الخبر وما وراء الخبر

اليمن يسقط كيان العدو الإسرائيلي بضربة صاروخية غير مسبوقة [ الحقيقة لا غير]

3

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

7 مايو 2025مـ 9 ذي القعدة 1446هـ

تقرير || عباس القاعدي

لم يشهد العالم من قبل اهتمامًا عالميًا بهذا المستوى من قبل وسائل الإعلام الدولية تجاه أي حدث أو خبر، كما هو الحال مع العملية العسكرية التي نفذها القوات المسلحة اليمنية، واستهدفت مطار اللد المسمى إسرائيليا بمطار “بن غوريون”.

وقد أجمع الإعلام الدولي على مدى أهمية هذه العملية العسكرية اليمنية واتساع تأثيرها، حيث تركت آثارًا عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية واسعة في صفوف العدو الإسرائيلي، ولا تزال تداعيات هذه العملية تتردد بقوة في وسائل الإعلام العالمية حتى الآن.

وتُعدّ العملية بمثابة تتويج لمرحلة طويلة من الدعم اليمني المستمر لغزة، والتي تستهدف الكيان المجرم، وقد نال هذا الموقف اهتمامًا عالميًا يليق بأهمية تلك المرحلة السابقة.

قلة قليلة من الأحداث تحظى باهتمام العالم بشكل مفاجئ وسريع، ونادرًا ما تفرض أحداث نفسها على الساحة الدولية بشكل قوي، مما يجبر الجميع -أصدقاءً وأعداءً، قريبين وبُعدًا- على التعامل معها بتركيز وأولوية، لتصبح الحدث الأبرز في اللحظة.

هذا النجاح والتأثير والصدى القوي يعكس تكريم الله تعالى لجهود الشعب اليمني وقواته المسلحة، رغم كل الأعداء والحاقدين والكارهين. حيث كان هذا النجاح مصحوبًا بتوثيق عدة لحظات من قبل من تواجدوا في المطار من زوايا مختلفة، وسط حالة من الذعر والفوضى التي سيطرت على المكان.

تلك المشاهد التي انتشرت فور وصول الصاروخ اليمني أحدثت تأثيرًا قويًا يشبه انتشار النار في الهشيم، حيث استحوذت على الإعلام العالمي بطريقة مباشرة وغير مسبوقة، ربما لم يشهد مثلها العالم منذ أحداث السابع من أكتوبر.

كل هذا ليس من قبيل الصدفة، بل هو توفيق من الله سبحانه وتعالى، للشعب اليمني المؤمن المجاهد الشجاع، وقيادته العظيمة الربانية التاريخية التي لم يعرف تاريخ الأمة لها مثيلا على هذا الموقف المشرف الإنساني والديني تجاه أبناء غزة، وعلى كسر الهيمنة الامريكية والإسرائيلية.

هذا الترابط المتين والولاء المتبادل والثقة المبنية على الصدق والارتباط بالله تعالى، أنتج هذه المعادلة التي أثمرت الإنجازات والانتصارات التي يحققها أبطال القوات المسلحة اليمنية، الذين يمثلون ثمرة هذا الشعب ويده القوية وإرادته الصلبة التي لا تنكسر.

فمن خلال العملية العسكرية الأخيرة، أصبح العالم لا يركز سوى على مدى وخطورة وقوة العمليات اليمنية التي تتلقاها تلك القوى الظالمة والمجرمة من اليمن ومن أبطال القوات المسلحة الشجعان، بدلًا من الحديث عن إخفاق العدوان الأمريكي الإسرائيلي في مواجهة اليمن.

وتُعتبر العملية التي استهدفت مطار اللد، الأولى من نوعها تاريخياً، ففي كافة الصراعات العربية الإسرائيلية السابقة لم يتعرض هذا المطار لهجوم مباشر منذ تأسيسه، وذلك لكونه يُشكّل واحداً من أهم العناصر، إن لم يكن الأهم، في البنية التحتية الاستراتيجية لكيان العدو المحتل. فهو يمثل شريان الحياة الذي يعتمد عليه العدو، وهو بوابته إلى الخارج.، ويُعد هذا المطار من بين المواقع القليلة التي تتمتع بأكثر وأقوى أنظمة الحماية والتأمين على مستوى الكيان بأكمله.

الشعب اليمني اليوم أمام تحولات تاريخية غير مسبوقة وغير معهودة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، حيث جاءت العملية العسكرية الأخيرة وسط حالة من الغطرسة الإسرائيلية المفرطة لدى المجرم نتنياهو، إلى جانب الاستعراضات الصهيونية التي تزعم تحقيق نصر، خصوصًا في ظل الأحداث التي شهدها لبنان وسوريا، واستمرار جريمة الإبادة في قطاع غزة.

