الخبر وما وراء الخبر

دلالات ورسائل استمرار استهداف مطار اللُّد في يافا المحتلّة

3

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
10 مايو 2025مـ – 12 ذي القعدوة 1446هـ

تقريــر || عباس القاعدي

برزت العمليةُ النوعية للقوات المسلحة اليمنية التي استهدفت مطارَ اللُّد المحتل المسمى إسرائيليًّا “بن غورين” للمرة الثانية كرسالة استراتيجية تحمل في طياتها دلالاتٍ عميقةً على مستوى المواجهة مع العدوّ الإسرائيلي.

وتأتي هذه العمليةُ، بعد اتّفاق وقف العدوان الأمريكي على اليمن، وتخلي واشنطن عن مساندة العدوّ الإسرائيلي لأول مرة في التاريخ، كما أنها تأتي تفنيدًا لمزاعم العملاء والخونة بتراجع اليمن عن مساندة غزة.

وفي هذا الشأن، يقول الباحث العسكري زين العابدين عثمان: إن “العملية العسكرية توضح بالمستوى الأول أن موقف الشعب اليمني ومعركته المساندة لغزة لن تتوقّف ولن تتغير بأي تحول عسكري أَو استراتيجي، وأن العمليات الهجومية التي تستهدف كيان العدوّ الإسرائيلي مُستمرّة حتى وقف العدوان على غزة”.

ويؤكّـد في تصريح خاص لموقع “المسيرة نت”، أن “القوات المسلحة اليمنية ستمضي في خوض معركة الإسناد ومواجهة كيان العدوّ الإسرائيلي بكل ما أوتيت من قوة، وهي في هذه المرحلة تسعى إلى تطبيق نمط عسكري أكثرَ تدميرًا بكيان العدوّ”.

ويضيف أن “قواتنا المسلحة قد بدأت في توسيع الضربات الصاروخية والجوية لتدمير الأهداف في قلب كيان العدوّ، وعلى رأسها المطارات الرئيسية، كمطار اللُّد ‘بن غوريون’ ومطار “رامون” في أُمِّ الرشراش المحتلّة”، مبينًا أن “مسارَ العمليات العسكرية اليمنية يتجه نحو فرض حظر جوي شامل على ملاحة كيان العدوّ، والوصول بمطاراته إلى حالة الإغلاق والشلل التام، كوسيلة لممارسة أقصى أنواع الضغوط على هذا الكيان وإرغامه عسكريًّا على إيقاف العدوان والحصار على غزة.

وتتجه قواتُنا المسلحة إلى تنفيذِ عمليات مركَّزة ودورية على مطارات كيان العدوّ، وفرض تداعيات تراكمية تنتهي بتصفيرِ ملاحتها وحظر نشاطها بالكامل، وقد تم البدءُ بمطار اللُّد، الذي تم استهدافُه -بفضل الله تعالى- للمرة الثانية بضربةٍ صاروخية أَدَّت إلى تعطيلِ معظم الرحلات الجوية وتوقُّف عشرات الشركات الأجنبية”.

تداعيات الحظر لجوي:

ويعتمدُ كَيانُ العدوّ بشكل كبير على شبكة من المطارات في نشاطه التجاري والاقتصادي والعسكري، حَيثُ تعتبر مطارات اللُّد (بن غوريون)، وَ(رامون)، وَ(حيفا) من أهم المنافذ الجوية التي تمثل ثلاثة أرباع النشاط العام للملاحة الجوية لهذا الكيان.

ويؤكّـد عثمان أن “استهداف وحظر هذه المطارات بشكل عملي سيؤدي إلى شلل اقتصادي وتجاري غير مسبوق للعدو، حَيثُ ستتعطل حركة النقل الجوي للبضائع والسلع، إضافة إلى توقف رحلات نقل المسافرين والسياحة وعمل شركات النقل الجوي الأجنبية”.

وبحسب عثمان، فَــإنَّ “الحظر الجوي على كيان العدوّ يجعله في حالة عُزلة شبه كاملة عن العالم، ويصبح وضعُه أشبهَ بسجن جوي مدمّـر للاقتصاد والأمن القومي الاستراتيجي، كما أن الحظر يجعل ملايين الصهاينة عالقين داخل البلاد وخارجها”، مؤكّـدًا أن “العمليات الهجومية تجاه كيان العدوّ الإسرائيلي لن تتوقف، ولا توجد خطوط حمراء أَو ضوابط أمام قواتنا المسلحة؛ فالأمر مشروط كليًّا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، ولا خيارَ آخرَ أمام كَيان العدوّ، إذا لم يفعل العدو ذلك سيتكرّرُ استهداف المطارات والأهداف الحيوية في العمق الفلسطيني المحتلّ وتوجيهُ أقسى الضربات المدمِّـرة بالكيان حتى يتم تحقيقُ هذا الشرط الاستراتيجي والإنساني الثابت الذي لن يتراجعَ عنه الشعبُ اليمني أبدًا”.

رسالةٌ فرط صوتية للعالم:

من جانب آخر، يرى خبراءُ عسكريون أن الاستهداف المتكرّر لمطار اللُّد في يافا المحتلّة يؤكّـد استمرار القوات المسلحة اليمنية في المحافظة على قدرتها العملياتية والردعية، وعدم وقوفها عندَ حدود الرد على الاعتداءات السابقة، بل وتوسيع نطاقِ استهدافها ليطال مواقعَ حساسة واستراتيجية، وهذا يؤدي إلى تغيير في تكتيكات اليمن، بالانتقال من عمليات الهجوم المباشر إلى ضربات استراتيجية تؤثِّرُ على الحركة الاقتصادية والعسكرية للاحتلال، وذلك من خلال الحصار الجوي.

ويكشفُ حجمُ فشل منظومات دفاع العدوّ الإسرائيلي في حماية المطار هشاشةَ تلك الأنظمة التي يُروِّجُ لها على أنها متطوِّرة جِـدًّا، وتظهر رسالة واضحة للعالم مفادها أن اليمنَ يمتلكُ إرادَةً قويةً وقدراتٍ عسكريةً متطوِّرةً تمكّنُه من قصفِ كُـلّ الأهداف الحيوية والاستراتيجية للعدوِّ في حال استمرارِ العدوان على غزة.