الخبر وما وراء الخبر

خبراء عسكريون لـ “المسيرة”: العدو الإسرائيلي في مأزق أمام تصاعد العمليات اليمنية

2

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
10 مايو 2025مـ – 12 ذي القعدوة 1446هـ

تقريــر || محمد ناصر حتروش

تتصاعد العمليات اليمنية في قلب كيان العدو الإسرائيلي بعد اتفاق وقف العدوان الأمريكي على اليمن، في ظل تأكيدات لخبراء عسكريين عن تطور نوعي للتكنولوجيا العسكرية اليمنية.

ويواجه العدو الإسرائيلي حالياً مشكلتين رئيسيتين، تتمثل الأولى في التخلي الأمريكي عن مساندته في قصف اليمن، في حين تأتي المشكلة الثانية في اختراق الصواريخ اليمنية لجميع منظومات الدفاع الجوي للعدو، ووصولها إلى الهدف بدقة عالية.

ويدفعنا هذا إلى تساؤل هام: ما مدى قدرة العدو الإسرائيلي على التحمل والاستمرار في المواجهة مع اليمن؟

ويرى الخبير في الشؤون العسكرية العميد عزيز راشد أن العدو الإسرائيلي في مأزق كبير، فهو لا يستطيع التعامل مع التكنولوجيا العسكرية اليمنية، التي تثبت من يوم إلى آخر قدرتها العالية في اختراق منظومات دفاعاته الجوية، مفنداً أي حديث للعدو الإسرائيلي في تطوير دفاعاته، مؤكداً أنها هذا الرواية لا أساس لها من الصحة.

وفي كل عملية نوعية تنفذها القوات المسلحة اليمنية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، يحاول العدو الإسرائيلي التقليل من حجم العملية، فتارة يدعي بأن الدفاعات تصدت للصواريخ والطائرات، وتارة أخرى يقر بفشل المنظومات الدفاعية في التصدي للصواريخ، وأنه سيجري تحقيقًا حول كيفية تجاوز الصاروخ المنظومات الدفاعية، مؤكدًا تطوير المنظومات الدفاعية وجعلها أكثر أمانًا من ذي قبل.

ما يؤكد كلام العميد راشد، أن مظومة [ثاد] الأمريكية أخفقت مؤخراً في التصدي للصواريخ اليمنية الفرط صوتية، التي لم يتم الكشف عنها بعد، وهذه المنظومة هي الأحدث عالمياً، واختراقها يعني أن كيان العدو بات مكشوفاً أمام اليمن.

ويشير راشد في حديثه لقناة “المسيرة” إلى أن تكرار قصف مطار اللد يثبت التحدي اليمني للكيان الصهيوني، وأن استمرار العمليات العسكرية في عمق الكيان الصهيوني يثبت للمستوطنين الصهاينة أنهم باتوا غير آمنين، ما يؤثر على الجانب الاقتصادي والسياسي والعسكري والاجتماعي.

ويشدد بأن المستوطنين الصهاينة باتوا غير واثقين بحكومتهم، نظرًا لفشلها في تأمين المستوطنات، مشيرًا إلى أن فشل منظومات الدفاع الجوية يؤثر على قيمتها الشرائية في الأسواق العالمية.

من جانبه يؤكد الخبير في الشؤون العسكرية العقيد رشاد الوتيري أن عمليات القوات المسلحة اليمنية الموجعة ضد كيان العدو الإسرائيلي قانونية، و تستمد شرعيتها من الجماهير المليونية المتواجدة أسبوعيًا في الساحات.

ويوضح في تصريح خاص لقناة “المسيرة” أن العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي تعمد الثقة بين القيادة والشعب اليمني، مؤكداً أن وحدة الصف تتجسد من خلال الزخم الجماهيري في الساحات، وأن العدو الإسرائيلي يدرك أنه أمام شعب عظيم وعصي على الانكسار والهزيمة، لافتاً إلى أن نجاح العمليات العسكرية خلق نوعاً من العزلة على كيان العدو.

ويشدد بأن كل جغرافيا الأراضي الفلسطينية المحتلة باتت مكشوفة أمام الإرادة والصواريخ اليمنية، منوهاً إلى أن تصاعد العلميات العسكرية في العمق الإسرائيلي يخلق شللاً كاملاً لمختلف جوانب الحياة في الكيان الصهيوني.

ويرى الوتيري أن العدو الإسرائيلي أمام معضلة كبرى تجاه الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، معتبراً قصف مطار اللد بصاروخ فرط صوتي رسالة تحذيرية بعثتها القوات المسلحة اليمنية للعدو لوقف عدوانه على قطاع غزة.

ويعتقد الوتيري أن القوات المسلحة اليمنية بصدد إعداد عملية نوعية كبرى، توجع كيان العدو الإسرائيلي رداً على عدوانه السافر على مطار صنعاء ورأس عيسى ومصانع الأسمنت.

من جانبه، يعتبر الخبير في الشؤون العسكرية العميد نضال زهوي أن البعد الجغرافي بين اليمن والأراضي الفلسطينية المحتلة، يعد نقطة قوة بأيدي اليمن، كون سلاحها الحديث يطال كل المستوطنات الصهيونية، مؤكداً أن البعد الجغرافي يخلق أيضاً حافزاً كبيراً لتطوير قدراته العسكرية بما يمكنه من ردع الكيان الصهيوني.

ويؤكد زهوي في تصريح خاص لقناة “المسيرة” أن تكرار القصف اليمني على العدو الإسرائيلي يكرّس فشل منظومات الدفاع الصهيونية، لافتاً إلى أن الحظر اليمني على المطار أثبت فعاليته منذ لحظة الإعلان، وذلك من خلال تراجع حركة الملاحة في المطار”.

ويرى أن الاستهداف المتواصل للمطار أحدث انهياراً اقتصادياً تجلت آثاره من خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية، بالرغم من أن بعض الدول العربية المجاورة للكيان حاولت تخفيف الحصار على الكيان، غير أن تلك التحركات لم تغيّر من مشهد الغلاء المعيشي في كيان العدو.

ويصف زهوي قرار الحظر الجوي على الكيان “باليوم المفصلي” في تاريخ المعركة، موضحًا أن ذلك القرار أحدث ارتباكًا كبيرًا في آلية العمل لدى الأوساط الصهيونية، وأن هذا سيؤدي إلى ضغط كبير على العدو الإسرائيلي في مجال التفاوض مع المقاومة الفلسطينية، مؤكدًا أن إقدام العدو الإسرائيلي على قصف المنشآت الخدمية والحيوية في اليمن أعطى مصوغًا قانونيًا لليمن في التعامل بالمثل، لافتًا إلى أن خيارات العدو الإسرائيلي تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية باتت ضيقة جدًا.

وفي مقابل إخفاق العدو الإسرائيلي، تسجل تكنولوجيا الدفاعات الجوية اليمنية تطورًا لافتًا وملحوظًا في التصدي للتكنولوجيا العسكرية الغربية والأمريكية، حيث ظهر ذلك جليًا في الإسقاط المتواصل لطائرات “أم كيو-9” الأمريكية متعددة المهام، والتي تعتمد عليها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي في عملياتها العسكرية.