قبل أيام، ظهر المجرم نتنياهو يتباهى بما يعتبره انتصارات وإنجازات حققتها ما تسمى إسرائيل وجيشها منذ تأسيسها وحتى الاشتباكات الأخيرة، متحدثًا عن مشروعه لإعادة تشكيل ما أسماه “الشرق الأوسط الجديد”.

هذا هو المجرم نتنياهو يتفاخر بتكبّر قبل أيام قليلة، ودائمًا حين يصل كيان العدو الإسرائيلي إلى هذا المستوى من الغطرسة والغرور واستعراض الجرائم في غزة وسوريا ولبنان واعتبارها انتصارات، تأتي عملية نوعية مباركة من اليمن تعيد هذا الكيان الإجرامي إلى نقطة البداية، فتهدم كل ما بناه من غرور وإجرام وغطرسة واستكبار، حيث شاهد العالم أن العدو قد أُذِلّ وتكبد هزيمة مدوية، وأظهر فشلًا مدوٍّ، قُوبل بضربة غير مسبوقة أعادت محور المقاومة إلى ذروة تأثيره وقوته، وأرجعت كيان العدو خطوات إلى الوراء.

كان الانفجار مدوّيًا وعملاقًا، وفق ما وصفه أحد الخبراء الذين تابعوا الحدث لحظة بلحظة، حيث أحدث الصاروخ حالة من الذعر والخوف في أوساط المغتصبين، واهتزت كافة أرجاء مطار بن غوريون وكذلك القرى والمستوطنات المحيطة به.

العملية اليمنية جاءت، في وقت يعيش فيه العدو الإسرائيلي ذروة جرائمه وغطرسته واعتقاده بأنه قضى على ما تبقى من عوامل القوة والمقاومة في جسد الأمة العربية والإسلامية، فكلما تصاعدت أعمدة التكبر والوهم لدى هذا العدو الماكر، كلما تدخل الله بأحفاد حيدر الكرار من يمن الإيمان والحكمة ليقولوا له: “انتبه، خفّف من كبريائك”، وفعلاً، يتم تصفير عداد المجرم نتنياهو ليعود إلى حالة الاضطراب والهذيان والإحباط بسبب فشل جيشه ودفاعاته، وكذلك فشل الدفاعات الأمريكية في التصدي لصواريخ اليمن الشجاع وطائراته المسيّرة القتالية.

كانت العملية استثنائية، لا بسبب الخسائر والأضرار المباشرة التي تسببت بها، رغم أنها ليست قليلة، فهناك جرحى باعتراف العدو الذي أكد وجود ما بين ثمانية وعشرة جرحى، وهذا الاعتراف غالبًا ما يكون ناقصًا.

يحاول العدو الإسرائيلي تجاهل وتقليل شأن الآثار الناجمة عن العملية العسكرية التي يتلقاها، سواء من اليمن أو من أية جبهة من جبهات الاسناد، ومن الدلائل على حجم الانفجار أن الصاروخ ترك حفرة بقطر يصل إلى 25 مترًا، حيث أصاب جنود العدو بالذعر، لأن حجم الحفرة يعكس مدى الدمار الذي كان يمكن أن يلحقه الصاروخ إذا أصاب صالات المطار.

ولهذا فإن الموقع الذي استهدفه الصاروخ يحمل رسالة قوية ومحددة للعدو الإسرائيلي، كما أنه حقق غايته بأفضل شكل ممكن وأوصل الرسالة المطلوبة بدقة.

كانت خسائر العدو شاملة على كافة الصعد، ومكشوفة أمام الإعلام الدولي والعالمي، لم يتمكن العدو من جمع شتات فضيحته أو كبح تداعيات العملية اليمنية التي تنطبق عليها الآية الكريمة: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى).

العملية الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة، هدمت صورة الردع الإسرائيلي التي حاول نتنياهو التفاخر بها واستعادتها، فقد أسقطت التفوق العسكري والاستخباري الأمريكي والإسرائيلي عبر مسافات واسعة، وأعجزتا الطرفين الأمريكي والصهيوني في مواجهته واعتراضه.

