواشنطن، وبعد عشرات الهجمات اليمنية التي استهدفت القوات الأمريكية، أعلن ترامب في 7 مايو الحالي إيقاف العدوان على اليمن وترك الكيان وحيدًا في مواجهة صنعاء، والآن تنسحب ترومان نهائياً من البحر الأحمر، ما يدل على فشل الحملة العسكرية العدوانية المساندة لكيان العدوّ الصهيوني.

وبلغة الأرقام، أعلنت القوات المسلحة اليمنية في بيانات متعددة بين (15 مارس إلى 7 مايو 2025)، تنفيذ 38 اشتباكاً مع حاملة الطائرات الأمريكية ترومان، ما أجبرها على الانسحاب، بالإضافة إلى 4 اشتباكات مع الحاملة “فينسون” في البحر العربي ما اضطرها هي الأخرى للهروب إلى أعماق المحيط الهندي.

وخلال المواجهة اتخذت ترومان تكتيكات الهروب المتكرر إلى أقصى شمالي البحر الأحمر بالقرب من قناة السويس، وأصبحت تبحث عن من يحميها، بعد ما جاءت لحماية الكيان الصهيوني، وخسرت واشنطن خلال هذه الجولة من المواجهات 7 طائرات إم كيو9، وطائرتين إف 18، وفقاً لما هو معلن.

الإعلام الأمريكي: اعتراف بالفشل

والأسبوع الفائت، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تقريراً كشف تفاصيل صادمة عن الفشل العسكري الأمريكي في اليمن، حيثُ لم تستطع واشنطن رغم تفوقها التكنولوجي والجوي، أن تفرض سيطرتها أو حتى تحقّق تقدمًا ملموسًا، رغم شنّها حملة عسكرية واسعة بأوامر مباشرة من الرئيس الأمريكي.

وأكّدت الصحيفة أن اليمن بات الرقم الأصعب في استراتيجية المواجهة ومعادلة الصراع، لا سيَّما في أعالي البحار، بعد أن تحول إلى كابوسٍ يؤرق حاملات الطائرات الأمريكية.

وفيما كان ترامب يبحث عن نصرٍ سريعٍ، واستعراض عسكري يعزز مكانته السياسية، تؤكد الصحيفة على لسان مسؤولين أمريكيين، أنه تلقى صدمات متتالية: “إسقاط سبع طائرات بدون طيار طراز MQ-9 في شهرٍ واحد، وتعرّضت طائرات F/A-18 وF-16 وحتى (F-35) لتهديدات جدية من الدفاعات اليمنية، وإصابة سفن حربية بينها حاملة طائرات، مع استنزاف الذخائر الأمريكية المتطورة”، موضحة أن كلّ ذلك دفع ترامب إلى إيقاف العملية.

وعلى الرغم من الانخراط العسكري الواسع لأمريكا واعتمادها على حاملتي الطائرات “كارل فينسون” و”هاري ترومان”، ومناورات بحرية ضخمة، إلا أن النتيجة كانت خيبة استراتيجية مدوية، حتى أن خطة القيادة المركزية الأمريكية بتمديد العمليات لثمانية أشهر وتصفية قادة يمنيين، باءت بالفشل الذريع، فالصواريخ لم تتوقف، والمسيّرات واصلت التحليق، – بحسب نيويورك تايمز.

ومع تصاعد الفشل، لجأت إدارة ترامب إلى وساطةٍ عمانية سريعة أخرجتها من الورطة، مقابل موافقة يمنية بعدم استهداف السفن الأمريكية، لتتجلى هزيمة ترامب في أوضح صورها: “انسحابٌ شبه معلن، وتراجع تحت الضغط، وتفاوض من موقع ضعف”.

إلى ذلك، كشفت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، عن تعرض حاملات الطائرات الأمريكية العاملة في نطاق صواريخ اليمن لخطر كبير، مؤكدة أن ترومان كادت أن تصاب مرتين، مما اضطرها إلى مناورات حادة لتجنب الصواريخ اليمنية، وأردفت بقولها: “إن الولايات المتحدة بدت وكأنها خاضت حربًا مع اليمن وخسرتها”.

يذكر أنه مع بداية العدوان الصهيوني على غزة في أكتوبر2023م، ودخول اليمن معركة إسناد غزة، هبت الولايات المتحدة الأمريكية في عهد المجرم السابق جو بايدن وأنشأت تحالفاً للعدوان على اليمن، وخلال فترة العدوان السابقة استجلبت واشنطن 4 حاملات هي (أيزنهاور) و(روزفلت) و(إبراهام لينكولن) و(ترومان) للعدوان على اليمن؛ جميعها انسحب أمام العمليات العسكرية اليمنية.

لتأتي الجولة الثانية من العدوان عقب نقض كيان العدو الصهيوني لاتفاق وقف إطلاق النار على غزة، للتكفل القوات الأمريكية بالملف اليمني، فيما يتفرغ الكيان لقطاع غزة، وعقب أسبوعين من إغلاق معابر قطاع غزة شنت الولايات المتحدة عدواناً على اليمن في 15 مارس، قبل ثلاثة أيام فقط من استئناف العدو الصهيوني لحرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة.

وكما في الجولة الأولى من الصراع، لم يخف اليمن، وخاض غمار المواجهة مع أمريكا، مع حاملتين للطائرات هي (ترومان، وفينسون)، ومع أحدث القاذفات والطائرات المقاتلة الأمريكية، وها هي واشنطن تؤثر السلامة وتنسحب من البحر الأحمر بعد أن خسرت هيبتها والتي لن تستطيع ترميمها، في مقابل تصاعد للقدرات اليمنية.