صحيفة أمريكية: زيارة ترامب إلى السعوديّة قد تكلّف المملكةَ تريليون دولار
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
12 مايو 2025مـ – 14 ذي القعدوة 1446هـ
كشفت صحيفةُ “نيويورك تايمز” الأمريكيةُ عن تفاصيلَ مثيرةٍ تتعلَّقُ بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقَبة إلى المملكة السعوديّة.
وسيحملُ ترامب خلال الزيارة -بحسب الصحيفة- مقترحًا ضَخْمًا لاستثمارات سعوديّة في الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة تصلُ إلى تريليون دولار، مشيرة إلى أن المملكة تواجه تحدياتٍ ماليةً كبيرة وعجزًا في الميزانية؛ مما يثير تساؤلاتٍ حول مدى واقعية هذا المقترح وقدرة السعوديّة على تلبيته.
ووصفت الصحيفة المقترحَ الأمريكي بأنه أشبه بـ “قائمة أُمنيات” للاستثمار، تبلُغُ قيمتُها تريليون دولار، وهو مبلغٌ يعادِلُ تقريبًا الناتجَ المحلي الإجمالي السنوي للمملكة العربية السعوديّة، موضحة أن “هذا الرقم الضخمَ يعكسُ حجمَ التوقُّعات الأمريكية من الشريك السعوديّ، ويسلّط الضوءَ على رغبة إدارة ترامب في جذبِ استثمارات أجنبية ضخمةٍ لتعزيز الاقتصاد الأمريكي”.
في المقابل، تشير تقاريرُ سابقة إلى أن ولي العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، كان قد عرض في عهد ترامب استثماراتٍ أمريكيةً تصل إلى 600 مليار دولار.
وعلى الرغم من أن هذا الرقم يُعتبَرُ كَبيرًا بحد ذاته، إلا أن خبراءَ اقتصاديين وصفوا كلا الرقمَينِ، التريليون دولار الذي يطلبه ترامب والـ 600 مليار التي عرضت سابقًا، بأنهما “غير واقعيين” في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
وتواجه السعوديّة تحديات مالية كبيرة، حَيثُ تشير التقارير إلى أن الميزانية قد تواجه عجزًا يتجاوز 70 مليار دولار هذا العام.
ويعود هذا العجز إلى عدة عواملَ، أبرزُها انخفاضُ أسعار النفط التي تشكِّل المصدرَ الرئيسي للإيرادات، بالإضافة إلى التكاليفِ الباهظة للمشاريع العملاقة التي أطلقتها المملكة في إطار رؤيتها المستقبلية.
تحدياتٌ تدفعُ المملكة نحو الاقتراض لتمويل مشاريعها وسَدِّ العجز، بدلًا عن التوسع في استثماراتها الخارجية بهذا الحجم الضخم.
ويؤكّـد خبراءُ اقتصاديون أن “الاستثمارات السعوديّة في الولايات المتحدة قد تشهد تزايدًا خلال عهد ترامب، ولكنها لن تقتربَ بأي حال من الأحوال من حاجز التريليون دولار”.
ويبرّر الخبراءُ ذلك بأن هذا الرقمَ يفوقُ بكثير حتى قيمةَ أصول صندوق الثروة السيادي للمملكة، والتي تبلُغُ نحو 925 مليار دولار، ومعظمُ هذه الأصول هي استثماراتٌ داخلية وليست متاحة للاستثمار الخارجي بهذا الحجم”.
ويضعُ هذا الكشفُ إدارةَ ترامب في موقفٍ يتطلَّبُ إعادةَ تقييم لتوقعاتها من الشركاء الإقليميين، ويُبرِزُ الفجوةَ بين “قائمة الأُمنيات” الأمريكية والواقع المالي والتحديات الاقتصادية التي تواجهُها السعوديّة.