نحن أمام حدث تاريخي بارز للغاية، حدث استثنائي على الصعيدين التقني والعسكري، لم يسبق له مثيل بأي معيار أو مقياس. فالسؤال هنا: من يمتلك التفوق العسكري والعلمي والتقني والاستخباراتي الذي يفوق ما تملكه الولايات المتحدة؟ ربما لا يوجد أي طرف في العالم يتفوق على العدوين الأمريكي والإسرائيلي في هذا المجال، ولكن اليمن، بفضل الله تعالى وبعون منه، استطاع أن يتجاوز ما يملكه أولئك الأعداء القتلة والمجرمون.

بالنسبة للخبراء والمراقبين والمراكز البحثية، فإن العملية اليمنية تبدو غير طبيعية.. إنها ظاهرة استثنائية خارجة عن المألوف، ولا تجد لها تفسيرًا واضحًا حتى الآن في العديد من الأوساط البحثية والعلمية، ولكن -بفضل الله تعالى- وجهود المجاهدين الأبطال المؤمنين، الذين يعقدون الآمال على الله ويتوكلون عليه، ويتحملون مع شعبهم المسؤولية الدينية والتاريخية تجاه إخوانهم المظلومين والمقاومين، تحقق هذا الإنجاز العظيم.

مطار اللد، المعروف أيضًا باسم بن غوريون، يشكل البوابة الجوية الأساسية لكيان العدو الإسرائيلي مع العالم الخارجي، وفي زمن السرعة وحركة السفر المتزايدة، تُعتبر المطارات الرئة الحية لأية دولة، فما بالك “بإسرائيل”، هذا الكيان الغريب عن محيطه والأمة.

ولولا اعتماده الكبير على العالم الغربي لانتهى كيان العدو واختنق في عزلته، واليوم، عندما تصل قدرة اليمن وتهديده إلى استهداف هذا المرفق الحيوي والحساس، الذي يُعد من بين الأكثر أمنًا في الكيان الصهيوني، فإننا أمام تحول هائل يعكس حجم الإنجازات التي يحققها أبطال اليمن بعون الله تعالى، فهم يقومون، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بتحطيم قواعد الهيمنة الصهيونية الأمريكية على الأمة العربية والإسلامية وعلى العالم بأسره.

هذا الإنجاز، الذي هو بفضل من الله وتكريم منه، يجعل اليمن يحتل مكانة عظيمة في قلوب الأحرار حول العالم.. لقد اجتاحت مشاعر الفرح والابتهاج أرجاء العالم، وبثت هذه العملية الأمل في نفوس المظلومين، وكذلك بالاعتزاز بدور اليمن وشعبه العظيم، وقائده السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- في تحقيق نصرة المظلومين وتحجيم الغطرسة والجرائم الأمريكية والصهيونية، بعد أن أظهر ضعف وغدر دول العالم، وترهّل موقف أمة الإسلام والمسلمين في وجه الاستعمار والعدوان.

على كل حال، فإن طبقات الدفاع الجوي العديدة سواء الإسرائيلية أو الأمريكية فشلت وأثبتت عدم فعاليتها، كما ظهر جليًا في محاولات اعتراض الصواريخ والطائرات اليمنية خلال الأسابيع والأشهر الماضية.

وبالنظر إلى الإخفاق الإسرائيلي، قررت الولايات المتحدة إرسال منظومتها الأحدث والأكثر تقدمًا، وهي منظومة “ثاد”، باعتبارها الحل الشامل لسد النقاط الضعيفة لدى العدو الإسرائيلي، ولكن هذه المنظومة الأمريكية سرعان ما انضمت إلى قائمة الأسلحة القديمة وغير المجدية أمام التطور العلمي والعسكري الذي حققه أبطال القوات المسلحة اليمنية.

بهذا المشهد كان وضع الإعلام الدولي والعالمي، حيث تناول موضوع الإخفاق الأمريكي والإسرائيلي أمام اليمن وقواته المسلحة. أما فيما يتعلق برأس الصاروخ، كما تابعنا ونقلاً عن اليهود أنفسهم، الذين أكدوا أن الرأس الحربي كان ضخمًا، وأدى إلى انفجار هائل.

وما يزيد من إحباط العدو الإسرائيلي هو فشل أنظمة الدفاع المتعددة الطبقات لديهم، التي أطلقت عشرات الصواريخ لاعتراض الصاروخ، لكنها لم تنجح في إحباطه، ولم يقتصر الأمر على عدم القدرة على صد الصاروخ اليمني فحسب، بل تحوّلت الصواريخ الاعتراضية إلى متفجرات سقطت على رؤوس المحتلين والمغتصبين في المستوطنات والبلدات المستهدفة.