الخبر وما وراء الخبر

بعد عملية مطار اللد.. اليمن يضع معادلة ردع استراتيجية

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

6 مايو 2025مـ 8 ذي القعدة 1446هـ

أكّد الخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور محمد هزيمة، أن العملية اليمنية على مطار اللد “بن غوريون” مرحلة جديدة من الردع والمواجهة، وشكلت مفاجأة بدقة إصابة الهدف ووضع اليمن من خلالها معادلة ردع استراتيجية على مستوى إدارة المعركة مع العدوّ الصهيوني والأمريكي.

وفي اتصال مع قناة “المسيرة” أشار هزيمة إلى أن الصاروخ الفرط صوتي المستخدم في العملية يشكل تصعيدًا استراتيجيًا وتحولًا بالغ التأثير.

وقال: نحن أمام مرحلة جديدة بدأت المقاومة تثبتها انطلاقًا من جبهة اليمن التي توجت هذه المعركة، وغيرت النمط الذي كان يتحدث به العدوّ عن فشل مشروع المقاومة.

وأضاف: “اليوم يمكن الحديث بكل ثقة عن فشل المشروع الأمريكي وعجز كيان العدوّ عن حماية نفسه”، مشيرًا إلى أنه لا يمكن فصل الأمريكي عن الإسرائيلي.

وأوضح أن الأسلحة اليمنية نوعية، وتطورها المختبرات والعقول والمصانع اليمنية بما تحتاجه الجبهة وبما يصيب العدوّ الإسرائيلي وقبله الأمريكي.

وتابع بقوله: “في هذه المرحلة يمكن أن نستنتج أن إسرائيل فقدت الأمن وهي في الواقع الخاسر الأكبر، وكذلك لا تقل خسارة أمريكا عن كيان العدوّ؛ بسبب السلاح اليمني الذي يمثل اليوم ليس الجغرافيا اليمنية فحسب، بل يمثل مشروع المقاومة.”

وشدّد على أن هذه الوقائع تفرض نفسها على سير المعركة وعلى كيفية إدارتها وفي إطار تصاعدي، مشددًا على أن الحرب هي حرب إرادات وتقنيات، وأن اليمن فيه من العقول ما يكفي التي أوصلته لأن يمتلك إمكانات عسكرية قوية على مستوى العالم.

وأكّد الخبير في الشؤون الاستراتيجية أن ملامح المستقبل فرضت نفسها انطلاقًا من هذه المعادلة التي أحدثت تحوّلًا استراتيجيًا، ولم يبق الأمريكي هو المقرر.

ولفت إلى أن القوات المسلحة اليمنية تُصيب أهدافًا عسكرية وحيوية تُسقط قوّة الدفاع عند العدوّ الصهيوني، بينما القوات المعادية الاستعمارية بوجهيها الأمريكي أو البريطاني تستهدف أعيانًا مدنية أو اقتصادية، مؤكدًا أن ذلك يدلّ على فشل وتخبط وعجز عند الأمريكي.

وقال الدكتور محمد هزيمة: “عندما نرى أمريكا هذه القوّة العظمى ترسل الطائرات بملايين الدولارات لإصابة أهداف مدنية نقول إننا انتصرنا على أمريكا، وهذه ليست قوّة عظمى، بل هذه أعمال إرهابية.”

وأضاف: “نحن أمام معادلة استراتيجية فرضها الصاروخ رقم 70، الصاروخ الذي وصل مطار ‘بن غوريون'”، مردفًا أن الدفاعات الجوية الصهيونية والقبة الحديدية خرجت من المعادلة، وأن قوّة اليمن أصبحت حقيقة يجب التعاطي معها ضمن رسم استراتيجيات عسكرية.

وأشار إلى أن مراكز الدراسات العسكرية تطرح سؤالاً مفاده: ماذا أطلق اليمن عشرات الصواريخ على أهداف داخل الكيان الإسرائيلي؟ هل يستطيع تحمّلها؟”

وأكّد الخبير الاستراتيجي أن التعاطي اليمني بالرد على أي اعتداء عليه لن يكون كما سابق، فعندما تستهدف القوى الاستعمارية أعيانًا مدنية واقتصادية، فاليمن قادر أن يُصيب أماكن تشكّل خطرًا على العدوّ الإسرائيلي وتشكل خطرًا على السياسات الأمريكية.